الرؤية الإسلامية لحزب الاستقلال
منذ 297 يوم
عدد القراءات: 25916
من مقدمة المؤلف
هذه الدراسة كتبتها فى سجن المرج فى النصف الثانى من عام 2010, وأرسلتها كسلسلة متتابعة للنشر فى موقع حزب العمل, ولكننى طلبت من قيادة الحزب أن تدرسها وتراجعها وتقرها كوثيقة رسمية, لتصدر فى النهاية ككتاب عن الحزب يشرح رؤيته فى مختلف القضايا الأساسية ويقدمها للشعب وحركة الشباب الناهضة. وبالفعل تشكلت لجنة بعضوية: د. أحمد الخولى والأستاذ عبد الحميد بركات ود. مجدى قرقر ود. نجلاء القليوبى (الترتيب وفقا للحروف الأبجدية), وأقرت اللجنة بالتشاور معى خلال فترة السجن وبعد الإفراج عنى، باعتبارى معد ومحرر الوثيقة، أقرت الدراسة فى هذه الصورة النهائية.
ويعلم الله سبحانه وتعالى أننى رأست تحرير هذه الدراسة بنية أن تكون اسهامى الأخير قبل رحيلى عن الدنيا. أعلم أن الأجل لا يعلمه إلا الله, ولكن يتعين على المؤمن أن يعمل وكأنه يموت غدا، وأعلم أننى أقترب من سن الستين وربما لا تتاح لى فرصة للتفرغ للبحث المتأنى إذا قدر الله وخرجت من سجنى إلى مشغوليات الحياة العامة. وقد اعتبرت أن سجنى لمدة عامين كاملين منحة من الله للتفرغ للبحث والدراسة بعد العبادة، ولذلك طالبت بالحبس الانفرادى واستخدمت سلاح الإضراب عن الطعام لوقف قرار منع إدخال الكتب والصحف والأوراق والأقلام الذى تعرضت له فى الشهور الأولى، كما ناضلت من أجل استخدام مكتبة السجن العامرة بالكتب الجيدة، سواء بالاستعارة عن طريق وسيط كما كان الحال فى البداية ثم بالذهاب المباشر إليها (علمت ببالغ الأسى بعد خروجى من السجن أن عصابات حبيب العادلى قد حرقت هذه المكتبة فى إطار الهجوم الهمجى على سجن المرج بعد خروجى بيومين، والذين ادعوا أنها عصابات من اللصوص, ولا أدرى ما مصلحة اللصوص فى حرق المكتبة، ولا حتى فى فكرة اقتحام سجن؟! وهذه المكتبة مليئة بالمصاحف والأناجيل وبعض أمهات الكتب الإسلامية وآلاف من الكتب القيمة. وحرقها دليل على همجية حكم الطاغية مبارك الذى ذكرنا بجرائم التتار قبل إسلامهم فى حق الكتب عندما دخلوا بغداد!).
وأخيرا فقد شاءت إرادة الله عز وجل أن تنتهى هذه الدراسة وتقر فى الحزب بينما ثورة الشعب المجيدة على الأبواب، وقد تضمنت فى نهايتها دعوة صريحة للعصيان المدنى وهى دعوة الحزب منذ عام 1993. فالآن نهدى هذه الدراسة للشعب وقوى الثورة الشابة وسائر القوى الوطنية كأساس للحوار والمناقشة باعتبارها مقترحا لمشروع متكامل للنهضة الوطنية.
وإن الله الذى نصر هذه الثورة لقادر على أن يوفق شعب مصر فى مرحلة النهضة والبناء والانبعاث الحضارى من جديد، لتعود مصر سيرتها الأولى، منارة للحضارة وقائدة للعرب ومشاركة فى قيادة العالم الإسلامى، وفاعلة فى المحيطين الأفريقى والدولى، ولتأخذ مصر مكانتها التى تستحق تحت الشمس. ومن المناسب أن ننهى هذه المقدمة بالآية الكريمة التى اتخذها حزب الاستقلال شعارا له: (وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ).
محرر الدراسة
مجدى أحمد حسين
ملحوظة: سوف يلاحظ القارىء الكريم أن متن الكتاب يحتوى على لفظ "حزب العمل" فى كل أبوابه، وهو اسم الحزب فى الفترة التى كتبت فيها الدراسة، وقد تم تغيير اسم الحزب عقب ذلك، ليصبح "حزب الاستقلال"، وهو ما لزم التنويه بشأنه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق