«واشنطن بوست»: السيسي جاهل اقتصاديا والرهان عليه "خاسر"
26/11/2016 10:49 م
يونس حمزاويوصفت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي بالجاهل في المجال الاقتصادي، وحذرت من الرهان الأمريكي عليه، وعدته رهانا خاسرا بكل المقاييس.
وتحت عنوان «رهان سيئ على رجل مصر القوي»، جاءت افتتاحية "واشنطن بوست"، اليوم، شككت فيه من إمكانية تحقيق استقرار في مصر في ظل حكم الجنرال السيسي.
وانتقدت الصحيفة الرهان الأمريكي على السيسي منذ أحداث 3 يوليو التي أطاحت بالحكومة الإسلامية المنتخبة قبل 3 سنوات، وقالت إن كيري راهن على أن السيسي سيبادر بإصلاحات لإحياء الاقتصاد، وأن المزيد من السياسات السوقية الحرة، والتدفقات الأجنبية الاستثمارية الجديدة، والرخاء المتنامي المنبثق عن ذلك ستساعد في نهاية المطاف على إرساء الاستقرار في مصر بعد سنوات من الفوضى، مع التسامح في ذات الوقت مع قمع السيسي الوحشي بحق معارضيه.
ولكن الصحيفة أكدت أن السيسي خلال 3 سنوات، بدد عشرات المليارات من الدولارات التي قدمتها السعودية ودول خليجية أخرى على مشروعات عملاقة مسرفة مثل قناة السويس الجديدة، بالإضافة إلى دعم العملة المصرية. ووصفت حملاته القمعية بحق معارضيه بالأكثر عنفا، والتي امتدت بحسب الصحيفة من الإسلاميين إلى الصحفيين الليبراليين العلمانيين ونشطاء المجتمع المدني.
وأشارت واشنطن بوست إلى أنه رغم تبني السيسي "إصلاحات ليبرالية" أوصى بها صندوق النقد، إلا أن الجنرال لا يملك إلا القليل من الخيارات، لا سيما بعد أن قطعت المملكة السعودية سخاءها، وتسبب نقص العملة الأجنبية في اختفاء سلع أساسية من المتاجر مثل السكر وزيت الطهي. إضافة إلى قرار تعويم العملة، والذي خفض الجنيه إلى أكثر من 50% مع تقليص دعم الوقود.
وتهكمت افتتاحية الصحيفة من ترحيب الإدارة الأمريكية بهذه الخطوات، وقالت إن الخارجية الأمريكية تبدو وكأنها تراهن على أن السيسي سيضحى ضمن زعماء نادرين، مثل أوجوستو بيونشيه، الرئيس الشيلي الراحل، الذي تمكن من تحرير وعصرنة الاقتصاد، مع الارتباط بعملية قمع دموي.
3 أسباب تجعل الرهان على السيسي سيئا
وساقت الصحيفة 3 أسباب تجعل الرهان على السيسي يبدو بعيد المنال، أهمها أمية السيسي الاقتصادية، إضافة إلى الفساد الواسع المترسخ داخل نظامه والجيش، وأخيرا التاريخ المصري الحافل من الانتفاضات الشعبية ضد الإجراءات التقشفية.
ورغم أن الصحيفة تعتبر أن النظام نجى من اختبار في 11 نوفمبر، عندما فشل المواطنون في الخروج في احتجاجات جماعية زعمت الصحيفة أنها بدعوة من الإخوان. إلا أن رد فعل النظام لم يتسم بالاسترخاء، بل بدأ في استعجال قانون جديد عبر البرلمان، من شأنه أن يحطم ما تبقى من جماعات مدنية، مثل برنامج لمساعدة أطفال الشوارع في القاهرة كانت تديره آية حجازي. في إشارة إلى قانون الجمعيات الأهلية سيئ السمعة.
وقالت إنه يمكن حظر أي جماعة بدعوى أن نشاطها "يتعارض مع الأمن القومي والنظام العام". كما يفرض القانون الجديد عقوبة بالحبس 5 سنوات على كل من يتعاون مع منظمة أجنبية أو يجري استطلاعات رأي دون موافقة مسبقة.
ورأت الصحيفة أن سياسة القمع الوحشي وحالة الإنهاك التي أصيب بها قطاع واسع من المصريين بعد 6 سنوات من الاضطراب السياسي، ربما ينقذان السيسي على المدى القصير من انفجار اضطرابات يتوقعها البعض. كما أن السيسي ربما يحظى بدعم أكبر- بحسب الصحيفة- من إدارة ترامب المقبلة؛ ورغم كل هذه العوامل إلا أن نجاح السيسي في تحقيق استقرار لاقتصاد مصر يبدو أمرا مشكوكا فيه في ظل خنق المجتمع.
وتختم الصحيفة افتتاحيتها بتأكيد أن رهان صندوق النقد والولايات المتحدة على جنرال مصر من المرجح ألا يؤتي ثماره.
وتختم الصحيفة افتتاحيتها بتأكيد أن رهان صندوق النقد والولايات المتحدة على جنرال مصر من المرجح ألا يؤتي ثماره.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق