من النهاردة مفيش حكومة
بقلم: محمد على إبراهيم
منذ 19 ساعة
عدد القراءات: 2880
اعتبر الكاتب الصحفي محمد علي إبراهيم، أن المبادرة التي أطلقها الإعلامي الموالى للانقلاب العسكرى، عمرو أديب في برنامجه "كل يوم" بعنوان "الشعب يأمر" سحبت البساط من تحت أرجل الحكومة مؤكدًا أنه في حالة نجاحها سيكون عمرو هو الحكومة.
وقال إبراهيم في مقال له على موقع "مصر العربية" بعنوان "من النهاردة مفيش حكومة.. عمرو أديب الحكومة !" إنه لا يعنيه من الأساس شخص عمرو أديب بما له وما عليه بقدر اهتمامه بأن يجد المواطن ما يريده وما يسعد به أطفاله .
والى نص المقال:
المبادرة التي أطلقها الإعلامي عمرو أديب في برنامجه "كل يوم" بعنوان "الشعب يأمر" سحبت البساط من تحت أرجل حكومة فاشلة متعثرة .. تتهته في القرارات المصيرية .. وتبدع في الجباية والهيافة والأرقام الوردية.
لو نجح أديب في مبادرته وانخفضت الأسعار 20% سيكون قد حقق ما عجز عنه السيسي وحكومة الخديوي شريف إسماعيل .. (الرئيس) أعلن مرتين من قبل أن الأسعار لم ترتفع فإذا بها تطير بل وتحلق في السماء .. في كل مشروع يفتتحه الرئيس يؤكد أننا سنسيطر على الأسعار .. لكن يبدو أن الأسعار تعاند (الرئيس) .. هناك جشع واحتكار من التجار .. يقابله بلادة ولا مبالاة من السلطة التنفيذية .. وكأنهم يحكمون شعبا من الأغنياء.
كثيرون لا يحبون عمرو أديب .. البعض يراه متصالحا مع كل الأنظمة ماعدا الإخوان .. وآخرون لا تعجبهم طريقته في الصوت العالي والسخرية من الضيوف .. لكن آخرين يرونه ملك التوك شو .. له حضور قوي .. أنا لا يهمني إن كان يتقاضى الملايين .. حتى لو كان يهوديا أو شيخ منصر .. هذا رجل صدق فيما قال وتحمس من أجله .. ما يهمني شخصيا أن يجد المواطن ما يريده وما يسعد به أطفاله .. المبادرة التي أطلقها عمرو تزامنت مع تخاريف سيطرت على المشهد الإعلامي.
فهذا نائب يقول أن المصري يكفيه جنيها واحدا لأنه يشتري 20 رغيفا!! والوزير السابق عثمان محمد عثمان يقول أن من ينفق 20 جنيها في اليوم ليس فقيرا .. وكان في آخر أيام الرئيس الأسبق مبارك قد أفتى أن المواطن يكفيه 150 جنيها شهريا.
مبادرة عمرو تدعو إلى توفير سلع مخفضة للجمهور من أرز وسكر وجبنة ومكرونة ولحم لمده 3 أشهر في العام .. ولو نجحت تستمر طوال العام.
إن ميزة المبادرة التي أطلقها البرنامج أنها تجئ من مواطن يهدف إلى تقليل معاناة الشعب .. لن أفكر أبعد من ذلك .. فليكن اسمه مقترنا بالتهييج أو الملايين أو أنه يعمل مع أبو هشيمة أو أبو قردان .. لا يهم .. إذا نفذ ما وعد وصدق فيه وتجاوب معه التجار وتقاطروا إلى برنامجه يعلنون أسماء السلع التي سيوفرونها وأماكنها وتعهدهم بتوفيرها .. فإنه يستحق التحية.
لكن احذر يا عمرو من أن تقع في أخطاء وزارة التموين أو غيرها من التفضل على المواطنين وتشعر أنك أو أحد التجار الذين سيظهرون معك عارضين سلعا مخفضة أن تشعرهم أنك تتفضل عليهم أو تمد إليهم يد المساعدة حسنة منك أو شفقة عليهم.
إنهم مواطنون شرفاء وأعزاء النفس .. أغنياء من التعفف يستحقون ما هو أكثر بكثير .. لكن ماذا يفعلون أمام جشع التجار وطمعهم لتحقيق مكاسب 200%؟ وما الذي بأيديهم أمام حكومة تتكلم بالمليارات وتتباهى بمشاريعها القومية بينما هي لا تستطيع أن تسيطر على أسعار أو توفر أدوية أو سلع أساسية إلا بعد شكاوى مريرة .. حكومة كان وزير تموينها السابق يكذب ويشاركه الإفك نفسه وزراء المالية والري والكهرباء والصحة والزراعة بالإضافة لآخرين يهمهم صورتهم أمام الرئيس وليس أمام الشعب. الحقيقة أنني لست مهتما بما يُقال أو سيُقال عن عمرو أديب .. لا يهمني إن كان موظفا لدى جهات سيادية ثم يتحول إلى شئ آخر عندما يأتي المساء .. حتى لو كان لصا .. أقول له اسرق كما تشاء .. نافق كما تريد .. ارتدي وجهين وأحيانا ثلاثة لتضحك علينا .. طبطب على الحكومة .. لمع المشبوهين .. ايد (الرئيس) .. لكن افعل ما تستطيع من أجل الغلابة المحتاجين .. هم ينتظرون وأياديهم ممدودة لكل من يعيد لهم حقهم في العيش.
حتى لو كان التجار وأصحاب سلاسل الهيبر ماركت الذين ستستضيفهم يسعون لدعاية مجانية .. أو يبحثون عن معدل مبيعات أعلى ليعوضوا به خفض الأسعار الذي أعلنوا عنه .. المهم أن تتحقق الغاية النبيلة وينول الفقراء المراد. إذا نجحت يا عمرو ستكون أنت حكومة الشعب .. من النهاردة مفيش حكومة .. عمرو أديب الحكومة .. لن أهتم بمعايير المهنية أو الانتقادات التي توجه للإعلاميين عموما .. ولكني سأهتم بأن مصريا واحدا أحرج حكومة تنفق المليارات ولديها أسطول من المستشارين وجراجات من السيارات الفاخرة وعشرات من البدل ذات الماركات العالمية .. حكومة تجيد التقاط الصور لنفسها وإصدار تصريحات إنشائية بلهاء ليس لها أساس على أرض الواقع .. حكومة أسقط عنها ورقة التوت مواطن اسمه عمرو أديب مهما كان رأيك فيه!.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق