الطفل "عمران" | ضحية جديدة للنظام السوري تهز العالم.. وبشار الأسد لا يزال يُكذب !
صورة "عمران" أحدثت ضجيجًا عاليًا.. فهل تُسمع العالم ؟!
تقرير: محرر الشعب
منذ 2 يوم
عدد القراءات: 30616
يؤكد تقرير صادر عن منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" ، أن ما بين أربعة وثمانية ملايين طفل، أي أكثر من 80% من الأطفال في سوريا، تأثروا بسبب النزاع، سواء من بقوا داخل البلاد أو أصبحوا لاجئين بالدول المجاورة، حيث تشير المنظمة المعنية بالطفولة إلى أن حوالي مليوني طفل سوري لاجئ بحاجة إلى دعم وعلاج نفسي.
فلقد ألقت الحرب المستمرة منذ خمس سنوات في سوريا بظلالها الثقيلة على المدنيين، ونال الأطفال الحصة الأكبر منها، عبر آثار سلبية على تفاصيل حياتهم اليومية، تولدت عنها مشاكل اجتماعية ونفسية، ربما لن تفارقهم، حتى بعد نهاية الحرب في سوريا.
فهناك آلاف الأطفال السوريين في الداخل ودول اللجوء ، تشكلت لديهم ذاكرة لن تمحى بسهولة حول الدمار والدم والقتل، حيث خلفت هذه الحرب تبعات نفسية، لتعرضهم للقصف المستمر، وتهجيرهم من منازلهم ومدارسهم وفقدانهم ذويهم وأعزاء على قلوبهم.
وأذهلت الحرب عيون الأطفال وأخمدت وميض براءتها نزاعات الكبار، هذا حال أطفال سوريا الذين تحولوا إلى ضحية في عمر مبكر وهم يتلمسون سنواتهم الأولى لتسرق الأزمة التي دخلت عامها الخامس طفولتهم وتصبح طريقا يقودهم إلى الألم والجهل والعزلة، فالجيل الناشئ في سوريا يواجه خطر الضياع جراء دوامة العنف، هذا ما حذرت منه منظمة الامم المتحدة للطفولة اليونيسيف في آخر تقرير صادر عنها.
وقد انتشرت صورة "طفل" ، يُعالج من أثار القصف ، على مواقع التواصل الاجتماعي ، لتعيد إلى الأذهات صورة الطفل "إيلان" الذي قذفته أمواج البحر على أحد الشواطئ التركية ، بعدما غرق من ذويه أثناء رحلة الهروب من حجيم سوريا إلى ظلام اللجوء فى أوروبا.
وأحدث صورة الطفل "عمران" التى بدا فيها جالساً بهدوء ووجهه مغطى بالغبار والدماء، في مقعد سيارة الإسعاف يتحسس جراحه وبالكاد يفتح عينيه ، ضجة واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي ، والمنظمات الحقوقية ، فيما زعم "بشار الأسد" أنها ملفقه ، لتأتى زوجته وتؤكد أنها حقيقيه بالفعل ، وأنها تأسف لتعرض الأطفال لمثل هذا.
ونحاول فى هذا التقرير ، أن نثبت لـ"لأسد" صدق واقعه القصف التى انتهت بمشهد "عمران" ، وأنها صورة حقيقية من الواقع المرير الذي يعانيه الأطفال هناك.
عمران دنقيش.. صورة جديدة لأطفال سوريا
صورة الطفل "عمران دنقيش" ذي الستة أعوام، هذه الصورة تعاطف معها العالم وأشعلت مواقع التواصل الاجتماعي، ويقيم في حي "القاطرجي" بحلب ، فى منزل تمتلكه عائلته ويقطن بالطابق الأول.
وقد تعرض منزل "عمران" ومبنى مجاور لغارة جوية من الطائرات الروسية السورية المشتركة ، وانتشلته فرق الدفاع المدني من تحت أنقاض البناية.
فـ"عمران" مثله مثل مئات الأطفال الذين يموتون في سوريا كل يوم جراء عمليات القصف والهدم والقتل، تم انقاذه من ركام منزله، في حي القاطرجي الواقع في المنطقة الشرقية من حلب التي تسيطر عليها المعارضة، ويتم تدمير بيوتها ومستشفياتها من قبل في قوات النظام السوري.
العدسات التقطت "عمران" وعائلته تحت الركام
فيما قال الصحفي "مصطفى الصاروت"، الذي سجل مقطع فيديو ظهر فيه "عمران" أثناء علاجه، إنه لم يتوقع أن يتنشر هذا الفيديو بصورة كبيرة في جميع أنحاء العالم، لافتا إلى أنه يقوم بتصوير العديد من الغارات الجوية التي يتم شنها على مدينة حلب السورية، ويرى العديد من الحوادث المشابه لحادثة الطفل "عمران"، مشيرًا إلى أن الأطفال السوريين يتم قصفهم بشكل يومي.
وأوضح أنه ذهب إلى مكان الحادث فور سماعه بالغارة الجوية، مضيفا أن قرابة الـ13 أو الـ14 شخصا كانوا محتجزين تحت الأنقاض بعد ما حاولوا الاختباء بأحد المنازل.
من جانبه ، أكد الناشط الإعلامي "محمود أبو الشيخ"، أنه يلتقط عدداً كبيراً من الصور بشكل يومي، لتوثيق المجازر التي يرتكبها نظام الأسد بحق الشعب السوري.
وقال إنه حين تم انتشال الطفل "عمران"، اعتقد أن إصابته قاتلة، حيث إنه لم يكن يتكلم، وبعد وصوله المستشفى تبين أن جروحه ليست خطيرة.
وأضاف "الشيخ"، أنه حين وصولهم إلى المبنى المهدم، بعد حوالي 3 دقائق من القصف، كانت عائلة "عمران" بأكملها مدفونة تحت الأنقاض، حيث إن البناء قد انهار عليهم، وكان الطفل "عمران" هو أول من تم انتشاله من تحت الأنقاض، ثم تم انتشال أخويه، ثم أخته ، وبعد ذلك تم انتشال الأب ثم تلته الأم التي كانت محتجزة داخل الأنقاض وكانت هناك صعوبات في انتشالها، مشيرًا إلى أنه بعد إخراج العائلة بحوالي ساعة، انهار المبنى بالكامل.
أما المصور الصحفي "محمود رسلان" أوضح أنه التقط العديد من صور الأطفال القتلى أو الجرحى جراء الغارات اليومية التي تستهدف الأحياء تحت سيطرة الفصائل في حلب ، ولكنه لم يرى ثبات مثلما رأى "عمران" ففي العادة يفقدون وعيهم أو يصرخون لكن "عمران" كان يجلس صامتاً ، يحدق مذهولاً كما لو أنه لم يفهم أبداً ما حل به "طفل أبكى العالم ولم يبكي".
وقال "رسلان": عندما وضعوا "عمران" داخل سيارة الإسعاف، كانت الإنارة جيدة واستطعت التقاط الصور ، مشيرًا إلى أن الطفل كان تحت هول الصدمة لأن حائط الغرفة انهار عليه وعلى عائلته، لافتاً الى أن والده وبعد إنقاذه رفض التقاط الصور أو الكشف عن هوية العائلة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق