فشل انقلاب تركيا فقصفت أمريكا أردوغان بسلاح "ويكليكس"
21/07/2016 09:59 ص
كتب: كريم محمد
هل هي مصادفة أن ينشر موقع ويكيليكس الأمريكي وثائق مسربة من البريد الإلكتروني لزعماء حزب التنمية والعدالة التركي بعد ساعات من محاولة الانقلاب الفاشلة، ولا يكتفي بهذا كما فعل مع دول أخرى وإنما يحرض الأتراك علي الاستعداد لمعركة ضد نظام أردوغان؟
وهل هي مصادفة أن يأتي نشر الوثائق بالتزامن مع معلومات تنشرها صحف تركية عن دور أمريكا في الانقلاب ولقاء قائد قاعدة انجيرليك التركية مع قادة أمريكان بالقاعدة حوالي 12 مرة قبل الانقلاب الفاشل؟
بعد 3 أيام من محاولة عناصر بالجيش التركي إسقاط الحكومة ونظام أردوغان، عبر انقلاب عسكري، أعلن موقع ويكيليكس المعروف بنشره وثائق سرية، أنه سينشر أكثر من 100 ألف وثيقة حول هيكلة السلطة في تركيا قائلا: "استعدوا لمعركة".
وقد نشر الموقع بالفعل ما قاله إنه 294,548 رسالة بريد الكتروني مسربه من مراسلات حزب التنمية والعدالة التركي، على موقعه على تويتر، زينها بصورة كاريكاتيرية ساخرة من أردوغان تظهره كمن يهدم معبد الديمقراطية التركية، ما يثير تساؤلات حول توقيت النشر وطريقة تناول الموقع (الامريكي)، للوثائق، والعلاقة بين النشر الان وتأزم العلاقات بين واشنطن وانقره.
هل هي مصادفة أن ينشر موقع ويكيليكس الأمريكي وثائق مسربة من البريد الإلكتروني لزعماء حزب التنمية والعدالة التركي بعد ساعات من محاولة الانقلاب الفاشلة، ولا يكتفي بهذا كما فعل مع دول أخرى وإنما يحرض الأتراك علي الاستعداد لمعركة ضد نظام أردوغان؟
وهل هي مصادفة أن يأتي نشر الوثائق بالتزامن مع معلومات تنشرها صحف تركية عن دور أمريكا في الانقلاب ولقاء قائد قاعدة انجيرليك التركية مع قادة أمريكان بالقاعدة حوالي 12 مرة قبل الانقلاب الفاشل؟
بعد 3 أيام من محاولة عناصر بالجيش التركي إسقاط الحكومة ونظام أردوغان، عبر انقلاب عسكري، أعلن موقع ويكيليكس المعروف بنشره وثائق سرية، أنه سينشر أكثر من 100 ألف وثيقة حول هيكلة السلطة في تركيا قائلا: "استعدوا لمعركة".
وقد نشر الموقع بالفعل ما قاله إنه 294,548 رسالة بريد الكتروني مسربه من مراسلات حزب التنمية والعدالة التركي، على موقعه على تويتر، زينها بصورة كاريكاتيرية ساخرة من أردوغان تظهره كمن يهدم معبد الديمقراطية التركية، ما يثير تساؤلات حول توقيت النشر وطريقة تناول الموقع (الامريكي)، للوثائق، والعلاقة بين النشر الان وتأزم العلاقات بين واشنطن وانقره.
موجة انقلابية ثانية
ما نشره "ويكيليكس"، هو ما يقرب من 300 ألف رسالة بريد إلكتروني من الخادم الداخلي (السيرفر) والآلاف من الملفات المرفقة لحزب "العدالة والتنمية" الحزب الحاكم التركي، تعود إلى 762 من أعضاء الحزب، وزعم أنه فعل هذا ردا على عمليات التطهير والإجراءات الانتقامية المتوقع أن تشهدها تركيا بعد محاولة الانقلاب العسكري الفاشلة.
وهو ما يشير لأيادي غربية تستهدف تنفيذ موجة ثانية من الانقلاب على أردوغان ونظامه ولكن بطرق تكنولوجية لا عسكرية تستهدف تشويه حكمه وتبرير الانقلاب وربما تحرك مجموعات عسكرية اخري ضده.
ما يثير الشكوك أيضا أن موقع "ويكيليكس" حاول نفي أن تكون الوثائق وصلته من الانقلابيين، وهو ما يطرح أيضا تساؤلات حول: هل سرب الانقلابيون هذه الوثائق لويكليكس لنشرها قبل الانقلاب، حيث تنشر في توقيت متزامن مع نجاح الانقلاب كتبرير له؟ ولكن فشل الانقلاب أجهض الخطة، أم أن عناصر انقلابية لم يتم القبض عليها سربت الوثائق بعد فشل الانقلاب لتخفيف العقوبات على رموزها الذين ألقي القبض عليهم؟
حيث ذكر ويكليكس إن هذه الرسائل الإلكترونية التي ترتبط بعلاقات تركيا مع العالم وأمور داخلية حساسة، "حصل عليها قبل أسبوع واحد من وقوع المحاولة الانقلابية".
وقال "ويكيليكس" إنه "تم التحقق من المواد والمصدر، الذي بأي حال من الأحوال، لا ينتمي إلى العناصر المؤيدة لمحاولة الانقلاب، أو لحزب سياسي منافس أو الدولة"، وأضاف الموقع، الذي أصر في وقت سابق على أنه لا يوالي ولا يعارض الحكومة، أنه يخدم فقط وبشكل دقيق "الحقيقة".
وتغطي جميع رسائل البريد الإلكتروني الفترة من 2010 حتى 6 يوليو/تموز 2016، أي قبل أسبوع تقريبا من محاولة الانقلاب العسكري الفاشلة.
دور أمريكا في الانقلاب
ويرى مراقبون أنه يصعب تصور أن ينشر موقع ويكيلكس هذه الوثائق في هذا التوقيت دون شبهات حول من يقف وراءها، خاصة أنه جاء عقب فشل الانقلاب، والحديث المتكرر عن موجات أخرى من الانقلاب أفشلها الجيش والشرطة والمخابرات التركية.
ويرجح خبراء الشأن التركي، وجود علاقة بين نشر هذه الوثائق، بصرف النظر عن أهميتها، وبين تسريب الوثائق وطريقة الإعلان عنها والكاريكاتير المعادي لأردوغان المواكب لها.
فالتوقيت الذي أعلنت فيه ويكيلكس عن تسريباتها جعل أصابع الاتهام تتوجه نحوها بالقول، إن ويكيليس ربما تكون أداة من أدوات حرب تشنها أطراف دولية، لا يستبعد أن تكون واشنطن على رأسها.
وقد أشار لهذا صحيفة "يني شفق التركية"، كما اتهم "إبراهيم قراغول" الكتب في الصحيفة أمريكا صراحة بمحاولة اغتيال أردوغان، متهما واشنطن بالوقوف خلف ثلاثي الهجمات التي قام بها "البي كا كا" و"داعش"، وأخيرا "رجال كولن الارهابيين"، ومعتبرا الامر "إعلان الحرب ضد تركيا".
وقال: "هؤلاء التنظيمات الثلاثة تحرك من قبل نفس اليد ... السلطة الأمريكية هي التي خططت للانقلاب في تركيا واستعملت تنظيم كولن الارهابي لتنفيذ ذلك، وكان هدفها هو خلق حرب داخلية ونزاعات بين شعبنا".
وأضاف: "الولايات المتحدة الأمريكية هي المخطط والمنفذ لهذا الانقلاب، هؤلاء الخونة من الضباط تلقوا جميع التعليمات من كولن، أما كولن فكان دوره هو إيصال التعليمات التي استلمها من مخططي الانقلاب".
وتابع: "يجب إعلان السلطة الامريكية التي تحمي قائد هذا التنظيم الارهابي على أنها الدولة التي تدعم الارهاب، هذه الدولة التي كانت توجه العمليات إلى تركيا لحد هذه اللحظة عن طريق كولن قامت بالضربة الأخيرة على دولتنا مباشرة وأطلقت الرصاص على شعبنا عن طريق رجال كولن الارهابيين.
وقال الكاتب التركي: "بصراحة تامة: السلطة الأمريكية خططت لقتل رئيس الجمهورية التركية رجب طيب أردوغان وقامت بتنفيذ هذه الخطة، لقد نفذوا عملية اغتيال رئيس الجمهورية أردوغان في مدينة مرمريس عن طريق رجال كولن الارهابيين وفريق الاغتيال".
كما اتهم الكاتب "السلطة الأمريكية" بأنها "قامت بتفجير رمز الاستقلال لشعبنا (البرلمان) أي مجلسنا عن طريق تنظيم إرهابي".
وقال: "ألقوا نظرة على الاعلام الغربي: "كيف فشلت الخطة ولم يتم قتل أردوغان وكيف يمكن لتركيا أن تفشل الخطة؟" ما هذه الأخبار الوقحة؟، يحاولون محاربة الديمقراطية التركية حتى عن طريق إعلامهم".
حجب ويكيلكس
وردا على ذلك، أعلنت السلطات التركية، الأربعاء، حجب موقع "ويكيليكس" بعد نشره آلاف الرسائل الإلكترونية لأعضاء حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه الرئيس رجب طيب أردوغان، وقال مجلس الاتصالات في تركيا وهو الهيئة المعنية بالرقابة على الانترنت إنه حجب موقع ويكيليكس كـ "إجراء إداري" دون تفصيل.
ولجأت السلطات في تركيا إلى حجب مواقع التواصل الاجتماعي مع وقوع المحاولة الانقلابية، مثل "فيسبوك" و"تويتر" و"يوتيوب"، وطالب "ويكيليكس"، الشباب التركي بالتزود بالبرامج التي تتجاوز الحظر على الموقع في حال حدوثه.
وأضاف الموقع "أن المستندات القادمة ستساعد وتضر حزب العدالة والتنمية.. هل أنت على استعداد لتجد كل شيء؟".
وفور فشل الانقلاب سارعت الحكومة التركية إلى اتخاذ إجراءات احترازية بهدف السيطرة على الوضع، بتصديها لأي محاولات قد تؤدي إلى موجة انقلابية ثانية، وقامت الحكومة بحملة اعتقالات واسعة ضد أعضاء "الكيان الموازي".
وشملت الاعتقالات قيادات عليا في الجيش التركي، وفي مؤسسات الدولة المدنية، وصلت إلى مؤسسة الرئاسة، بالإضافة إلى السلك القضائي، وبدلا من دفاع امريكا واوروبا عن النظام ضد محاولة الانقلاب، سعوا لشن حملة للدفاع عن الانقلابيين ورفض إعدامهم ومطالبة تركيا بعدم تصفية خصومها.
وجاء بث وثائق ويكليكس بطريقة معادية لتركيا ليشير لتوظيف الموقع من قبل قوي غربية ضد تركيا ضمن اساليب الموجة الثانية من الانقلاب الفاشل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق