المصدومون الخمسة بعد فشل انقلاب تركيا
17/07/2016 10:59 ص
كتب- أسامة حمدان:
أصيبت قيادات عدة دول بالشرق الأوسط بصدمة وذهول بعد فشل الانقلاب العسكري في تركيا ، وذلك بيبب المواقف المتباينة والعداءات السرية بينها وبين نظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
بعض تلك الدول كانت تتمنى زوال حكم الرئيس رجب طيب أردوغان، لأنه يدعم قوى مناوئة لها ، كما هو الحال في مصر حيث يرفض نظام الانقلابي عبد الفتاح السيسي موقف أردوغان الداعم لشرعية الرئيس محمد مرسي والمناصر لنضال حركة حماس في قطاع غزة، وهناك دول تكره أردوغان بسبب دعمه للمعارضة بها كسوريا، وأخرى تسعى لإجلاء القوات التركية من أراضيها كالعراق.
نظام السيسي
ففي مصر اتخذ النظام التركي منذ البداية موقفًا معارضًا من نظام الانقلاب العسكري الحاكم في مصر حاليًا، لأنه "جاء بطريقة غير شرعية"، لذلك فإن أردوغان كان كثيرًا ما يرفع شارة رابعة في وجه معارضيه، وهي شارة مختصة بأنصار الرئيس الشرعي محمد مرسي، وتدل على ميدان "رابعة العدوية". ولاشك أن إحباط المحاولة الانقلابية بتركيا أفسد على نظام السيسي فرحته بزوال حكم أردوغان، على الرغم من اتخاذ الأخير خطوات مؤخرًا نحو التصالح مع مصر، وإعلان تركيا أنها يمكن أن تتوصل مع النظام المصري لحلول وسط، شريطة أن يُفرج عن الرئيس الأسبق محمد مرسي.
الأسد
وفي سوريا تعجل نظام الطاغية بشار الأسد واحتفل بـ "سقوط" أردوغان، وطافت مركباته الشوارع ابتهاجًا بهذا الحدث، لأن أردوغان من أشد الداعمين للمعارضة السورية، فلم يتوان عن الوقوف بجانب الثورة السورية منذ اندلاعها قبل أكثر من 5سنوات. وأصيب نظام الأسد صدمة وصلت إلى حد عدم تصديق ما جرى، حتى عادت الأمور إلى طبيعتها في سوريا، وسط صمت من النظام الذي يبسط قبضته على عدة محافظات في سوريا.
عبادي العراق
أما نظام العراق بقيادة حيدر العبادي فهو من أشد المصدومين بعد فشل محاولة الانقلاب، حيث تشارك قوات عسكرية تركية داخل الأراضي العراقية لمحاربة عناصر كردية تعتبرها تركيا خطرًا عليها.
إيران
وهناك إيران ، فرغم إدانتها للمحاولة الانقلابية، إلا أن إيران واحدة من الدول التي يهمها بشدة زوال نظام حكم أردوغان، حيث أن أردوغان يطارد عناصر كردستانية في العراق، فيما تسعى إيران إلى بسط نفوذها التام على العراق. كما يدعم "أردوغان" المعارضة السورية بالسلاح، أمام إيران فهي تدعم بشار الأسد وتسانده بالسلاح والقوات أيضًا.
نتنياهو
ولا يخفى على أحد أن الكيان الصهيوني من أكثر المصدومين بفشل انقلاب تركيا ، حيث يعمل أردوغان على دعم قطاع غزة الذي يحاصره الاحتلال ، كما يقدم دعما معنويا للمقاومة الفلسطينية .
الساعات الحاسمة
وشكل إحباط الانقلاب في تركيا ملحمة شعبية توحدت فيها القوى السياسية المعارضة لرجب طيب أردوغان والمؤيدة له، القوى الإسلامية والعلمانية، المدنية والعسكرية، فكأن رأي الحشود التي ملأت الميادين واحدًا "لن نريد العودة لزمن الانقلابات"، فجميع القوى قد أدركت الدرس جيدا وأيقنت من تاريخ تركيا أن الحرية والتقدم مكفولان بنظام أردوغان.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق