ما بين "نيس" و"سيناء".. فرق بين "الأمن الذكي" و"أمن الانقلاب"!
15/07/2016 06:15 م
كتب- جميل نظمي:
الملاحظ لحادث نيس الفرنسية، الذي وقع مساء الخميس، يخرج بعدة فروقات كبيرة في التعاطي الأمني مع الأحداث الكبيرة بين الأجهزة الأمنية الوطنية والأجهزة الأمنية التابعة لأشخاص وتديرها عصابات انقلابية.
فخلال ساعات قليلة، أعلنت الشرطة الفرنسية التعرف رسميا على منفذ الاعتداء الذي انقض بشاحنته على الحشود المتجمعة ليل الخميس في نيس بجنوب شرق فرنسا، موقعا ما لا يقل عن 84 قتيلا، ونحو 100 مصاب، قبل أن تقتله الشرطة، خلال مطاردتها له.
وقالت المصادر الأمنية الفرنسية إن منفذ الاعتداء هو صاحب أوراق الهوية التي عثر عليها المحققون في الشاحنة وهي باسم فرنسي تونسي يدعى محمد لحويج بوهلال، في الـ31 من العمر، مقيم في نيس، وهو معروف لدى الشرطة الفرنسية في جرائم جنائية.
وقال سيباستيان هومبرت المسؤول بالحكومة المحلية لإذاعة "فرانس إنفو"، إن الشرطة قتلت السائق الذي قاد الشاحنة وحمولتها 25 طنا وبدون لوحات معدنية لأكثر من 100 متر على امتداد شارع برومناد ديزانجليه في نيس ليدهس حشدا من الأشخاص.
وقال كريستيان استروسي رئيس الحكومة المحلية لوسائل الإعلام إن الرجل فتح النار على الحشد. ونقلت وسائل الإعلام عنه القول إنه تم العثور على أسلحة وقنابل بالشاحنة بعد مقتل السائق.
وتتولى قوات من الجيش والشرطة حماية المناسبات العامة الكبيرة منذ الهجمات التي وقعت العام الماضي.
ولكن يبدو أن الأمر استغرق بضع دقائق لوقف تقدم الشاحنة في نيس. ووقع الحادث قرابة الساعة 11,00، مساءً، عندما كانت أعداد غفيرة متجمعة على كورنيش "برومناد ديزانغليه" المحاذي للبحر لحضور احتفالات العيد الوطني الفرنسي مساء أمس الخميس، وكان عرض الألعاب النارية قد انتهى حين اندفعت شاحنة بيضاء باتجاه الحشد ودهست كل من كان في طريقها على مسافة كيلومترين.
كما نقلت صحيفة "ديلي ميل"، عن مصادر أمنية أن منفّذ الهجوم انتظر لمدة 9 ساعات فى أحد الشوارع المحيطة بالحادث. وتابعت الصحيفة، أن رجال الشرطة حين اشتبهوا في السائق وانتظاره، استجوبوه فأخبرهم أن سبب انتظاره بالشارع أنه بائع "أيس كريم"، فسمحوا له بالبقاء، ولم يشكوا فى كونه إرهابيًا.
واستجوبت الشرطة الفرنسية صباح اليوم، العديد من أقارب وأصدقاء الإرهابي محمد لحويج.
وتفيد آخر حصيلة رسمية مؤقتة للاعتداء، بسقوط 84 قتيلاً على الأقل بينهم طفلان، وأكثر من 100 مصاب، 18 منهم في حال حرجة جدا، كما يوجد بين المصابين 50 طفلا.
الحادث رغم بشاعته، يكشف العقلية الأمنية الذكية، التي تقوم على القانون، حيث حاولت السلطات الأمنية وقفه، لتقديمه للمحاكمة، كما تحقق مع أقارب وأصدقاء المنفذ دون أن تعتقلهم أو تقتلهم، ولم تجتاح أحياء يقطنها عرب أو اقارب المنفذ.
ماذا يجري بسيناء؟
وبالمناظرة بين أداء السلطات الفرنسية وما تفعله عصابات الانقلاب المسلحة في سيناء، يتضح الفرق الشاسع بين الانقلاب والادارة الملتزمة بالقانون، حيث تقتل قوات الانقلاب ليل نهار، بالطائرات، وبلا محاكمة وبلا تمييز، كما يتم الانتقام من الأقارب سواء بالاعتقال أو القتل المباشر خارج إطار القانون، وكم من أطفال راحو ضحية للاشتباه وكذا نساء، تصادف مرورهم خلال مداهمات أو اقتحامات أمنية.
ومن هنا لا يستطيع شقيق الجاني أو قريب له أن يظل ببيته في حال الاشتباه الامني في قريبه. إنها فعلا دولة القانون في فرنسا وعصابات العسكر التي تدمر سيناء ومصر ليل نهار، بلا عقل!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق