الجمعة، 28 أكتوبر 2016

خطة إنقاذ عاجلة لمصر من "الخراب المستعجل" القادم

خطة إنقاذ عاجلة لمصر من "الخراب المستعجل" القادم

يقدمها عبدالبارى عطوان

 منذ 2 ساعة
 عدد القراءات: 4385
خطة إنقاذ عاجلة لمصر من "الخراب المستعجل" القادم
أزاح الكاتب الصحافى، عبدالبارى عطوان، رئيس تحرير صحيفة الرأى اليوم، الستار ما وصفه بخطة العاجلة لانقاذ مصر، من الخراب المستعجل القادم، الذى يلوح فى الأفق على حد وصفه.
وقال "عطوان": منتصف شهر أغسطس الماضي خصصت مجلة "الايكونومست" البريطانية العريقة غلافها للحديث عن الاوضاع السياسية والاقتصادية في مصر، حمل عنوانًا صادمًا "خراب مصر"، وتنبأت المجلة في تقريرها المطول بثورة شبابية وشيكة، حيث تصل معدلات البطالة الى 40%، وقالت أن أمام الشباب خيارين "أفضلهما الهجرة وأسوأهما التطرف".
يجدر بالذكر هنا أن "عطوان" من الكتاب المدافعين عن القضية القومية، والمدركين جيدًا أن مصر هى رمانة ميزان، نصرة القضية.
وأضاف "عطوان": نبوءة "الايكونومست" بدأت تتحقق تدريجيا، وملامح الانهيار في الاقتصاد المصري بدأت تتبلور، والغضب الشعبي يتفاقم، وكان سائق "التوك توك" الذي انفجر ناقدا للأوضاع المعيشية الصعبة بأسلوب صادق ومعبر، أحد أبرز أوجه التعبير في هذا الصدد.
 فمصر عادت إلى عهد الطوابير أمام الجمعيات ومحلات البقالة التي كانت سائدة في السبعينيات، فالمحلات خاوية، وأزمة اختفاء السكر تعكس "رمزية" حالة السخط وارتفاع الاسعار، واختفاء السلع الضرورية.
وتابع "عطوان" قائلاً: أن قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي قرأ تقرير المجلة البريطانية حتما، وهذا ما يفسر اختياره افتتاح المؤتمر الوطني للشباب لإلقاء خطبة عاطفية، أكد فيها أنه قضى 10 سنوات وثلاجته خاوية إلا من الماء، واعترف بالأزمات الخانقة، وأكد أنه مسؤول عن الحفاظ على الدولة من السقوط، وتوفير فرص العيش الكريم، والصحة الجيدة، وفرص العمل والإسكان للشباب، وحذر من تحركات يمكن أن تهدم البلد، ودعا للحوار، وتعهد بالإفراج عن شباب معتقلين دون محاكمة، وانتقد وسائل الاعلام، وقال انها "بعيدة عن الواقع".
وأوضح "عطوان" قائلاً:  السيسي بدأ يدرك حجم الاخطار الحقيقية التي تهدد نظامه، واراد ان يستميل الشباب إلى صفه، ولكن فرص هذا الادراك من النجاح تبدو محدودة، لأن حالة الغليان التي تسود الشارع المصري أوشكت على الانفجار، وقد تكون الدعوة للتظاهر يوم 11 نوفمبر" المقبل ضد الغلاء، وترفع شعار  "ثورة الغلابة"، هي المفجر للاحتقان الشعبي المتضخم في مصر.
وقال الكاتب الصحافى أيضًا أن مشاكل مصر عديدة، لكن أهمها في رأينا هي استفحال الفساد، وسوء الادارة، والثراء الفاحش لنخبة صغيرة تمتص عرق الأغلبية الساحقة المعدمة، وغياب أي قضية وطنية جامعة توحد الشعب المصري، وتجعله يقدم التضحيات لبلده وأمته.
فمن الخطأ، بل من غير الأخلاقي، مطالبة الشعب المصري بالصبر، وتحمل الأزمات المعيشية التي باتت تستعصي على التحمل، في ظل الفساد، واتساع الفجوة بين الفقراء والاغنياء، بطريقة يصعب ردمها أو تقليصها.
كتبت علي الاقدار أن أعيش في مصر في السنة الأخيرة من حكم الرئيس جمال عبد الناصر، والسنوات الأربع الأولى من حكم الرئيس "المواطن" محمد انور السادات، وهي واحدة من أحرج الفترات في تاريخ هذا البلد، لأنها جاءت بعد هزيمة عام 1967.
في زمن عبد الناصر كان كل شيء في مصر من صنعها وأبنائها، ابتداء من معجون الأسنان، وانتهاء بالسيارات والحافلات، فالجميع يرتدي الملابس القطنية والصوفية المصرية، وينتعل الأحذية المصنعة محليا، وكانت البضائع المستوردة محصورة في شارع جانبي صغير، إسمه شارع الشواربي، لا يزيد طوله عن 50 مترا ويضم "بوتيكات" صغيرة تعرض بعض الملابس المستوردة بطريقة سرية خوفا من المصادرة.
 بعد أقل من عام من وفاة الرئيس عبد الناصر، بدأ الرئيس السادات سياسة الانفتاح الاقتصادي، وابعاد المستشارين السوفييت، وبات كمال أدهم رئيس المخابرات السعودية الحاكم الخفي في مصر، وحل الأمريكان محل السوفييت، وبدأت حالة من الغلاء لم يسبق لها مثيل، وبدأ الشعب المصري يعرف طوابير الدجاج والسكر والزيت إلى آخر القائمة، للمرة الأولى في تاريخه.
لا ننفي أن عهد الرئيس عبدالناصر اتسم ببعض السلبيات، وأبرزها مصادرة بعض الحريات، ووجود بعض حالات الفساد في أوساط بعض الضباط والفئة المحيطة بالنظام، ولكن الشعب المصري كان يعيش حالة من الرخاء، والهيبة، والكرامة، وعزة النفس، والاستقلال الحقيقي، فالتعليم كان أفضل، والجامعات المصرية تتصدر المقدمة مع مثيلاتها، ومعظم الطلاب العرب والأفارقة يدرسون فيها، والمرضى يحجون إلى مستشفياتها من دول الخليج والمغرب العربي طلبا للعلاج.
وأضاف الكاتب : عودتنا إلى فترات مشرقة للماضي المصري (الرئيس عبد الناصر مات دون أن يملك بيتا أو رصيدا في البنك، أو حتى ما يورثه لأولاده)، لا يعني أننا نطالب بالشيء نفسه، فما كان جائزا قبل خمسين عاما، ربما لا يصلح اليوم في ظل المتغيرات العالمية على الصعد كافة، ولكن ما نريد التأكيد عليه أن مصر تعيش حالة انهيار اقتصادي، ناجم عن سوء الادارة، وانعدام قيم العمل، وغياب الحكم الرشيد، وتغول إعلام بارع في التضليل والنفاق والتزوير.
وعن نهاية الحل قال عطوان: أن مصر بحاجة إلى ثورة ادارية وآخرى سياسية، مثلما هي بحاجة إلى ثورة اجتماعية، ومصالحة وطنية تقود إلى هوية مصرية عربية إسلامية مدنية جامعة، يتوحد الجميع تحت مظلتها، وإلا فان "ثورة الغلابة" ستطيح بـ(الرئيس) الثالث في أقل من ست سنوات.
وأشار عطوان إلى أن السيسي قال في خطابه "أن مصر تواجه لحظة الحقيقة ولا يمكن تجنب تحقيق اصلاحات اقتصادية  صعبة ومؤجلة"، واعترف "أن صبر المصريين بدأ ينفذ"، وطالب بالحوار، وتشكيل لجنة لبحث الافراج عن بعض الشباب، وفي تقديرنا هذه الخطوات "ترقيعية" و"غير كافية"، إن لم تكن متأخرة ايضا.
واختتم الكاتب حديثه قائلاً: مصر بحاجة إلى قيادة تملك "رؤية"، وتحظى بدعم الشعب وتأييده ومساندته، وتستند إلى مشروع وطني ريادي وقيادي يعيدها إلى مكانتها التي تستحقها، ومن المظلم أننا لا نرى هذا المشروع، ولا نرى هذه القيادة في الوقت الراهن.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

عاجل | إذاعة الجيش الإسرائيلي: صفارات الإنذار دوت تحذيرا من صواريخ باليستية أطلقت من لبنان على منطقة تل أبيب

عاجل | إذاعة الجيش الإسرائيلي: صفارات الإنذار دوت تحذيرا من صواريخ باليستية أطلقت من لبنان على منطقة تل أبيب 14/10/2024|آخر تحديث: 14/10/20...