مفاجأة.. علماء غزة يخترعون وقودا جديدا لحل أزمة الكهرباء
28/08/2016 08:54 م
كتب بكار النوبيتمكن باحثان في جامعة الإسراء بقطاع غزة المحاصر من اختراع نوع جديد من الوقود المركب؛ للمساهمة في حل أزمة الانقطاع المتكرر للكهرباء جراء الحصار ومنع الوقود عن القطاع.
وبحسب تقرير نشره موقع "هافنغتون بوست عربي"، فإن الباحثين بجامعة الإسراء الدكتور علاء مسلم، والدكتور عبد الفتاح قرمان، صمما على التوصل إلى حل للانقطاع المتكرر للتيار الكهربي في القطاع، وتوصلا إلى ابتكار وقود مركب رخيص الثمن يصلح للاستخدام في مختلف محطات إنتاج الطاقة والتدفئة، ويساعد في الحد من استخدام الوقود النفطي التقليدي.
فكرة الاختراع
يكشف الدكتور مسلم عن مكونات المادة الجديدة، لافتا إلى أنها خليط من بخار ماء البحر وبودرة الفحم (CWF)، بالإضافة إلى الديزل ومواد كيميائية أخرى لاستخراج الوقود المركب، والذي يعطي أعلى كفاءة حرارية وأقل تكلفة اقتصادية.
ولفت إلى أن هذا الوقود لا يتطلب تغييرا في تكنولوجيا الاحتراق التي صممت على أساسها محركات الديزل المستخدمة حاليا، وهو ما يوفر اقتصاديا؛ نتيجة القدرة على عمله على محركات الاحتراق المستخدمة في شركات الكهرباء.
بحسب الدكتور مسلم، فإن أهمية البحث تكمن في إمكانية الاستفادة من المخزون العالمي الكبير والرخيص من الفحم لإنتاج هذا الوقود، والذي يمكن أن يستخدم في مختلف المحطات الحرارية لإنتاج الطاقة والتدفئة.
وأوضح مسلم أن التجارب البحثية للفكرة أجريت في أوكرانيا، حيث تم إرسال عينات الفحص وتجربتها على أفران احتراق صغيرة مصممة للتجارب، وتم تسلم النتائج الإيجابية للمادة، ونشر البحث في المجلة الدولية لأبحاث الطاقة والبيئة الصادرة في المملكة المتحدة في عددها الثالث لشهر أغسطس2016.
دورة العمل
وحول طريقة عمل الوقود، كشف مسلم عن أن عملية تكوين المادة تحتاج إلى خلَّاط لمزج المواد الصلبة مع المواد السائلة، بمعدل 30 ألف لفة في الدقيقة، قبل إضافة بخار ماء البحر بدرجة حرارة 120 مئوية، وهو ما يساعد على تشكيل انفجار داخل غرف الحرق ليعطي كفاءة حرارية قد تتجاوز الوقود المستخدم فى محطات الكهرباء.
وتتكون المادة المركبة من بخار ماء البحر بنسبة 30%، بالإضافة لمواد كيميائية تساعد في عملية الاحتراق بنسبة 10% والديزل بنسبة 60%.
وأوضح مسلم أن شركة الكهرباء في غزة تستخدم ماء البحر في تبريد مولدات الحرق، بالتالي يمكن استغلال بخار الماء الصادر عن عملية التبريد وضخه في توربينات، ومن ثم إعادة ضخه للوقود المركب، فيوفر بذلك تكلفة إنتاج البخار.
اختراع صديق للبيئة
من جانبه، كشف الدكتور قرمان، الباحث في الكيمياء غير العضوية والتحليلية، عن أن البحث استغرق عاما كاملا؛ بسبب عدم توفر المعدات والأجهزة لإجراء التجارب العملية على الوقود، وهو ما دفعهم لإرسال العينات البحثية إلى دولة أوكرانيا للتأكد من النتائج.
وأوضح قرمان أن الوقود المركب أثبت كفاءة عالية في إنتاج السلوك الحراري الذي ينتجه الوقود المستخدم في محطات توليد الكهرباء، مضيفاً أن الوقود المركب صديق للبيئة؛ لأنه أدى إلى خفض انبعاث غازات النيتروجين والكربون.
وأكد الباحث في الكيمياء غير العضوية والتحليلية استعداده لإنتاج هذا الوقود في قطاع غزة، في حال تم توفير الدعم المطلوب والأجهزة اللازمة للعمل.
وتمنى قرمان تبني البحث من قبل الجهات الداعمة والعمل على تطبيقه فى قطاع غزة لإنهاء أزمة الكهرباء والتخفيف عن المواطنين، كما طالب سلطة الطاقة بتخصيص ميزانية لدعم الأبحاث العلمية حتى تخرج للنور، وتشجيع الباحثين للاستمرار فى عملية البحث العلمي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق