تفاصيل وساطة "بن زايد" بين السعودية وقائد الانقلاب
31/10/2016 12:18 ص
أحمدي البنهاويفي مارس الماضي، كتبت عدة صحف لبنانية أن السعودية غاب عنها أن "حزب الله شريك أساسي في رسم المعادلات في المنطقة"!، وها هي اليوم تنسب صحيفة حزب الله "الأخبار" اللبنانية إلى ما زعمت أنه "مصادر مصرية رئاسية" أنّ دولة الإمارات تقود وساطة بين القاهرة والرياض، تهدف إلى فك الجمود في العلاقات بين البلدين، موضحة أن هذه الوساطة تأتي بعد أن اتضح أنّ زيارة مستشار الملك سلمان للقاهرة قبل نحو أسبوعين لم تنجح في احتواء الأزمة.
وكانت وسائل إعلام عدة قد كشفت عن زيارة مستشار الديوان الملكي السعودي لمصر، ولقائه مسئولين مصريين بترتيب من السفير السعودي هناك أحمد القطان، وكان اللقاء مركزا على أن الخلافات السعودية المصرية لن تفسد العلاقات بين البلدين.
وأشار مصدر سعودي مطلع- فضل عدم ذكر اسمه- أن الخلاف المصري السعودية مبني على اختلاف بنيوي في السياسة الخارجية لكل بلد، خصوصا في الملفين السوري والعراقي.
وحددت الصحيفة اللبنانية اسم الراعي الإماراتي ممثلا في محمد بن زايد، مفادها أن السيسي أوفد داعمه الأصلي برسالة إلى الرياض تقول إنه "يسعى إلى الحد من الدعم الخليجي في أقرب وقت"، وأن الغضب المصري مبعثه "التقارب الخليجي مع أنقرة"، على حد قول الصحيفة.
وأضافت المصادر أنه رغم تلقي السيسي تأكيدات من بن زايد بأن هذا التقارب مرتبط بأهداف سياسية، وأن هناك محاولات للصلح بينه وبين أنقرة، فإنّ الرئيس المصري أبدى استغرابه لمواقف الرياض التي تتغيّر تدريجيا منذ رحيل الملك عبد الله.
وفقا للمصادر نفسها، فقد عاتب مسئولون في الخارجية المصرية نظراءهم السعوديين "على التسريبات الإعلامية التي تخرج بشكل متزايد من الرياض حول توتر العلاقات، ورفض استثناء العمالة المصرية والمعتمرين من قرارات الزيادة التي طبقتها المملكة أخيرا لزيادة مواردها المالية".
وقال المصدر "الرئاسي" المصري، إن العلاقات السعودية المصرية من الصعب أن تستمر في ظل الخلافات، مشبها الأمر بـ"زوجين غير سعيدين يعيشان معا وسط خلافات كبيرة بينهما، لا تلبث إلا أن تنفجر وتنتهي بالطلاق". ونوه إلى أن ما يذكر في الإعلام حول التوتر ما هو إلا مرآة للواقع.
ولكن البعض يرى أن العلاقة يمكن أن تستمر بين البلدين، مع تنحية الملفات الخلافية جانبا، خصوصا أن البلدين متفقان في ملفات أخرى.
زيارة خاطفة
وبالتزامن مع مبادرة الفريقين السعودي والإماراتي، في أعقاب قرار أرامكو فيما يخص شحنات البترول التي كانت تصل إلى مصر، زار محمد بن زايد الرياض، في 22 أكتوبر، وقام بعمل احتفال إماراتي شعبي ورسمي في اليوم الوطني السعودي، بشكل لافت في سبتمبر الماضي.
واصطحب محمد بن زايد، ولي عهد أبو ظبي، وفدا رسميا من إخوانه ومسئولين أمنيين كبار، ونسب موقع "إمارات 71" إلى مصادر أن اللقاء تعلق بتوتر العلاقات بين الرياض ونظام السيسي، حليف أبو ظبي "الأوثق"، فضلا عن الملف اليمني والسوري، وإرسال أبو ظبي قوات بحرية لباب المندب، قالت إنها لحماية الملاحة الدولية بعد تعرض سفينة إماراتية اختلفت حولها الروايات إن كانت مدنية أو عسكرية، استهدفها الانقلابيون الحوثيون، قبل أيام من حادثة "عزاء صنعاء"، التي تحملت مسؤوليتها "عاصفة الحزم"، وإن أرجعت القصف إلى معلومات خاطئة ارتكبتها القوات المسلحة اليمنية الشرعية.
وفي سياق هذه الأحداث تم استعراض أمور، منها تبرير وزير الشئون الخارجية أنور قرقاش لتصويت السيسي الذي أغضب الرياض، التي نادرا ما تعبر عن استيائها الدبلوماسي علنا.
علاقات متوترة
ورأى مراقبون أن أولى حلقات التوتر المصري السعودي كانت في التسريبات التي بثتها فضائية "مكملين" المعارضة للسيسي، حين كان على رأس وزارة الدفاع، وطلب من دول الخليج دعما ماليا، فيما عرف لاحقا بتسريبات "الرز".
وماطلت المملكة العربية السعودية في تنفيذ المقترح المصري لتشكيل قوة عربية مشتركة، وأعلنت بعد فترة عن التحالف العربي لمكافحة الإرهاب، رأى مراقبون أنه بديل للمقترح المصري.
ولم يكن آخر مظاهر الخلاف قرار القضاء المصري بطلان اتفاقية تنازل مصر عن جزيرتي تيران وصنافير للسعودية، ففي فصل آخر من فصول الخلاف أوقفت السعودية توريد البترول والمواد النفطية إلى وزارة البترول المصرية دون إشعار سابق، مباشرة بعد التصويت المصري لصالح روسيا بشأن الأزمة في سوريا في اجتماع مجلس الأمن.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق