السيسي يدشن تحالفه مع الصهاينة بإلغاء "وأعدوا لهم" من شعار هيئة التصنيع
27/07/2016 09:29 ص
كتب- كريم محمد:
بعدما دخل في تحالف عسكري وسياسي علني مع الصهاينة، بدأ عبد الفتاح السيسي في إلغاء كل مظاهر العقيدة العسكرية القتالية المصرية تجاه العدو الصهيوني، واستكملها بقرار لـ"الهيئة العربية للتصنيع" يتضمن تغيير شعارها الذي كان يحتوي جزءًا من آية من آيات القرآن الكريم "وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة" مصحوبًا بصورة صاروخ وذرة وكتابة باللغة العربية، إلى شعار آخر يتضمن ثلاثة أحرف أجنبية اختصارًا لاسم الهيئة، ما اعتبره مراقبون تدشينًا رسميًّا لعصر "التطبيع".
ونشرت صحيفة الوقائع المصرية- ملحق الجريدة الرسمية- الثلاثاء 26 يوليه 2016، قرارًا للفريق عبد العزيز سيف الدين رئيس مجلس إدارة الهيئة العربية للتصنيع، بتغيير الشعار الخاص بالهيئة.
وشمل القرار "ضرورة اتخاذ الإجراءات اللازمة لتعميم الشعار الجديد على المنشآت ووسائل النقل، والمطبوعات والمستندات وبصمة الأختام لكافة الوحدات التابعة للهيئة، ليتم العمل بها، اعتبارا من 1 يوليو 2016".
وأكد القرار، الذي يحمل رقم 5 لسنة 2016، "ضرورة أن يسري هذا القرار من تاريخ صدوره، وعلى الجهات المعنية الالتزام بتنفيذه، كل فيما يخصه"، وقد بادرت الهيئة بالفعل بتغيير شعارها على موقعها الرسمي.
تغيير الشعار وإلغاء الآية القرآنية التي تشير للجهاد، أعادا الجدل حول تغيير مصر عقيدتها العسكري بحيث لا تصبح إسرائيل هي العدو، وتحول الخطر علي النظام من الخارج إلى الداخل سواء في صورة التيار الإسلامي أو المعارضة للنظام عمومًا.
وانتقد نشطاء على مواقع التواصل استبدال حروف أجنبية ليس لها معنى بالآية القرآنية شعار الهيئة السابق، وألمح بعضهم لتحول في دور الهيئة من التصنيع العربي والاستعداد للقتال مع العدو وفق الآية المكتوبة على شعارها القديم، إلى دور آخر استثماري ومؤشر لتغيير عقيدة القوات المسلحة بعدما تم الكشف عن تحالفها مع إسرائيل والتنسيق المشترك ضد أهالي سيناء والسماح لطائرات العدو بانتهاك أجواء سيناء.
تاريخ "الهيئة العربية للتصنيع"
وتأسست الهيئة بين كل من الإمارات والمملكة العربية السعودية وقطر ومصر بتاريخ 29 أبريل 1975م لدعم التصنيع الحربي المصري في مواجهة إسرائيل وتوفير احتياجات لدول الخليج، ونصت اتفاقية التأسيس على تملك الدول الأربع حصصًا متساوية في ملكية الهيئة.
وعقب التطبيع المصري في كامب ديفيد مع إسرائيل، صدر بيان رسمي بتاريخ 14 مايو 1979م باسم الدول الخليجية الثلاث يقضي بحل الهيئة العربية للتصنيع، وردت مصر بقانون برقم 30/1979م بتاريخ 18 مايو 1979م ينص على "استمرار الشخصية الاعتبارية للهيئة العربية للتصنيع، واضطلاع المصريين فيها بالسيطرة التامة على جميع أجهزتها الإدارية".
ولاحقًا في 11 مايو 1994 جرى توقيع اتفاق رسمي بالتصفية النهائية لمساهمة كل من دولة قطر ودولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية في الهيئة العربية للتصنيع، وقعه عمر سليمان مدير المخابرات السابق (انظر نص اتفاقية التصفية النهائية).
وقد أصبحت الهيئة، التي أنشئت عام 1975 برأس مال يفوق المليار دولار وتزايد لاحقًا، بغرض بناء صناعة الدفاع العربي المشترك، مملوكة بالكامل لجمهورية مصر العربية منذ العام 1993، ففي هذا العام قامت المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات بإعطاء مصر أسهمها في الهيئة والتي بلغت قيمتها آنذاك 1.8 مليار دولار، وفي العام التالي جرى توقيع اتفاق التصفية النهائية.
وفي فبراير الماضي، كشف ثوار سوريون ونشطاء عن أن الجيش السوري قام بقصف مدينة الزبداني، المحاصرة من قوات الأسد وحزب الله، بصواريخ (أرض -أرض) مصرية الصنع من نوع غراد، ونشروا صورًا لهذه الصواريخ وعليها شعار الهيئة العربية للتصنيع.
ولكن نشطاء نشروا تقارير تشير إلى أن هذه الصواريخ دخلت سوريا منذ عهد الرئيس السابق حسني مبارك وأيضًا عقب ثورة يناير ضمن صفقات روتينية لسوريا.
وتنتج المصانع الحربية المصرية صواريخ "صقر 45"، التي يستخدمها الجيش السوري، وهي نسخة مطورة لصاروخ "غراد" الروسي، الذي يُعرف بقصر مداه، وقوته التدميرية الكبيرة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق