إبراهيم عيسى يدعو "السيسى" إلى استفتاء انجليزى إن استطاع
ويصف حكومته بالكاذبة المدلسة
منذ 2 ساعة
عدد القراءات: 938
هاجم الإعلامى المعروف بولائه لدولة العسكر، إبراهيم عيسى، قائد الانقلاب العسكرى، عبدالفتاح السيسى، وحكومتة، بسبب جزيرتى تيران وصنافير، وخصص اعمدة الرأى فى صحيفة المقال للهجوم عليها، بسبب ما وصفه بكذبها وتدليسها للحقائق، خاصًة بعدما زعم ممثل الحكومة أمام المحكمة أن مصر كانت تحتل الجزيرتين.
ودعا "عيسى" قائد الانقلاب إلى استفتاء إنجليزى، على غرار ما حدث من انفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبى، إن استطاع، بشأن قضية تيران وصنافير.
حكومة "الاحتلال" كاذبة
وقامت صحيفة "المقال" التى يرأس عيسى تحريرها، حملة عنيفة على حكومة الانقلاب، قائلة إنها حكومة كذابة لأن محاميها ادعى أمام المحكمة أن مصر تحتل تيران وصنافير، وفاشلة لأنها قدمت للمحكمة قصاصات وعبارات من كتب، ومحضرا لحكومة عاطف صدقي عام 1990، ومدلسة، لأنها اعتمدت على طبخة قانونة بائسة وضغوط وإغراءات ما قبل المعاش، وفق الصحيفة.
وشددت الكاتبة المتخصصة في الشؤون القضائية، رنا ممدوح، في مقالها بالجريدة، على أن "تيران وصنافير مصرية برغم كيد الحكومة وألاعيبها"، مثنية على تمكن المحامين (ضمن هيئة الدفاع عن مصرية الجزيرتين) من إجبار المحكمة على تأجيل حسم طعن الحكومة إلى ما بعد 30 يونيو الجارى. ووصف الكاتب الصحفى أحمد رمضان الديباوى، فى مقاله ب"المقال"، محاميو الحكومة بأنهم "محامو آل سعود فى حكومة شريف إسماعيل"، بحسب تعبيره.
وشدد الكاتب حسام مؤنس، فى الصحيفة ذاتها، على أن "الشعب يرى أنه صاحب الأرض وحكومته ترى أنها حكومة احتلال"، مشيرا إلى أن المستندات المقدمة من الحكومة لم تشهد تقديم جديد عما نشرته وأعلنته من قبل.
يا سيسى.. اعمل استفتاء انجليزى ان استطعت
وفى نفس السياق إبراهيم عيسى كتب مقالا بعنوان: "الشعب الإنجليزى أبهر العالم.. لكنه لا يبهر حكامنا طبعا"، وجه فيه دعوة مبطنة إلى السيسى، إلى تنظيم استفتاء شعبى حول مصير الجزيرتين، اقتداء بالاستفتاء الإنجليزى.
وقال عيسى: الشعب البريطانى يستحق هذه الديمقراطية جدا وفعلا، إذ يجرى استفتاء ينتهى بنتيجة بعد معركة تطحن العظام سياسيا، ويقبلها الجميع ويحترمها المختلفون معها، ولا أحد اتهم أحدا بمحاولة تفكيك إنجلترا، ولا أحد زعل من الشعب منقسم نصفين تقريبا، وليس ممكنا جمعه فى قبضة واحدة، ولا اتهم بعضه بعضا بالعمالة والخيانة، بل خلاف سياسى عميق ورهيب تتم إدارته بمنتهى الرقى والاحترام، على حد وصفه.
ويذكر أن إبراهيم عيسى لم يقف هذا الموقف مع نظام حكم الرئيس محمد مرسى، وظل يكيل الاتهامات الكاذبة إليه، بأنه أثار الاستقطاب بين المصريين، وبأنه يقود البلاد إلى حرب أهلية.
نحن فقط من نقدس "الرئيس"
وفى مقاله الجديد أضاف عيسى: "طبعا.. ليس فى إنجلترا من يقدس الرئيس ويؤلهه ويعتبر الكلمة التى تخرج من فمه آية من آيات الله لابد من نفاذها، وإلا سقطت هيبة الدولة".
وأشار (فى انتقاد مبطن لنظام حكم السيسى) إلى أن "هيبة الدولة عند البعض فى مصر تسقط لو إرادة الشعب هى التى تحققت وخالفت كلمة "الرئيس"، بينما هيبة الدولة لا تسقط وتنداس بالرجلين مع مهزلة استمرار امتحانات الثانوية برغم استمرار تسريب الأسئلة، وكأن هيبة الدولة لا تهان وتنهار عندما تعلن وزارة الداخلية كل يوم عن شاب أو عن موظف هو مسؤول تسريب الأسئلة، وتحتفل بانتصارها الزائف، ثم تتسرب الأسئلة فى اليوم التالى على حفلة التفاهة التى تنعقد ابتهاجا بالقبض على المسربين"، على حد تعبيره.
وتابع عيسى: "كأن هيبة الدولة لا تتمرمغ فى التراب عندما يتم التحايل على الأحكام القضائية، والإصرار على تسليم أرض مصرية بحكم الدستور والقضاء إلى دولة أخرى".
مسئولين جهلاء فى السياسة
والأمر هكذا، لجأ عيسى للإسقاط على الواقع المصرى فقال: "الشعب الإنجليزى يستحق هذه الديمقراطية، لأنه لا ينتج مسؤولين جهلة سياسيا، إمعات ينفذون التعليمات، هم قطيع كل حاكم، وخدم كل قصر، ولأنه يملك أحزابا حقيقية، وليست أحزابا مملوكة كالشركات لمراهقين من رجال الأعمال أو مصنوعة فى الأجهزة الأمنية أو تمت تربيتها فى جنينة الدولة كالحيوانات الأليفة، أو أحزابا ورقية كارتونية تجتمع فى غرف تمتلىء بدخان مدخنى السجائر العصبيين والخلافات الصغيرة التافهة"، على حد وصفه.
وأردف (مواصلا إسقاطه) أن الشعب الإنجليزى يستحق هذه الديمقراطية لأنه لم يسمح لأحد بأن يقنعه بأنه ليس مستعدا للديمقراطية، أو غير مؤهل لها، بل كما يقتنع حكام البلد الشعب المصرى بذلك، ويبغبغ إعلام وساسة بهذه الصوصوة الاستبدادية منذ يوليو عام 1952 حتى يومنا هذا، وفق قوله.
وعودة إلى مصر، قال عيسى إن العالم كله كان قد اقتنع بأننا شعب لا يؤمن بالديمقراطية بل شعب نرضى العبودية للحكام والتقديس للرؤساء والأبدية لهم على الحكم، ومن فرط مرور السنين ومصر تحت حكم الاستبداد دون أن يرف جفن للشعب بل وهو راض قانع مقتنع، أدرك العالم الغربى أن هذا الشعب عبودى النزعة، ولا أمل أبدا فى أن يقوم وينهض ويسعى لحريته، فلما فعلها المصريون اتخض وفوجىء بل وذهل الخواجات، ولم يصدقوا ، وكالوا المديح للمصريين فى ما يشبه الاعتذار عن رأيهم العنصرى السابق الذى تعايشوا معه سنين طويلة بأن المصريين كالعرب لا شأن لهم بالديمقراطية، وأنهم شعوب راضية بالذل.
وهنا اختتم عيسى مقاله بالقول: "طبعا تخلى العالم عن هذا الانبهار بعدها، حيث رأى الارتباك والعشوائية والعبث والإرهاب والسواد والمجلس العسكرى و"الإخوان" ولعب العيال، بل خصوصا عندما يرانا الآن نعود إلى ما يؤكد عنده الفكرة العنصرية، التى يروجها حكامنا بمنتهى الحماس والتصميم والعلانية للأسف، أننا شعب ما لوش (ليس له) فى الديمقراطية ، وشعب بتاع: "بالروح بالدم
يا ريس".
***
***
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق