ستراتفور ينشر توقعاته حول الإمارات والسعودية خلال الفترة القادمة
13/07/2016 08:46 ص
كتب- أحمدي البنهاوي:
في رصد لأهم التطورات القادمة في منطقة الشرق الأوسط، توقع مركز دراسات أمريكي، خلال الشهور القليلة المقبلة، حددها خلال الربع الثالث من 2016، إنسحاب الإمارات من اليمن، وإنحسار نفوذ المؤسسة الدينية في السعودية، وأن تزداد حدة الحرب في سوريا ودمويتها، وأن تشهد إيران صراعا على السلطة.
وأكد التقرير الصادر عن مركز "ستراتفور" الأمريكي المتخصص في الدراسات الأمنية والعسكرية والاستراتيجية أن الإمارات ستسحب نفسها ببطء من العمليات العسكرية في اليمن، بعد أن نجحت بشكل كبير في طرد المسلحين من المراكز السكانية الجنوبية؛ وأنه يرجح تجنب الإمارات التورط المباشر في العمليات البرية المتجهة صوب العاصمة صنعاء، مع الحرص على تواجد محدود لها في شمال اليمن، الأكثر أهمية للسعودية.
مفاوضات اليمن
وبدأ التقرير باليمن، فقال إن "مشاورات السلام اليمنية سيتم استئنافها في الكويت، وسيكون الحوثيون أكثر قابلية لتقديم تنازلات". مضيفا أن هناك "إمكانية الوصول إلى تسوية خلال هذا الربع في اليمن، إلا أن العنف سيبقى قائما في ساحات القتال في المناطق الوسطى من مأرب وشبوة وتعز" متوازيا مع المفاوضات.
العنف السوري
ويشير التقرير إلى أن الحرب الأهلية السورية ستستمر؛ لتكون السمة المميزة لمنطقة الشرق الأوسط، لتربط ما بين طموحات تركيا الآخذة
في الارتفاع والصراعات بين دول مجلس التعاون الخليجي وإيران بشأن موازين القوى في المنطقة وأزمة الهجرة في أوروبا والمواجهات بين روسيا والغرب.
ولفت التقرير إلى أن الولايات المتحدة ستحشد المزيد من الدعم لتحالفها الذي يهدف إلى مواجهة "الدولة الإسلامية"، منبهة إلى أن روسيا دخلت الحرب، التي تقودها الولايات المتحدة، على أمل إجبار البيت الأبيض على التفاوض لتخفيف العقوبات على روسيا؛ بسبب أنشطتها في شرق أوكرانيا.
وكشف التقرير أن التقارب الروسي التركي كان استجابة لمطالبات واشنطن ب"إعادة الانخراط مع تركيا؛ لتقليل فرص حدوث صدامات على الأرض". متوقعا أن "نشهد قصفا أمريكيا روسيا مشتركا للفصائل الجهادية في سوريا، إضافة إلى فرض مناطق حظر للقصف".
وقال التقرير إن الولايات المتحدة تسعى إلى "إزالة الغموض في المشهد المعارض"، بما يفهم منه تبرير توسيع القصف الروسي للفصائل المعارضة المعتدلة المدعومة من قبل الولايات المتحدة بما في ذلك الجماعات مثل جبهة النصرة.
ولكن التقرير أشار إلى خروج روسي عن التنسيق المرسوم بين روسيا وأمريكا، قائلا: "روسيا ستتعاون بما فيه الكفاية للحفاظ على حوارها مع الولايات المتحدة، ولكنها ستستخدم ورقة التصعيد في سوريا من قبل القوات الموالية لها، وقصف المعارضة المدعومة أمريكيا في بعض الأحيان لتعزيز مواقفها في مواجهة واشنطن".
وتوقع مركز ستراتفور أن تشهد محافظة حلب تطورا قتاليا، رموزه جنوب حلب وجيش الفتح والحرس الثوري الإيراني من جانب آخر، مضيفا "بينما يواصل المجتمع الدولي جهوده لمد وقف إطلاق النار إلى حلب، والمناطق المحيطة بها، فإن المقاتلين في المنطقة سوف يسعون إلى تعزيز مواقفهم". وأن "الدولة الإسلامية" ستفقد المزيد من الأراضي في الشمال، وستستفيد "قوات سوريا الديمقراطية" (ذات الغالبية التركية)، والقوات الموالية، وبعض فصائل المعارضة، من هذا التراجع".
إيران الداخل
وتابع التقرير "سوف تبدأ الاستعدادات الجدية للسباق الرئاسي في عام 2017 خلال هذا الربع. وسيتركز اهتمام الجنرال في الحرس الثوري قاسم سليماني، ورئيس مجلس الشورى الإيراني، علي لاريجاني، والرئيس السابق محمود أحمدي نجاد على الترويج لخطاب يقلل من أهمية الفرص الاقتصادية التي أتاحها توقيع الاتفاق النووي".
وأضاف "مزيد من الانفتاح الاقتصادي، يؤجج الصراع بين القادة. وسيسعى الحرس الثوري لحماية مصالحه التجارية، وتوجيه سياسة خارجية أكثر عدوانية في المنطقة ضد خصومه من السنة في السعودية ودول "مجلس التعاون".
وتوقع المركز أن تركز قوى الأمن الداخلي في إيران على احتواء التزايد في نشاط "المتشددين" ليشمل أنحاء البلاد منها الجماعات الكردية، وعرب الأهواز، و"الانفصاليين" البلوش، وما اسماه بالمؤامرات "الجهادية" في وسط البلاد، إلا أن هذا النشاط المتشددين سيبقى تحت السيطرة، وطهران على أهبة الاستعداد".
تحسن اقتصاد الخليج
ويركز التقرير على أن السعودية وحلفاءها من دول مجلس التعاون الخليجي ستواصل التعافي الاقتصادي، ومن المرجح أن يرتفع إجمالي إنتاج منظمة "أوبك" من النفط خلال فصل الصيف بسبب مكيفات الهواء والأنشطة الأخرى التي تحتاج إلى الكهرباء.
وربما تشهد اقتصادات دول مجلس التعاون الخليجي بعض الارتياح خلال هذا الربع؛ وذلك بفضل الانتعاش التدريجي في أسعار النفط؛ ما سيسمح أيضا باستئناف بعض المشروعات العملاقة.
وستستمر دول مجلس التعاون الخليجي في السحب من احتياطاتها من النقد الأجنبي؛ للحفاظ على ربط عملاتها بالدولار أو بسلة العملات كما في حالة الكويت.
وتوقع أن تصدر السعودية وعمان سندات سيادية أو سندات الدين الحكومي لأجل زيادة رأس المال؛ لحماية احتياطياتها من الانخفاض أكثر مع استمرار تراجع أسعار النفط بشكل عام. وأصدرت كل من قطر والإمارات سندات سيادية خلال الربع الثاني.
وأضاف أن خطة الإصلاح التي تم الإعلان عنها في السعودية ستبدأ تكتيكيا، لاسيما في شركات القطاع الخاص؛ التي سيكون عليها التشبث بأصولها؛ تحسبا لمبادرات ربما تتسبب في زعزعة استقرارها قبل نهاية العام، وتشمل إحلال السعوديين محل الأجانب في بعض القطاعات الهامة. متوقعا استمرار مشكلات العمال وموجات التسريح في قطاعات النفط والغاز الطبيعي والمقاولات وغيرها.
نفوذ المؤسسة الدينية
ويرى التقرير أن السعودية ستبدأ في الحد تدريجيا من نفوذ المؤسسة الدينية؛ من أجل خفض الضغوط الاجتماعية، وأن ذلك سيتم بحرص؛ بسبب حاجتها لدعم المؤسسة في مواجهة تزايد النشاط الجهادي.
وأشار إلى أن الرياض ستواصل دعم حملة البحرين في مواجهة المعارضة الشيعية. بالمقابل ستستمر إيران، في استخدام علاقاتها مع المجتمعات الشيعية في البحرين والمنطقة الشرقية في السعودية؛ لإثارة المزيد من التوترات.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق