رابعة والنهضة.. أبادهما العسكر فتحولا إلى رمز الصمود (ملف شامل)
13/08/2016 09:33 ص
كتب- كريم حسن:
3 سنوات مرت على "رابعة".. من يصدق؟ حين تجرد آلاف العسكر "شرطة وجيش" من الإنسانية، فارتكبوا مجزرتين من أسوأ المذابح في تاريخ البشرية.
حين قرر الانقلاب أن يقتل عددًا لا حصر له من البشر.. حتى يعيش..
حين قدم آلاف المعتصمين، في الميدانين اللذين تحولا إلى أيقونة للحرية في العالم، نموذجًا في الثبات والصبر الذي طالما سمعنا عنه في الملاحم والسير، ولكننا لم نره إلا في ذلك اليوم.
في رابعة والنهضة.. تحولت الشعارات إلى حقيقة، وترجم هتاف "الموت في سبيل الله" إلى واقع ملموس.
في الميدانين.. اجتمع الإجرام والتجرد من كل القيم والقوانين، مع الثبات والتمسك بالمبادئ.. في مكان واحد.. ولكن شتان بين الهدف والوسيلة..
فالذين حملوا أسلحتهم، منفذين قرار قيادات الانقلاب بفض الميدانين، مهما كانت أعداد الضحايا، لم يهتموا بمن يموت، ومن يحرق، ومن تصيبه رصاصة في عينه، ومن تحرم من عريسها الذي يترقب مرور الوقت حتى يحين موعد الزفاف، ولا ذلك الرجل الذي تنتظره عائلته الكبيرة، التي لا تعرف غيره ملاذًا ولا مأوى.. كل الذي اهتموا به أن يخلو المكان، حتى لو أخلوا معه الاستقرار والأمن والأمل في هذا الوطن.. حتى إشعار آخر.
أما المعتصمون الذين جاءوا من كل حدب فلم يفكروا هم أيضًا في عاقبة الثبات إلى جانب الحق، ولا مصيرهم حين دخلوا إلى "رابعة والنهضة" يحدوهم الأمل في استخلاص حرياتهم ومستقبل البلد الذي أنقذوه في يناير من أيدي اللصوص الذين نهبوه عقودًا، فإذا بأتباعه أكثر إجرامًا وقدرةً على سفك الدماء وشرب نخب الانتصار على المسالمين الذين رفعوا حناجرهم بالهتاف، فإذا بالعسكر يقصف الحناجر، ومعها الرؤوس.
في الملف التالي نستعرض جانبًا من المأساة، ونحاول أن نطرح زوايا مغايرة في ملحمة الصمود والإرادة في رابعة والنهضة.
-
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق