السفير الصهيونى السابق بالقاهرة يفضح "السيسى" و"سلمان" بشأن خلافهم القائم.. ويؤكد كل هذه لعبة
من أجل السيطرة على البلدان العربية.. ومحاربة السنة أولوية لدى "السيسى"
منذ حوالى ساعة
عدد القراءات: 907
مازال خلاف قائد الانقلاب العسكرى عبدالفتاح السيسى، والعاهل السعودى الملك سلمان بن عبدالعزيز، قائمًا ومطروحًا على الساحة، إلا أن أحد رجال بنى صهيون، كشف كل ذلك، وأكد أن خلافهم على المصالح ليس أكثر، فالسيسى، يسعى للقضاء على التيار الإسلامى فى كل مكان، والملك سلمان، يبحث عن تعزيزات لعرشه باستخدام الفصائل السنية.
وقال "تسفي مزئيل"، السفير الصهيونى السابق في القاهرة: إن الموقف من جماعة الإخوان المسلمين هو السبب الرئيسي في تدهور العلاقات مؤخرًا بين سلطات الانقلاب في مصر والمملكة العربية السعودية.
"مزئيل" في تحليل مطول نشره مركز القدس للشؤون العامة والسياسية بعنوان "مصر والسعودية..
شروخ في الكتلة السنية؟"، يرى أن انحسار الدور الأمريكي بالمنطقة دفع كل دولة إلى تحديد أولوياتها والبحث عن مصالحها الخاصة.
وأشار إلى تباين الأولويات بين الرياض والقاهرة، فالسعودية ترى في التمدد الإيراني الشيعي الخطر الأول الذي يستوجب التصدي والمواجهة، وجعلت ذلك على رأس أولوياتها؛ بينما ترى سلطات الانقلاب في مصر، بقيادة الجنرال عبد الفتاح السيسي، أن القضاء على جماعة الإخوان المسلمين والحركات الإسلامية يمثل الأولوية القصوى لسياستها الداخلية والخارجية.
وبحسب المسؤول الإسرائيلي السابق، فإن هذه الأولويات المتناقضة خلقت صداما في الرؤى بشأن الموقف من الأزمة السورية، لافتا إلى أن الرياض تدعم تنظيمات المعارضة المسلحة وبينها جماعات تابعة للإخوان المسلمين، بينما يخشى نظام السيسي من سقوط بشار الأسد خوفا من البديل الإسلامي، وهو ما دفعه إلى تبني الموقف الروسي الإيراني.
ينسحب ذلك الخلاف أيضا في الملف اليمني، حيث تدعم المملكة العربية السعودية حزب الإصلاح التابع لجماعة الإخوان، والذي يقاتل الحوثيين هناك درءا للتمدد الشيعي، وكذلك في ليبيا حيث تدعم الرياض جماعات بعضها محسوب على الإخوان، تقاتل الجنرال اللواء خليفة حفتر الذي يحظى بدعم مصر.
مشروع قرار الفرنسى والروسى
ويلفت "مزئيل" إلى تزايد الخلافات بين البلدين على خلفية حالة عدم الاستقرار التي تسود المنطقة، وهو ما طفا على السطح في نقاش بمجلس الأمن، في 8 أكتوبر، حول مشروع قرار فرنسي دعا إلى وقف القصف الروسي والسوري على حلب. وتصويت مصر للقرار الروسي المضاد الذي تعارضه السعودية والغرب.
وبحسب الكاتب، فإن سياسة أوباما بتقليص التدخل الأمريكي بالشرق الأوسط وتفضيله إيران الشيعية على الدول السنية عبر الاتفاق النووي، غيرت تماما التوازن الاستراتيجي بالمنطقة، إضافة إلى تخلي أمريكا عن حليفها مبارك وتجاهلها للسيسي؛ أضرت هذه السياسات بثقة السعودية ودول الخليج بحليفها الأمريكي، وهو ما أضعف مصر سياسيا واقتصاديا وعسكريا ودفعها إلى اللجوء إلى روسيا والصين لشراء أسلحة متطورة والمشاركة في مشروعات اقتصادية، مثل بناء مفاعل ذري عبر الحليف الروسي.
ومع بدء مناورات عسكرية مشتركة بين القاهرة وموسكو، يرى الكاتب أنها تعبير عن الحميمية في العلاقات بين البلدين. وأن الانسحاب الأمريكي من المنطقة أسهم في تغيير جوهري في مصالح كل من القاهرة والرياض. وأنه بمرور الوقت اتسعت الفجوة في المصالح بين البلدين حيال الصراعات القائمة في المنطقة، وانتهجت كل منهما سياسة مختلفة تتسق مع مصالحها الخاصة ورؤيتها لأولويات الصراع في المنطقة
ملف سوريا
وانتهى "مزئيل" في ذلك إلى أن السيسي تخندق مع الموقف الروسي الخاص بالأزمة السورية، وجوهره دعم إيران التي تصارع للإبقاء على الأسد، بينما واصلت السعودية مساعدة من وصفتهم بالمتمردين السنة، بما فيهم تنظيمات إسلامية متشددة تسعى للإطاحة بالأسد، وإقامة دولة ذات حكم سني.
ودليل على تجلي الخلافات بين البلدين، ما جرى في القمة العربية التي انعقدت في شرم الشيخ، العام الماضي، حيث أراد السيسي أن يقرأ أمام الحضور رسالة من بوتين يبارك فيها الحدث، لكن السعودية عارضت، في الوقت الذي عارضت فيه سلطات الانقلاب طلبا سعوديا بتمثيل تنظيمات المعارضة السورية في القمة.
كما تجلى الخلاف بين البلدين كذلك في مناسبة أخرى، عندما أعرب وزير الخارجية بحكومة الانقلاب عن تحفظه حيال إرسال قوات برية تابعة للتحالف الأمريكي إلى سوريا، مثلما اقترح وزير الخارجية السعودي في حديث تلفزيوني.
ويفسر المسؤول الإسرائيلي السابق هذه المواقف، بأن السيسي يخشى من سقوط بشار؛ خوفا من البديل، وهو التنظيمات الإسلامية التي وصفها بالمتشددة. وعليه فإن السيسي يعارض أي حل عسكري من شأنه أن يطيح بالأسد كما تريد الرياض.
وفي الأزمة اليمنية تدعم السعودية حزب الإصلاح، الذي أسسه الإخوان المسلمون، في مواجهة الحوثيين.
الفرضية أن هذا الحزب سوف يستولي على الحكم إذا ما هُزم الحوثيون وهو ما تخشاه مصر. صحيح أن مصر انضمت إلى التحالف الذي أقامته السعودية ضد الحوثيين، لكنها لا تشارك في الغارات الجوية على المتمردين وتكتفي بالدوريات البحرية عند مدخل قناة السويس.
علاقات سرية مع الكيان الصهيونى
وإزاء تزعزع ما أسماها الكتلة السنية البراجماتية، والتي تتأسس على السعودية ومصر، بحسب " مزئيل"، مع اختلال التوازن في المنطقة بعد الانسحاب الأمريكي واتفاقها النووي مع إيران، دفع ذلك إلى زيادة العلاقات الأمنية بين مصر ودول الخليج من ناحية، و"إسرائيل" من جانب آخر، ولكن المسؤول العبري يؤكد أنها بقيت سرية ومن خلف الكواليس، وتشمل تعاونا استخباريا وعلاقات اقتصادية وصفها بالمتواضعة لا يكمنها تغيير المعادلة.
وينتهي التحليل إلى أن فرص التسوية مع الفلسطينيين في ظل ضعف الكتلة السنية العربية تبدو منفصلة عن الواقع.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق