الخوف من شباب الجماعة فى مصر| ما سر استقبال "سلمان" للقرضاوى والغنوشى؟
دعوات آخرى تخرج للمصالحة ولم يؤكدها أحد جمعة الشوال
منذ حوالى ساعة
عدد القراءات: 1303
تشهد الساحة السياسية العديد من الأمور فى البلاد، وعلى رأسها إشاعة المصالحة التى لن يقبل بها أى طرف شارك فى الثورة ولا تعرض للتنكيل والقتل والتعذيب على يد العسكر، بعد الانقلاب على أول رئيس شرعى منتخب، فالثوار أجمعوا على القصاص دون غيره، لتتم المصالحة الشاملة فى الوطن، لكن لن يقبل أحد بالمصالحة التى يريدها الغرب والعسكر.
فزيارة الشيخ العلامة، يوسف القرضاوى، والغنوشى إلى المملكة العربية السعودية خلال الفترة الماضية، معروف أنها زيارة بروتوكولية، تحدث كل عام لعلماء الاسلام، لكن هناك شئ غامض فيها، حيث أن نظام العسكر، أعلن عدائه الكامل مع الشيخ لرفضه الانقلاب العسكرى، إلا أن الاستقبال يعنى فى الوقت الحالى وجود نية للمصالحة من قبل السعودية.
الخوف من شباب الجماعة هو سبب تعطيلهم حسب صحيفة لبنانية
مراسل صحيفة الأخبار اللبنانية، كشف عن مصدر مقرب من دوائر الحكم فى السعودية، أن السعودية تريد عمليًا، أن تستمع إلى القرضاوي والغنوشي لتستفهم منهما عن مدى قدرتهما على إقناع الأطراف المتصارعة داخل التنظيم بقبول التوجهات السعودية التي تريد لملمة الصراع".
وأوضح أن "القيادة السعودية تجس نبض قادة الإخوان التاريخيين لمعرفة مدى قدرتهم على التحكم في التنظيم حال الانتهاء من المصالحة مع النظام فى مصر، ومدى قدرة جناح الأمين العام للإخوان، محمود عزت، على السيطرة على انفعالات الشباب حال الموافقة على التصالح مع السيسى"، حسب ما نقله مراسل الصحيفة.
وأشار المصدر إلى أن "مقترحات الرياض، وتتلخص فى الإفراج عن المعتقلين وإخراج محمد مرسى إلى دولة عربية وانسحاب الإخوان من المشهد السياسى بشكل نسبى حتى هدوء الأمور، كفيلة بإنهاء حالة الصراع الصفرى الدائر مع النظام، لكن شق محمود عزت رفض العرض".
الغرب لا يرى شرعية فى مصر إلا لـ"السيسى"
و ثمة إجماع إقليمي ودولي تقريبا على تجاوز جدلية الشرعية لأنهم يريدون من على شاكلة السيسى، الذى يعلن ولائه مرارًا وتكرارًا، ولم تعرض أي تسوية سياسية مسألة عودتهم للحكم، فهذا أمر محسوم بإرادة دولية وإقليمية ولا تنازل عنه، وكل الحديث عن "تهدئة" و"لملمة" الصراع وإجراءات تخفف الاحتقان ومنع التصعيد والاستعداد لمرحلة قادمة لا تتحمل أي استنزاف للنظام المصري.
وهنا، تبرز شخصية الغنوشى المرنة الميالة نحو تجاوز الانقسام وتقديم تنازلات سياسية منعا لمزيد تصدع وانهيار، وربما يراهن عليه المعنيون في محاولة الضغط على قيادة الإخوان باتجاه إنهاء الصراع فى مصر. وتجربته فى تونس تغرى بالانجذاب إليه والاستعانة به في التعامل مع المعضلة السياسية فى مصر.
الغنوشى.. مفاوض لكن بتأثير محدود
ولكن يبقى مدى تأثير الغنوشى فى الخيارات السياسية للجماعة محلَ نظر، فتنازلاته غير مرحب بها كثيرا، وما يعرضه انطلاقا من التجربة التونسية لا يمكن تعميمه واستنساخه، فليس فى تونس أى تأثير للعسكر فى العملية السياسية، بخلاف مصر التى يدير فيها الجيش بأجهزته كل شؤون الحكم.
وثمة إشكالية أخرى، وفقا لمطلعين، تضعف من المراهنة على خط الحرس القديم، وهى ضعف تأثيرهم فى جمهور الشباب الإخوانى داخل مصر، فأكثرهم يرون فيها مخذلا ومتسلطا ووصيا على قرار الجماعة، ولا يقرون بأهليتها القيادية ولا بشرعيتها الانتخابية، وهذا ما يعقد من مهمة الأطراف الضاغطة باتجاه "إنهاء" الصراع السياسي في مصر.
***
***
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق