فى عهد "السيسى"| أفيخاى أدرعى متحدثًا إسلاميًا
قال أن الدين الحنيف تم تلطيخه بالإرهاب.. وسيدة نكاح ماسبيرو تصف عملية المقاومة بـ"الجريمة"
منذ 4 ساعة جمعة الشوال
عدد القراءات: 2071
تغير مسار الخطاب الدينى، إلى أن وصل إلى إعلاء كلمة الصهاينة الذين استباحوا الدماء والأرض والعرض، فوق كلمة أهل الحق فى العالم العربى والإسلامى، فالمتحدث بإسم جيش الكيان الصهيونى، وصف منفذى عملية المقاومة أمس الخميس، بملطخى "الدين الحنيف"، بالإرهاب، بينما تحدث لسان إعلام العسكر وعلى رأسهم سيدة نكاح ماسبيرو بثينة كامل، بإن ما حدث جريمة، فالأوضاع أصبحت مقلوبة، وأصحاب الحق باتو ظالمين، هكذا تطور الأمر فى عهد قائد الانقلاب العسكرى عبدالفتاح السيسى.
الكاتب الصحفى وائل قنديل، تناول ذلك الأمر بسخرية شديدة، ساردًا قول المتحدث بإسم جيش الاحتلال أفيخاى أدرعى، الذى تحدث فيه عن تلطيخ الدين الحنيف بالإرهاب، بعد عملية المقاومة الإسلامية فى تل أبيب يوم أمس، وأصبح متحدثًا إسلاميًا.
أفيخاى متحدثًا بإسم الإسلام.. والشيخ "جبريل" تتم محاربته
وقال "قنديل" فى مقاله المنشور اليوم الجمعة بصحيفة "العربى الجديد"، أنه فى شهر رمضان من العام الماضى، كانت مصر الرسمية مشغولةً بالحرب على الشيخ محمد جبريل، وتأديبه، بعد أن ارتكب خطيئة الدعاء على الظالمين، والفاسدين وسافكى الدماء، وأعداء الأمة، حيث تم منعه من السفر، وإحالته إلى النيابة، حتى حكم القضاء الإدارى بإلغاء قرار المنع من السفر، ليأتى رمضان هذا العام وجبريل فى المنفى، بينما أفيخاى فى قلب المشهد الرمضانى مهنئاً الشعب بالشهر المبارك، بدلاً من عبد الفتاح السيسى الذى كان مشغولاً بمخاطبة شعب الاحتلال الإسرائيلى.
وأكد "قنديل" قائلاً، أننا بصدد تطوّر مذهل، يتمثل فى أن الناطق بلسان الإرهاب الإسرائيلى ينتقل من مرحلة الاستظراف على معتنقى "الدين الحنيف" إلى تنصيب نفسه متحدّثاً باسم الدين الإسلامى، مزاحماً علي جمعة وخالد الجندى، وهو يعلق على العملية الفدائية، البطولية، التي نفّذها شابان فلسطينيان في متجر قريبٍ من مقر وزارة الحرب الإسرائيلية، وأسفرت عن أربعة قتلى، وإصاباتٍ عديدة.
مذيعة نكاح ماسبيرو تشارك الصهاينة الرأى
ووصف "قنديل" هذا المستعمر بالوضيع الذي يثرثر عما يجب، ولا يجب في رمضان، الشهر الذى ارتبط في الذاكرة بالانتصار على غطرسة العدو الصهيونى في حرب 1973، ثم يتسافل أكثر وأكثر، حين يصف المقاومين بالإرهابيين السفلة، متسائلا: "إذا كانت العملية قد أوجعته، كونها استهدفت عسكريين صهاينة، مع الأخذ فى الاعتبار أن كل صهيونى مستعمر عسكرى بالضرورة، فما الذى يجعل إعلاميةً مصريةً، مثل بثينة كامل، تقاسمه الرأى والرؤية، وتعتبر المقاومة إجراماً؟".
وأكد "قنديل"، أن "أفيخاى" المتلطخ بالجهل والإجرام في احتياج أكثر لمن يُفهمه أنه، بهذا الخطاب، يُحرج أصدقاءه وأحباءه من مشايخ الإجرام والقتل فى القاهرة، إذ إن الإرهاب الفعلى، والتلطيخ الحقيقى للدين الحنيف به، وقع فى رمضان قبل ثلاث سنوات، على أيدى السفاحين الذين تتبناهم إسرائيل دبلوماسياً واستخبارياً، حين قتلوا مئات من سكان البلاد الأصليين، في أحداث الحرس الجمهورى، ثم عند النصب التذكارى للجندي المجهول، ثم أكملوا حفلهم الدموى، المدعوم صهيونياً في عيد الفطر المبارك، فى ظل تصفيق حاد من عصابات الإجرام الإسرائيلى، التي اعتبرت صعود القتلة إلى حكم مصر بمثابة انتصار للصهاينة.
سبب رعب الكيان الصهيونى من تلك العملية
وأشار "قنديل" إلى أن رعب الكيان الصهيونى لم يأت، فقط، من أن المقاومة الفلسطينية تمكّنت من الوصول إلى العمق الصهيونى، بل يجيء أيضاً من انتعاش زهور الفرح الشعبى بالعمليات البطولية للمقاومة، وتحرير الوعي المختطف، المعذّب، في أقبية التعريف الصهيوني للإرهاب، والمقرّر على النظام الرسمي العربي، نصاً مقدّساً، لا تسامح في الخروج عليه، متسائلا "هل لاحظت أن الدعاء بالنصر "لإخواننا في فلسطين" لم يكن موجوداً في صدر لائحة الأدعية الرمضانية في المساجد؟".
وأوضح "قنديل"، أن بعضهم نسي الدعاء للأقصى، وبعضهم تناساه، إيثاراً للسلامة، من رقيبٍ يعد أنفاس المصلين، ويكاد يفرض ضرائب على عدد التسابيح والأدعية، وصنف ثالث تجاهل الأمر، كون الحكاية "حكاية فلسطين" ابتلعها الصمت الرسمي العربي المطبق، وبات لدى بعض الدول العربية حكام على درجة "سفير" للكيان الصهيوني.
واختتم قنديل "فى وسط هذا الليل البهيم، من الطبيعى أن يتقدّم أفيخاى أدرعى، الناطق باسم جيش الاحتلال، الصفوف، ويعلّم المسلمين العرب شؤون دينهم ودنياهم، مطوّراً خطابه الدينى، من التهانى والتبريكات بالشهر الفضيل، إلى تقديم الفهم الصهيونى للإسلام، أو يمكنك القول: الإسلام كما يريده الصهاينة".
***
***
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق