يسرى فودة يكشف تفاصيل مكالمة الشئون المعنوية له بعد أن قلبت "فقرة" وزارة الدفاع
أثناء تقديمه برنامج آخر كلام بسبب أعداد ضحايا الجيش فى سيناء
منذ 4 ساعة
عدد القراءات: 1608
كشف الإعلامى يسرى فودة، عن تلقيه اتصالاً هاتفيًا من الشئون المعنوية بالقوات المسلحة، أثناء تقديمه حلقة ببرنامجه "أخر كلام" الذى كان يقدمه عبر فضائية أون تى فى ، فى ديسمبر 2013، وذلك بعد انتهاء الفققرة الأولى من الحلقة، والتى خصصها لما يحدث فى سيناء، وذلك من خلال رصد 6أشهر، حسب قوله.
وتابع "فودة"، أنه بعد انتهاء الفقرة الأولى وخروجنا للفاصل، فإذا بأحد الزملاء يهرول إلى وعلى وجهه ابتسامة دهشة، ويؤكد له أن الشئون المعنوية اتصلت على إدارة البرنامج ويسألون من أين جيئتم بأرقام ضحايا القوات المسلحة؟.
وأضاف "فودة"، عندها سألته، وبماذا أجبته، قال "قلتلهم زى ما عملنا بالظبط".
وأوضح "فودة"، أن ما قام به زميليه مع بقية الزملاء الآخرين هو أنهم جمعوا، بتكليف من فودة، كل البيانات الرسمية الصادرة عن المتحدث الرسمي للقوات المسلحة خلال الفترة المعنية، من أول يوليو حتى اليوم (23 ديسمبر 2013)، بيانًا بيانًا.
وقال "فودة" أيضًا إنهم قاموا بدراستها حرفًا حرفًا وباستخلاص المعلومات والإحصاءات معلومةً معلومة ورقمًا رقمًا، ثم قاموا بمهمة حسابية بسيطة في متناول تلميذ الصف الرابع الابتدائي جمعًا وطرحًا وضربًا وقسمة.
وتابع "فودة"، انه لدى هذه النقطة ظن أن الأمر انتهى وأنه لم يكن ليتعدى مجرد شغف ضابط صغير عندما رأى أرقامًا تبدو كبيرة و ربما فاته من أين استقوها فى البرنامج، مضيفاً :"لكنّ ما علمته أثناء الفاصل الثانى لم يكن ليقبله أى عقل ولا أى منطق.. قال لي زملائى إن اتصالًا هاتفيًا آخر من إدارة الشؤون المعنوية كان غاضبًا وأن ضابطًا كبيرًا قال لهم إنه لم يكن ينبغى عليهم أن يقوموا بجمع أرقام الضحايا حتى لو كانت واردة فى بيانات رسمية متفرقة، وأن الوزارة كلها "مقلوبة".
وأردف فودة :"كتمت فى نفسى بصعوبة لفظاً مصرياً شعبياً يتكون من ثلاثة أحرف وأنا أجهد فى تربية مجموعة منتقاة من الصحفيين الشباب المخلصين المهذبين. "ولا يهمّكم .. أنتم صح و هو غلط .. ولو حد اتصل بيكم تانى حوّلوه على".
وقال :"انتحر المنطق فى تتويج رائع، يحتل مساحة مأساوية بين الضحك والبكاء، لحالة الهيستيريا التي تلبّست طرفاً من المصريين على مدى الشهور القليلة الماضية".
وتابع :"ويبدو أن المنطق الذي انتحر عندئذ قرر لاحقاً، بعد ذلك بأكثر من عام ونصف العام، أن يعود إلى الحياة مرة ثانية لمدة دقيقة واحدة قبل أن ينتحر مرة أخرى عندما كُشف النقاب، في بداية شهر يوليو 2015، عن مشروع قانون لمكافحة الإرهاب.
وأردف :" فى ظل مشروع القانون هذا "يُعاقَب بالحبس الذى لا تقل مدته عن سنتين كل من تعمد نشر أخبار أو بيانات غير حقيقية عن أي عمليات إرهابية بما يخالف البيانات الرسمية الصادرة عن الجهات المعنية".
وقال :"وهو ما يصعب معه مقاومة طرح هذا السؤال: ما هى إذاً عقوبة ضابط يوبخ صحفيّاً التزم حرفيّاً بنصوص "البيانات الرسمية الصادرة عن الجهات المعنية"؟ وماذا عن نشر أخبار أو بيانات حقيقية تخالف البيانات الصادرة عن الجهات المعنية؟
وتابع :" والأكثر طرافة، في ظل مبدأ ردىء يفرغ العمل الصحفى الجاد من معناه، وصياغة لغوية أكثر رداءةً فى أكثر الموضوعات حساسيةً، أن يقف محامٍ عن متهم شاهراً بياناً لجماعة "أنصار بيت المقدس" كي يحتج أمام المحكمة: "عدالة القاضي .. هذا، كما هو واضح، بيان رسمي صادر عن جهة معنية!".
***
***
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق