جنازة عسكرية لزويل في اسرائيل!..وحسين سالم اسرائيلي!!
منذ 8 ساعة
عدد القراءات: 3168
كنا قد آلينا على أنفسنا (جبهة العدالة والاستقلال) ألا ننغمس في التعليق على الأحداث السياسية اليومية فضلاً عن المشاركة في الممارسة السياسية اليومية لأننا نرى ان مراجعة أولويات وإعادة اعتبار وصياغة المشروع الوطني الاسلامي هي مهمة الوقت بالنسبة لنا على الأقل لأننا نرى أن ذلك هو مفتاح حل الأزمة الكلية للأمة. ولكن بعض الوقائع تكون موجعة إلى حد عدم امكان السكوت عليها، خاصة إذا كانت متعلقة بالأولوية القصوى التي نراها تواجه الأمة، وهي الهيمنة اليهودية- الأمريكية .
ونبدأ بموت زويل، فقد مات كما يموت البشر جميعاً، ولكننا فوجئنا بحالة من الهوس والمبالغة تنتاب الاعلام الرسمي وتصرفات النظام، بحيث تم تصوير زويل وكأنه بطل مصر المفقود. رغم أننا نعلم علم اليقين أنه لم يقدم شيئاً لمصر بالذات!! ولم يقدم شيئاً للجيش المصري.. فلماذا جنازة عسكرية؟!! ونتحدى أن يذكر أحد أي إنجاز قدمه زويل لمصر في مجال البحث العلمي، فكل الذي فعله هو سلسلة لا تنتهي من البرامج التليفزيونية التي كانت حديثاً في البحث العلمي كبديل لتقديم أي شيئ عملي لمصر في البحث العلمي. والحقيقة أن زويل قدم ما قدمه في إطار منظومة البحث العلمي في الولايات المتحدة. أما الدولة الأخرى التي استفادت منه عملياً، فهي دولة اسرائيل، التي قدمت له جائزة علمية كيماوية بسبب خدماته التي قدمها لاسرائيل وللجيش الاسرائيلي تحديداً، حيث تم استقباله والاحتفال به في الكنيست الاسرائيلي (البرلمان) لتكريمه. ولذلك كنا نتوقع أن تكون الجنازة العسكرية له في اسرائيل لا في مصر، ولكن يبدو أن النظام الحالي المزنوق في أي انجازات، حول زويل إلى بطل مصري عوضا عن أن يكون بطلاً أمريكيا أو اسرائيليا.
وكان الأسبوع الماضي اسرائيليا بامتياز.. فقد بشرنا الاعلام الرسمي وتصريحات المسئولين بالمصالحة مع رجل الأعمال الفاسد الكبير: حسين سالم مقابل 350 مليون دولار، وحسين سالم كان يحمل لقب (مدير أعمال مبارك) أي أنه هو المسئول الأول عن تهريب عشرات المليارات لصالح مبارك وأسرته والتي ترتفع في بعض التقديرات إلى مئات المليارات من الدولارات (350 مليار). ولابأس فمبارك هو نفسه أصبح أنظف من الصيني. وصحيفة سوابق حسين سالم طويلة جداً، فهو المكلف بتصدير الغاز لاسرائيل، من خلال مصادقة رجال أعمال من الموساد الاسرائيلي، بل كان يهرب كل أنواع ثروات مصر في سيناء والبحر الأحمر إلى اسرائيل.
وما لايعرفه كثير من المصريين أن حسين سالم حاصل على الجنسية الاسرائيلية، وقد صرح هو بنفسه من أسبانيا لصحفي في مجلة روز اليوسف ان لديه وثيقة سفر اسرائيلية.
لا نريد أن نثبت أن المصالحة مع هذا الاسرائيلي دليل على ضياع ثورة يناير 2011، فهذا موضوع لم يعد يحتاج إلى دليل وكثير من رموز الثورة في السجن أو مطاردون ولكننا نريد أن نثبت ان اسرائيل لا تزال متعمقة في الواقع السياسي المصري بأكثر مما يظنه الكثيرون.
قناة السويس كانت وبالاً على مصر!!
وفي إطار ترويجنا لفكرة أن مصر مرشحة دوماً لقيادة وتوحيد المنطقة ضد اسرائيل وأمريكا والغرب، فاننا نستغل الاحتفال السنوي بالتفريعة الجنوبية لقناة السويس لنذكر بأن تصور أن قناة السويس هي منقذة مصر من أزمتها الاقتصادية ومن ثم السياسية، فكرة مسكينة وبائسة، بل لقد كانت القناة سبباً لكثير من ويلات مصر، وإن كنا لانطرح إلغاءها أو ردمها!!!
وقد كان مشروع القناة كمنطقة حرة للتنمية من بنات أفكار الاخوان والرئيس السابق مرسي، وقد كانت فكرة خاطئة وتظل خاطئة في هذا العهد.
إن مصر بوضعها الراهن لايمكن أن تزدهر باقتصاد الترانزيت، وان تخيل أن تكون مصر كسنغافورة أو دبي أو هونج كونج سذاجة استراتيجية منقطعة النظير، لأن مصر مستهدفة أن تكون ضعيفة، واللطيف أن هذه المقولة تتردد بكثرة سخيفة في الاعلام الرسمي، ومن يرددها لا يفهمها، فإذا كانت مصر مستهدفة وهذا صحيح فكيف نقيم برنامج الخلاص على أساس الاستعانة بنفس الأعداء اللذين يستهدفونها، فأنت تذهب للشركات متعددة الجنسية وكأن اليهود والأمريكان لا يسيطرون عليها وتطلب منهم إقامة مصانع الحاويات والسيارات...الخ وتذهب للصندوق طلباً لانقاذ الميزانية والجنيه المصري.
ان خلاص مصر يبدأ بالاعتماد شبه الكامل على الذات لتوفير احتياجات الشعب الأساسية وبعد ذلك تدور عجلة التنمية. وهذا ما فعله محمد علي الذي كان بارعاً في عقليته الاقتصادية والاستراتيجية..فوضع أساس الصناعة المصرية والقناطر المصرية (الخيرية) ورفض شق قناة السويس بل رفض مد السكة الحديد من الاسكندرية للسويس خوفا من التغلغل الانجليزي في مصر. ولكن أولاده لم ينتبهوا لهذا الخطر وحفروا القناة بشركة غربية بريطانية فرنسية. ومن قبلها مدوا السكة الحديد. ديون مصر المرتبطة بذلك كانت من أهم أسباب الاحتلال البريطاني. بل لقد دخل جيش الاحتلال البريطاني لقلب مصر عن طريق القناة. ثم تعرضت مصر للعدوان بسبب القناة في 1956. ثم أدت حرب 1967 لاغلاق القناة. ثم أدى تطهير أمريكا للقناة إلى إعادة السيطرة الغربية على مصر.
إن القناة عبء استراتيجي علينا وليست كنزا استراتيجيا كما يتخيل البعض. إن مشروعات التعمير هي مجرد حبر على ورق حتى الآن فلم يظهر مصنع واحد بعد 3 سنوات من تولي المؤسسة العسكرية للحكم، هذه المشروعات مرتبطة بعام 2030 – 2035 واقرأوا تصريحات درويش رئيس منطقة تعمير القناة. ومين يعيش يا إخوة؟!
حتى هذه المشروعات لصيقة بالقناة من الجانبين ولا تدخل في عمق سيناء بأي حال من الأحوال. أما مدينة الأمل فقد بنيت في عهد مبارك في القنطرة شرق.
في حالة النجاح الافتراضي للمشروع عام 2030- 2035، فإن الشعب المصري سيكون مات وشبع موت بل لا نظن أن يبقى ساكنا حتى هذا الوقت، في حالة النجاح الافتراضي تكون الدولة قد شفطت كل الموارد الممكنة وغير الممكنة، المتوفرة والتي تحاول توفيرها، لهذا المشروع دون مراعاة الحاجات الآنية والملحة للشعب. فما بالكم لو كان المشروع أقرب للفشل وهذا ما نراه للأسباب الاستراتيجية السابقة.
ولكن المصيبة تتعاظم اذا كانت المشروعات القومية الأخرى من نفس النوع والطراز، بل لا يوجد فيها انتاج صناعي من أصله..(المدينة أو العاصمة الادارية- مدينة الجلالة السياحية والتعليمية- مدينة العلمين السياحية) كل هذه الغيلان ستشفط كل سيولة بالجنيه أو الدولار وستجعل مصر قفراً بالمعنى الحرفي للكلمة.
************
نختتم هذا الخروج عن الصمت السياسي بحالة الانحطاط السياسي في البلاد التي وصلت إلى حد أن يفتخر محافظ بورسعيد بأنه كان يجلس بجوار عمرو دياب في المدرسة كدليل على كفاءته!! وأن تدعو وزيرة لافلاس مصر.. وتبقى في الوزارة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق