فجور| التحالف العسكري مع اسرائيل لمحاربة ايران!!
بقلم:حسين صابر
منذ 2 يوم
عدد القراءات: 5380
كامب ديفيد هي السرطان الذي نشأ في مصر وأنشب مخالبه في جسدها ثم بدأ في الانتشار في سائر الجسد العربي والاسلامي.
كامب ديفيد ومعاهدة السلام مع اسرائيل لم تكن مجرد عملية هدنة أو انهاء حالة حرب ولكن كانت عملية اعتراف بشرعية الكيان الصهيوني وبأنه زميل ورفيق في المنطقة الشرق أوسطية (العربية سابقا)، ولذلك سرعان ما تحول الأمر إلى مشروعات تعاون وتطبيع مع معظم الدول العربية وبعض الدول الاسلامية. والآن دخلنا في مرحلة مذهلة لم تخطر على بال أحد حتى في أسوأ الكوابيس وهي مرحلة التعاون العسكري والاستراتيجي مع اسرائيل، ولكن ضد من؟ فالتحالف لابد أن يكون ضد عدو مشترك. وهنا ظهرت أهمية الحملة ضد ايران والشيعة التي بدأت منذ اندلاع الثورة الايرانية 1979. حيث أصبحت تتردد عبارة على الألسنة في الاعلام بل وحتى بين الاسلاميين أن ايران أخطر من اسرائيل. فأصبح من الطبيعي أن نتحالف مع العدو الأقل خطراً ضد العدو الأخطر. بل سرعان ما نكتشف أن اسرائيل ولا عدو ولا حاجة!! وأنا لست من الداعين لتبرئة ايران والشيعة سياسيا خاصة في العراق من أي سوء أو نفي ما بيننا وبينهم من اختلاف في العقيدة وإن كنت لا أخرجهم من دائرة الاسلام وهم ملتزمون بالأركان الخمسة للاسلام (الشهادتين- الصلاة- الصوم- الحج- الزكاة) ولكن هناك رأي بين الاسلاميين يخرج الشيعة من دائرة الاسلام حتى في صفوف الاخوان المسلمين (وان لم يكن هذا رأي حسن البنا) فسنقول حتى مع افتراض ذلك، فستظل اسرائيل هي العدو الأول والخطر الأكبر بنص القرآن الكريم وبوقائع الحياة الدامغة، أما موقف ايران وحزب الله من اسرائيل فلا يمكن تصوير الحرب الدائرة بين الطرفين منذ 1982 حتى حرب 2006 بأنها مجرد تمثيلية كما يردد البعض. بل بعد 2006 تواصلت عمليات الاغتيال بين الطرفين في سوريا وبعض بلاد آسيا وأوروبا. إذن هناك صراع تقام حوله المؤتمرات السنوية في هرتزيليا باسرائيل حول الخطر الايراني على وجود اسرائيل، والترسانة الصاروخية الايرانية القادرة على تدمير اسرائيل، والتي استخدم 1- 10 % منها فحسب عن طريق حزب الله. كما أن الحركة الاسلامية السنية لم تختبر جدية ايران وحزب الله (ولا نقول كل الشيعة) بل نقصد قيادة الخامنئي (امتداد الخميني) ومذهب الجعفرية الاثنى عشرية تحديداً دون باقي فرق الشيعة، لم تختبر جدية ايران وحزب الله في مواجهة اسرائيل، بل بادرت هذه الحركة السنية تحت قيادة النظم العميلة: السعودية وقطر والامارات إلى محاربة هذا المحور الشيعي بدلا من منافسته من خلال محاربة اسرائيل. وهذه هي الطريقة لاختبار الجدية، وهي أصلاً استجابة لأمر الله بمواجهة الغزاة المحتلين لفلسطين. ولكن التخطيط اليهودي الأمريكي قام على أساس إذكاء العداوة بين الشيعة والسنة كحل سحري لتحقيق عدة أهداف بحجر واحد:
(1) تفتيت الدول العربية وهذا مكتوب بالتفصيل في دراسات يهودية وأمريكية (رينيون- برنار لويس على سبيل المثال) إلى العديد من الدويلات المذهبية والعرقية وهذا ما حدث بالفعل في سوريا والعراق واليمن ويحدث في ليبيا بشكل قبلي، وتعمق الطائفية في لبنان جعله بدون رئيس مما يفتح حتى إمكانية تقسيم لبنان، وتركيا تتعرض للتقسيم (دولة كردية)- وكذلك ايران، وأفغانستان مقسمة بالفعل، وباكستان تعيش حالة طائفية...الخ وكل هذا مكتوب ومرسوم بالخرائط الملونة، وحدث في السودان والصومال، والجزائر والمغرب تحت التهديد الانفصالي الأمازيجي.
(2) ظهور اسرائيل كدولة عظمى في الاقليم وسط الأقزام.
(3) السيطرة الكاملة والنهائية على كل موارد البترول بالمنطقة، والهيمنة على أهم بقعة جغرافية في الأراضي (الشرق الأوسط) أقصد الهيمنة الأمريكية- اليهودية.
ولاحظ التصرفات الأمريكية من التوجه للشيعة والقول لهم انهم يرفضون تكفير السنة لهم، وأن لهم كل الحرية في ممارسة عقائدهم، ويتوجهون إلى ايران كحضارة فارسية يمكن أن تتناغم مع حضارة الغرب على خلاف حضارة العرب.. ويجري التضامن الغربي مع الشيعة في البحرين والسعودية مثلاً، وعدم المشاركة الصريحة مع السعودية في ضرب الحوثيين، ويجري الاتفاق النووي مع ايران، وهو اتفاق تكتيكي لاحتواء ايران من ناحية ولكن أيضا بسبب رفض أمريكا التكلفة العسكرية لضرب ايران. وفي كل الأحوال فان الاتفاق النووي مع ايران ليس اعلانا بالتحالف الاستراتيجي كما يصور البعض أو يتصور. فالكرة لا تزال في الملعب بين أمريكا وايران. ايران لها مشروعها المستقل الشيعي وهي تعرض التعاون مع السنة، ولكن المشكلة الكبرى ان الدول السنية الكبرى جميعا خاضعة للنفوذ الأمريكي ولا تملك قرارها وبالتالي فاختبار التعاون لم يحدث، بل مما يؤسف له أن نقول انه لا يوجد مشروع اسلامي واضح في بلاد السنة بل نحن سلمنا قيادنا لمن لا يعلم شيئا عن السنة أو الاسلام: حكام السعودية وقطر والاردن والحريري. وبالتالي أصبحنا موضوعياً في حلف سني- أمريكي- اسرائيلي وكثيراً ما تتحدث اسرائيل عن التحالف الاسرائيلي- السني ضد ايران.
وأمريكا تأتي الحكام السنة وتقول: انها غير راضية عن تصرفات ايران في سوريا والعراق واليمن وانها معنا ضد ايران. فأمريكا تقوم بدور الحكم بين السنة والشيعة، ولكن عسكريا فإن ثقلها مع السنة بحكم احتلالها لدول الخليج. وأخيراً وصلنا إلى مناقشة التحالف العسكري بين السعودية واسرائيل ضد ايران، وضرورة مشاركة مصر في ذلك (مقالات في الصحف المصرية)+ مشاركة الامارات وباكستان والأردن في مناورات جوية مع اسرائيل في أمريكا، وزيارة مسئول سعودي (عشقي) علناً لاسرائيل وعقد لقاءات بوزارة الخارجية الاسرائيلية وبحث التعاون ضد ايران. ولا حول ولا قوة إلا بالله (والحديث يتواصل).
***
***
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق