شاهد.."التفريعة".. معجزة السيسي التي تحولت إلى كابوس
06/08/2016 03:14 م
كتب- بكار النوبي:
في يوم الخميس الموافق 6 أغسطس 2015 خرجت صحف وفضائيات الانقلاب تطبل وسط زفة إعلامية غير مسبوقة احتفالا بافتتاح المعجزة "قناة السويس الجديدة"!
"شمس 30 يونيو تشرق من القناة اليوم".. "محلاك يا مصر.. إنجاز الشعب يكتمل اليوم"، "مصر تصنع التاريخ"، "6/8/2015.. المعجزة".. "ارفع راسك فوق أنت مصري"، "عيدك يا مصر".
كانت هذه عينة من مانشيتات صحف الانقلاب يوم افتتاح التفريعة يومها؛ فهل تحققت المعجزة؟ وهل اكتمل الإنجاز؟ وهل فرحت مصر وشعبها وهل استقبل العالم هدية مصر كما روجت الصحف؟
ومرت الأيام، وترقب المصريون المليارات التي وعدهم بها السيسي ورفاقه من الجنرالات ، خصوصا أن صحيفة يفترض أنها محترمة مثل المصري اليوم نشرت في المانشيت الرئيس يوم الأربعاء 5 أغسطس أن القناة الجديدة سوف تسحب 25% من السفن التي تمر من قناة بنما!.
ومع مرور الأيام.. بدأ المصريون يكتشفون أنهم تعرضوا لأكبر عملية نصب في وضح النهار، واكتشفوا أنهم ليسوا أمام "قناة سويس جديدة"، كما يزعم السيسي وحاشيته من السحرة، ولكنهم أمام كابوس كبير ابتلع 100 مليار جنيه من أموالهم وأرهق ميزانية البلاد لسنوات طويلة وأدخل البلاد في دوامة لما تخرج منها بعد.
المعجزة تتحول إلى كابوس
تحولت المعجزة إلى كابوس.. وصدمتهم إحصائيات أرقام رسمية عن إيرادات القناة.. الضربة الأولى بعد افتتاح التفريعة الجديدة بشهر واحد حيث تراجع إيرادات القناة في بعد افتتاح التفريعة من 462 مليون دولار أغسطس إلى 449 مليونًا في سبتمبر 2015 بتراجع قدره 13 مليون دولار.
وتوالى تراجع إيرادات القناة في بقية الشهور حتى أعلن الفريق مهاب مميش في مؤتمر صحفي الأربعاء 13 من يناير من العام الجاري 2016 أن إيرادات القناة تراجعت خلال عام 2015 "عام افتتاح التفريعة" بنسبة 5.3% عن العام السابق وبلغت 5.175 مليارات دولار!.
"4.2%" تراجعًا في إيرادات القناة
وبعد مرور عام على افتتاح التفريعة سجَّلت عائدات قناة السويس تراجعًا بنسبة 4.2% طبقًا للإحصائيات الرسمية الصادرة عن هيئة قناة السويس.
يأتي ذلك على عكس تصريحات السيسي بأن القناة قامت بتغطية تكاليفها، مخالفًا لتوقعات الفريق مهاب مميش، رئيس هيئة قناة السويس، بأن الإيرادات ستصل في العام الأول لتشغيل القناة لنحو 6.018 مليارات دولار.
وطبقًا للإحصائيات الرسمية التي نشرتها هيئة قناة السويس فإن عائدات قناة السويس منذ افتتاح المجرى الجديد في أغسطس عام 2015 وحتى نهاية مارس 2016 بلغت 3 مليارات و429 مليون دولار بتراجع 158 مليون دولار وبنسبة 4.2% عن إيرادات نفس الفترة المماثلة "من أغسطس 2014 وحتى مارس 2015 "والتي بلغت 3.587 مليارات دولار بحسب آخر أرقام تم الإعلان عنها رسميًا على موقع هيئة قناة السويس.
واضطرت إدارة قناة السويس لاقتراض 1.4 مليار دولار من بنوك حكومية وعربية لسداد التزاماتها لتحالف الشركات الأجنبية الذي قام بأعمال التكريك.
وشهد السيسي، اليوم السبت، في الإسماعيلية الاحتفال بالذكرى الأولى لافتتاح تفريعة قناة السويس. وسط مشاركة من جنرالات الجيش ووزراء حكومة الانقلاب.
السيسي ينكر ثم يكذب
السيسي لم يصدق حتى تلك التقارير الرسمية وأنكر ذلك بحسم، ثم انتقل من مرحلة الإنكار إلى مرحلة الكذب مدعيًا أن القناة تحقق مكاسب وإيرادات أعلى.
ومع استمرار كابوس تراجع إيردات القناة اضطر السيسي إلى إعلان قيمة إيرادات القناة لأول مرة في تاريخها بالجنيه المصري مستغلاًّ تراجع العملة المحلية أمام الدولار وذلك للإيهام بتحقيق مكاسب زائفة لا أساس لها وتضليل البسطاء من الشعب.
ومع استمرار الكابوس اضطر السيسي مؤخرًا إلى وقف إعلان إيرادات القناة منذ مارس الماضي 2016. وحتى اليوم لا يعلم أحد بالضبط لا تكاليف ولا إيرادات القناة!!.
وأعلن السيسي عن بدء حفر التفريعة يوم 5 أغسطس 2014، وكان قد جمع 64 مليار جنيه من المصريين بفائدة كبيرة قدرها 12%، وقام بحفر تفريعة جديدة موازية للقناة بطول 34 كم، وتعميق وتوسيع 35 كم أخرى، ويبلغ طول القناة الأصلية 193 كم، وأعلن مهاب مميش أن القناة الجديدة سوف تحقق أرباحا قدرها بـ100 مليار دولار، ثم تراجع عن ذلك وأعلن أنها سوف تحقق 13.2 مليار دولار بحلول عام 2023م.
وتدفع الحكومة سنويا 7.6 مليارات جنيه كفوائد لـ64 مليار جنيه لمدة 7 سنوات، ومع تراجع إيرادات القناة وعدم تحقيق أي أرباح تسبب ذلك في زيادة أعباء الموازنة العامة للدولة وتحملها كل هذه الخسارة التي تسبب فيها السيسي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق