قنديل: هكذا قتلت بريطانيا محمد كمال
08/10/2016 10:32 ص
حسين علامتساءل الكاتب الصحفي وائل قنديل عن رأي السفير البريطاني في مصر عن شبه دولة عبد الفتاح السيسي التي تقتل مواطنيها، ثم يدعي أوباشها أنها تفعل مثل بريطانيا، موضحا أن السفير البريطاني نشط على "تويتر"، وهو متابع دؤوب لوسائل الإعلام المصرية، ومشتبك مع الحياة اليومية بما تشمله من مسلسلاتٍ دراميةٍ، ومناكفات بين جمهوري الأهلي والزمالك، ولا شك أنه قد وصل إلى مسامع السفير ما يزعمه أوباش الإعلام أن بريطانيا تقرّ وتشرعن التصفية الجسدية للمواطنين البريطانيين، بالطريقة التي يمارس بها نظام عبد الفتاح السيسي جرائمه في قتل الخصوم والمعارضين.
وأضاف قنديل- خلال مقاله بصحيفة "العربي الجديد" اليوم السبت- "نريد من سفير بريطانيا أن يدلي بدلوه في هذه المسألة، ويخبرنا هل فعلاً قرّرت رئيسة الحكومة البريطانية اعتماد أساليب القتل والتصفية، من دون تحقيقاتٍ ومحاكمات، فلا يليق أن يصمت السفير على وصم بلاده التي تعد من أعرق ديمقراطيات العالم احتراما للحق في الحياة والعدالة، بأنها دولة قاتلة، مثل شبه دولة عبد الفتاح السيسي التي تقتل مواطنيها، ثم تدّعي أنها تفعل مثل بريطانيا".
وقال: "لا يمكن أن نطالب السفير بأن يكون مصريا أكثر من المصريين، خصوصا أن الأمر لم يحرّك مشاعر القوى السياسية والأحزاب المصرية ذاتها، باستثناءاتٍ محدودة للغاية، لحزب الوسط ثم حزب "مصر القوية" بعد أكثر من سبع ساعات على صدور بيان "الوسط"، لكن على مستوى آحاد النخبة السياسية، صمت الجميع، باستثناءاتٍ محدودةٍ للغاية، منها تعليق مقتضب للناشط السياسي خالد علي، وتعليق مسهب وأكثر وضوحا ومباشرة لأستاذ الجامعة الدكتور يحيى القزاز، على موقع "فيسبوك"، حذّر فيه من أن الصمت على مقتلة الخصوم السياسيين سيجعل جميع معارضي النظام في قبضة التصفية الجسدية، والقتل خارج القانون.
وأوضح أن المقارنة تفرض نفسها هنا بين ردود أفعال الكيانات والنخب السياسية على جريمة تصفية الباحث الإيطالي جوليو ريجيني وذبح القياديين الإخوانيين، محمد كمال وياسر شحاتة، داخل شقة سكنية في قلب القاهرة، موضحا أن الجريمة واحدة والأسلوب واحد، والمجرم أيضا واحد، والاختلاف الوحيد في هوية الضحايا، فالأول باحث إيطالي شاب عاش في القاهرة، واختلط بدوائر من الناشطين السياسيين من اليسار والليبراليين، والآخران مصريان ينتميان إلى جماعة الإخوان المسلمين.
وأشار قنديل إلى انتفاضة المجتمع مع جوليو ريجيني، على هذه الهمجية المعبرة عن إرهاب السلطة، وأعلن الاتحاد الأوروبي عن الاستنفار ضد هذه الجريمة ضد الإنسانية، واشتغلت الميديا العالمية على القضية، أما في حالة محمد كمال وياسر شحاتة، فالموقف أشبه بصمت القبور، وكأن الجميع رضخوا للمعادلة التي كرّسها نظام عبد الفتاح السيسي، منذ وصوله إلى الحكم سيرا فوق الدماء والأشلاء، بحيث إذا كان القتيل من "الإخوان"، فلا أحد يهتم أو يبكي أو يغضب، أو يستشعر أن الإنسانية مهدّدة، وإن توعك أحدٌ من خارج دوائر "الإخوان"، فتلك هي المأساة الإنسانية الكاملة، فتنتفض الضمائر، وتسيل الدموع أنهارا ضد الظلم والقمع والإرهاب السلطوي.
وقال: "وحدها ضربت السيدة باولا ريجيني المثل في استقامة الحس الإنساني، ونزاهة الضمير، حين أطلت من فاجعة مقتل ابنها على فواجع قتل الإنسان المصري، من دون التوقف عند معتقده الأيديولوجي، أو انتمائه السياسي، ويبقى أن هذا الحزن "الشوفيني" المؤدلج هو ما يتغذّى عليه النظام، ويستخدمه وقودا لآليات إرهابه".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق