تعرف على أهم 13 كذبة في كلمة السيسي اليوم
08/12/2016 04:06 م
كتب سيد توكل:
«إحنا اللي ما بيرضيش ربنا بنقف وراه وبنأيده".. جملة لن ينساها الشعب المصري لقائد الانقلاب عبدالفتاح السيسي، وقد أجراها الله على لسانه في خطاب أمام 90 مليون مصري، والغريب انه لم يتراجع ويعتذر عنها، حتى جاء اليوم ووقف مستغلا ذكرى ميلاد النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم، ليمرر إلى المصريين عدة أكاذيب مفضوحة تحت ستار محبة النبي محمد.
وفي احتفال "أوقاف" الانقلاب اليوم بذكرى المولد النبوي، انبرى الجنرال "بلحة" وتناول في كلمته عدة أكاذيب، رصدت "الحرية والعدالة" منها 13 كذبة.
1- قال الجنرال "بلحة": "ما نحن فيه الآن بسبب حالة التشرذم التي شهدتها مصر خلال العقود الماضية"، في حين أن التشرذم الآن وتمزق النسيج الوطني المصري مرده إلى انقلاب 3 يوليو 2013، عندما قاد الجنرال "الخائن" الدولة العميقة والمجلس العسكري للإطاحة بالتجربة الديمقراطية التي انبثقت عن ثورة 25 يناير، واعتقال الرئيس المنتخب محمد مرسي.
2- وأضاف الجنرال "بلحة": "تصويب الخطاب الديني معركة فكرية كبرى ولا مكان للجماعات "الإرهابية" في مصر"، وتظهر هنا إصراره المستميت على تجفيف منابع التدين في مصر، بعد تأميم المساجد، وحظر أي نشاط ديني.
كما عمد الجنرال "بلحة" إلى اعتقال عدد كبير من العلماء، ومشايخ الأزهر والدعوة، وقتل العديد منهم في فض اعتصامي رابع والنهضة، ويطلق لفظ "الإرهاب" في إعلام الانقلاب على كل من يعارض الانقلاب في مصر.
3- وتابع :"مطالبون بوقفة مع النفس لنواجه الدخيل على الدين الحنيف ونرفض ما يعادي العقل"، فيما يؤكد المفكر د. سيف الدين عبد الفتاح أن: "السيسي لا يمتلك رؤية أو فكر ويرى نفسه حارسا للدين لذا يعادي التيارات الإسلامية".
كما فعل في الاحتفال السابق بالمولد النبوي الشريف حين وصف المسلمين بالإرهاب قائلا مليار ونصف مسلم سيقتلون العالم كله ليعيشوا هم وطالب يومها رجال الأزهر بثورة دينية على النصوص التي تحض في رأيه على العنف!
ودائما ما يتهكم السيسي على الإسلام والمسلمين فتارة يقول إن مليار ونصف (عدد المسلمين في العالم) يحكمون العالم بأهوائهم ويفرضون عليهم ما يحبون، الأمر الذي يكذبه التاريخ الإسلامي لأن الإسلام ما انتشر إلا بالرحمة وبالمعاملة الحسنة ولم يطالب أحد من المسلمين بقتل من يخالفه.
وبعد كل خطاب من خطابات السيسي يظهر ببعض الأفكار التي تثير المخاوف لدى الكثير من المصريين حول مستقبل بلدهم الإسلامي، وخوفا من أن يتحول إلى بلد علماني يمنع فيه رفع الأذان وتغلق فيه المساجد كما فعل أتاتورك في تركيا بعد انهيار الدولة العثمانية (الخلافة الإسلامية). خاصة بعد أن قام وزير التربية والتعليم في حكومة الانقلاب بحذف سيرة صلاح الدين الأيوبي وعقبة بن نافع من المناهج الدراسية لأنهما -برأيه- يحضان على العنف.
تجديد الخطاب الديني طبعة الانقلاب
4- يقول الجنرال "بلحة" :"تم تشكيل لجنة لدراسة سبل الإسراع في تجديد الخطاب الديني بمشاركة كبار العلماء"، ودائماً ما يقوم الانقلاب منذ أتى بالتدليس على الكلمات ومحاولة أن يقوم بملئها بمعانٍ مغلوطة وخطاب زائف لا يُبتغى منه إلا أن يُحدث انقلابا في الأفهام وقلبا للمعاني.
من جملة هذه الكلمات الحديث عن "تجديد الخطاب الديني"؛ تحت هذا العنوان يمكن أن يُعبث بأي شيء والحديث في كل شيء، من دون أي ضوابط في ظل حديث أشبه بالمهاترات والمزايدات لا يمكن أن يعبر بحال عن صحيح الدين أو عما يمكن أن يحمله هذا الدين للبشرية.
ويحاول السيسي احتكار الدين هو فقط وسدنته ومسانديه، والدين في اعتباره مساحة يملؤها هو كيفما يريد تحت دعوى أنه مسئول عن دين الجميع والمجتمع والدولة، هذه الرؤية لا تؤمم الدين فحسب ولكنها أبعد من ذلك تغتصب الحديث باسمه أو التطبيق المتعلق به حتى لو استباحت ثوابته أو تراثه.
5- ويضيف الجنرال "بلحة" :"هناك من يعمل على هدم الدولة منذ 3 يوليو"، ويحاول السيسي تزييف تاريخ الثالث من يوليو 2013 عندما انقلب على أول رئيس مصري مدني منتخب في تاريخ مصر محمد مرسي، وأعلن عزله، واحتجزه في مكان غير معلوم، وعطّل العمل بالدستور، وأصدر أوامر باعتقال المئات من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين أحيلوا لاحقا إلى المحاكمة، وصدرت أحكام بإعدام العديد منهم.
وبلغت الضغوط التي تعرض لها الرئيس محمد مرسي ذروتها، ونظم معارضوه سلسلة من المظاهرات باركها الجيش تطالبه بالتنحي، أطلق عليها القائمون على الانقلاب لاحقا اسم" ثورة 30 يونيو"، معتبرين أنها تماثل ثورة 25 يناير 2011 التي أطاحت بالرئيس المخلوع حسني مبارك.
6- وفي كذبة أخرى يضيف الجنرال "بلحة" :"تشكيل لجنة لدراسة سبل الإسراع في تجديد الخطاب الديني بمشاركة كبار العلماء"، بينما أكد وزير الثقافة في حكومة الانقلاب "حلمي النمنم" أن ملف ما يعرف بتجديد الخطاب الديني سينقل إلى وزارة الإنتاج الحربي وقطاع الأمن!
وقال النمنم خلال مؤتمر الشباب بشرم الشيخ إن: "القوات المسلحة ورجال الأمن يبذلون جهودا جبارة ويسقط منهم ضحايا كل يوم، لكن هذا هو الجزء الظاهر من المواجهة، أما المواجهة الحقيقية فهي تجديد الخطاب الديني".
تلك الكذبة يفضحها أن قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي دعا في مطلع سنة 2015 إلى ما سماها ثورة دينية للتخلص من أفكار ونصوص تم تقديسها على مدى قرون وباتت مصدر قلق للعالم كله في إشارة إلى رغبته في تحريف القرآن الكريم!
7- ومرة أخرى يقول الجنرال "بلحة" :"نواجه الفساد بآليات قانونية ولا ولن نتآمر على أحد"، يرد على تلك الكذبة أنه في سياق «القمع القانوني» الذي تشهده مصر منذ 3 يوليو 2013، عقدت إدارة التشريع في وزارة العدل بحكومة الانقلاب اجتماعات مكثفة أمس الأربعاء، مع عدد من ممثلي أندية القضاة ومحاكم الاستئناف لوضع مشروع جديد لتعديل قانون الإجراءات الجنائية، يسمح بالإسراع في تأييد أحكام الإدانة الصادرة ضد الثوار في قضايا “الإرهاب والعنف والتظاهر”، ما يعد في نظر فقهاء قانونيين “جريمة خيانة” يقوم بها السيسي.
وينتمي أغلب المتهمين في تلك القضايا إلى جماعة الإخوان المسلمين، وذلك من دون أن تصل القضية إلى محكمة النقض في فرصة الطعن الأولى، على أن تصل القضية إلى محكمة النقض فقط عند الطعن على ثاني حكم جنائي يصدر في نفس القضية.
"بلحة" لا يقبل المحسوبية!
8- وفي اتجاه آخر يتعلق بتسكين أولاده وزوجاتهم ونسيبه رئيس الأركان في مناصب قيادية وحساسة في الدولة، يكذب الجنرال "بلحة" قائلا:" أنا لا أقبل المحسوبية أو الوساطة، ولا أجامل أي شخص حتى أبنائي"!
ومعلوم أن السيسي لديه ثلاثة أبناء ذكور، وفتاة واحدة تدعى "آية"؛ حيث يعمل "مصطفى" ضابطًا بالرقابة الإدارية، ويعمل "محمود" ضابطًا في المخابرات العسكرية، أمّا المفاجأة فهي ابنه "حسن" والذي يعمل مهندسًا بإحدى شركات البترول، على الرغم من أنّه خريج كلية "اللغات والترجمة"؛ ما يوضح حقيقة الواسطة والمحسوبية، التي زعم السيسي سابقًا أنّه لم يستخدمها لصالح أبنائه.
كما أصدر السيسي قرارًا جمهوريًا بتعيين دفعة جديدة في وظيفة معاون للنيابة الإدارية، كان من أبرز الأسماء التي تم تعيينها "هاجر حسين خليل السيسي" ابنة شقيق السيسي، وهو ما أثار غضب رواد موقعي التواصل الاجتماعي "فيس بوك" و"تويتر" حينها، معتبرين أن ذلك القرار يتناقض مع ما صرح به السيسي من قبل بشأن كرهه للمحسوبية والوساطة.
9- وهنا تاتي الأكذوبة التي تؤلم المصريين، الذين هددهم السيسي قائلا :" هتدفع يعني هتدفع"، واليوم في احتفال المولد النبوي يكذب عليهم بالقول :"الدولة بكافة أجهزتها تبذل قصارى جهدها لتوفير حياة أفضل للمصريين"!
ويتجاهل السيسي وجنرالاته صناع الأزمات أنه بعد طوفان ارتفاع الأسعار الذي ضرب مصر منذ استيلاء الانقلاب العسكري على مقدراتها، أصبح الفقر سمة أساسية يجسدها نسبة كبيرة من المصريين، وأصبحت "هياكل الفراخ" و"فواكه اللحوم"، بدائل للحوم والدجاج التي كانت متوفرة بأسعار زهيدة من قبل أن يعرف المصريون عبد الفتاح السيسي الشهير بـ"البومة".
فقبل أشهر أعلن عبد العزيز السيد، رئيس شعبة الدواجن، إن 50% من المصريين الذين يعانون من الفقر يعيشون على هياكل الفراخ، بسبب ارتفاع أسعار الدواجن والسلع الأساسية، وبعد ارتفاع الدولار أصبحت تلك "الهياكل" حلما صعب المنال!
10- ويمضي الجنرال "بلحة" في أكاذيبه بالقول :"بإمكاننا أن نعبر ترعة صغيرة الآن أفضل من أن نعبر بحرا كبيرا في المستقبل"، وهو المر الذي رد عليه الدكتور حمزة زوبع القيادي بجماعة الإخوان المسلمين، بعدم تفاؤله من المستقبل القادم لمصر في ظل وجود الانقلاب على الساحة.
وقال زوبع عبر حسابه الشخصي على "تويتر" :" نظره واحدة في وجوه مؤيدي السيسي تعطيك فكرة عن المستقبل الأسود الذي ينتظر مصر شاهت الوجوه شاهت الوجوه شاهت الوجوه".
"بلحة" يكذب في مرتبات الحكومة!
11- وعن أكذوبة رفع مرتبات الموظفين المدنيين، قال الجنرال "بلحة" :"تم رفع مرتبات الحكومة من 80 مليار جنيه إلى 230 مليار جنيه"، بينما في الوقت الذي قررت فيه سلطات الانقلاب في مصر زيادة رواتب الضباط بالجيش يطالبون المواطن المصري بالتقشف وبالصبر على زيادة الأسعار، وحتماً لا يستطيع المواطن المصري البسيط أن يعترض وإلا سيكون مصيره إذا تظاهر أو اعترض إما القتل أو الاعتقال.
أما عن أكذوبة زيادة مرتبات الحكومة ففيما عدا مرتبات ضباط الجيش والشرطة والقضاء الضخمة فوق المعتاد، تظل هناك حالة من التعتيم حول مالية الجيش ورواتب كبار القادة والجنرالات والتي تعتبر باهظة مما لاشك فيه، لاسيما في ظل انقلاب الثالث من يوليو 2013 الذي عمد للاستيلاء على السلطة.
12- ولأن الكذب بلا قدمين، سقط الجنرال "بلحة" في شر أعماله، عندما قال أن :"رغيف الخبز الآن تكفلته 65 قرشا ويتم توزيع 5 أرغفة كل يوم على 90 مليون إنسان ولا مساس بأسعار الخبز المدعم".
بعد سيطرة العسكر علي منظومة التكييف ولبن الأطفال يطل علينا الانقلاب من جديد معلنا السيطرة علي منظومة الخبز وبطاقات التموين الذكية وإسناد المهمة لوزارة الإنتاج الحربي بدلا من وزارة التموين.
ونال قرار تعويم الجنيه وتحرير سعر الصرف الذي رفع الدولار بالبنوك وجعلها تحل محل السوق السوداء، من جميع السلع في مصر وكل شيء يباع زاد سعره بصورة كبيرة وغير محتملة من غالبية أفراد الشعب المصري الذين يعانون الأمرين في قضاء احتياجاتهم اليومية.
وقد ارتفعت أسعار الخبز الأبيض المسمى بالطباقي والذي كان يباع بجنيه واحد للرغيف وكانت أسرا كثيرة بمصر تحرص على شراء هذا الخبز للأطفال خوفا على حياتهم من الخبز الأسمر المدعوم لاحتوائه على فطر الإرجوت.
13- ختامًا يقول الجنرال "بلحة" :"كانت لدينا معلومات عن إنفاق دول الكثير من الأموال لتدمير مصر يوم ١١/١١.. اتركونا نبني بلدنا"، العجيب أن كل قرارات الانقلاب الاقتصادية والسياسية صدرت باستعجال وسرعة ملحوظة، كأن السيسي يريد أن يلحق بركب الثورة التي دعت لها "حركة غلابة" .
وكأن السيسي والعسكر لا يخشون من الشعب المصري وسوف يسيطرون على الوضع بانتشار الجيش في 6 ساعات كما قال السيسي في خطاب له وان الخشية فقط تأتي حينما يتولى التيار الإسلامي زمام الأمور وينزل بكل قوة فقط ويعتبرون بقية الشعب مقدورا عليه.
والأرجح أن العسكر يريد أن يحشد بالفعل لخروج أكبر في ثورة الغلابة وهم يستعدون لها بالفعل ويحضون بقراراتهم على خروج الناس، ليقوم العسكر بفرض حالة الطوارئ بالبلاد وإعلان الأحكام العرفية قبل ذكرى ثورة يناير القادمة.
وفي كل الأحوال فقد بات الشعب المصري يؤمن بسبب خراب الانقلاب، أن الثورة سوف تنتصر على جمهورية الجنرالات اللصوص، لاقتلاع نظام مبارك الذي لم يرحل بعد، بل جاء ألف مبارك ومبارك في أردأ استنساخ ممكن في 30 يونيو 2013.
«إحنا اللي ما بيرضيش ربنا بنقف وراه وبنأيده".. جملة لن ينساها الشعب المصري لقائد الانقلاب عبدالفتاح السيسي، وقد أجراها الله على لسانه في خطاب أمام 90 مليون مصري، والغريب انه لم يتراجع ويعتذر عنها، حتى جاء اليوم ووقف مستغلا ذكرى ميلاد النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم، ليمرر إلى المصريين عدة أكاذيب مفضوحة تحت ستار محبة النبي محمد.
وفي احتفال "أوقاف" الانقلاب اليوم بذكرى المولد النبوي، انبرى الجنرال "بلحة" وتناول في كلمته عدة أكاذيب، رصدت "الحرية والعدالة" منها 13 كذبة.
1- قال الجنرال "بلحة": "ما نحن فيه الآن بسبب حالة التشرذم التي شهدتها مصر خلال العقود الماضية"، في حين أن التشرذم الآن وتمزق النسيج الوطني المصري مرده إلى انقلاب 3 يوليو 2013، عندما قاد الجنرال "الخائن" الدولة العميقة والمجلس العسكري للإطاحة بالتجربة الديمقراطية التي انبثقت عن ثورة 25 يناير، واعتقال الرئيس المنتخب محمد مرسي.
2- وأضاف الجنرال "بلحة": "تصويب الخطاب الديني معركة فكرية كبرى ولا مكان للجماعات "الإرهابية" في مصر"، وتظهر هنا إصراره المستميت على تجفيف منابع التدين في مصر، بعد تأميم المساجد، وحظر أي نشاط ديني.
كما عمد الجنرال "بلحة" إلى اعتقال عدد كبير من العلماء، ومشايخ الأزهر والدعوة، وقتل العديد منهم في فض اعتصامي رابع والنهضة، ويطلق لفظ "الإرهاب" في إعلام الانقلاب على كل من يعارض الانقلاب في مصر.
3- وتابع :"مطالبون بوقفة مع النفس لنواجه الدخيل على الدين الحنيف ونرفض ما يعادي العقل"، فيما يؤكد المفكر د. سيف الدين عبد الفتاح أن: "السيسي لا يمتلك رؤية أو فكر ويرى نفسه حارسا للدين لذا يعادي التيارات الإسلامية".
كما فعل في الاحتفال السابق بالمولد النبوي الشريف حين وصف المسلمين بالإرهاب قائلا مليار ونصف مسلم سيقتلون العالم كله ليعيشوا هم وطالب يومها رجال الأزهر بثورة دينية على النصوص التي تحض في رأيه على العنف!
ودائما ما يتهكم السيسي على الإسلام والمسلمين فتارة يقول إن مليار ونصف (عدد المسلمين في العالم) يحكمون العالم بأهوائهم ويفرضون عليهم ما يحبون، الأمر الذي يكذبه التاريخ الإسلامي لأن الإسلام ما انتشر إلا بالرحمة وبالمعاملة الحسنة ولم يطالب أحد من المسلمين بقتل من يخالفه.
وبعد كل خطاب من خطابات السيسي يظهر ببعض الأفكار التي تثير المخاوف لدى الكثير من المصريين حول مستقبل بلدهم الإسلامي، وخوفا من أن يتحول إلى بلد علماني يمنع فيه رفع الأذان وتغلق فيه المساجد كما فعل أتاتورك في تركيا بعد انهيار الدولة العثمانية (الخلافة الإسلامية). خاصة بعد أن قام وزير التربية والتعليم في حكومة الانقلاب بحذف سيرة صلاح الدين الأيوبي وعقبة بن نافع من المناهج الدراسية لأنهما -برأيه- يحضان على العنف.
تجديد الخطاب الديني طبعة الانقلاب
4- يقول الجنرال "بلحة" :"تم تشكيل لجنة لدراسة سبل الإسراع في تجديد الخطاب الديني بمشاركة كبار العلماء"، ودائماً ما يقوم الانقلاب منذ أتى بالتدليس على الكلمات ومحاولة أن يقوم بملئها بمعانٍ مغلوطة وخطاب زائف لا يُبتغى منه إلا أن يُحدث انقلابا في الأفهام وقلبا للمعاني.
من جملة هذه الكلمات الحديث عن "تجديد الخطاب الديني"؛ تحت هذا العنوان يمكن أن يُعبث بأي شيء والحديث في كل شيء، من دون أي ضوابط في ظل حديث أشبه بالمهاترات والمزايدات لا يمكن أن يعبر بحال عن صحيح الدين أو عما يمكن أن يحمله هذا الدين للبشرية.
ويحاول السيسي احتكار الدين هو فقط وسدنته ومسانديه، والدين في اعتباره مساحة يملؤها هو كيفما يريد تحت دعوى أنه مسئول عن دين الجميع والمجتمع والدولة، هذه الرؤية لا تؤمم الدين فحسب ولكنها أبعد من ذلك تغتصب الحديث باسمه أو التطبيق المتعلق به حتى لو استباحت ثوابته أو تراثه.
5- ويضيف الجنرال "بلحة" :"هناك من يعمل على هدم الدولة منذ 3 يوليو"، ويحاول السيسي تزييف تاريخ الثالث من يوليو 2013 عندما انقلب على أول رئيس مصري مدني منتخب في تاريخ مصر محمد مرسي، وأعلن عزله، واحتجزه في مكان غير معلوم، وعطّل العمل بالدستور، وأصدر أوامر باعتقال المئات من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين أحيلوا لاحقا إلى المحاكمة، وصدرت أحكام بإعدام العديد منهم.
وبلغت الضغوط التي تعرض لها الرئيس محمد مرسي ذروتها، ونظم معارضوه سلسلة من المظاهرات باركها الجيش تطالبه بالتنحي، أطلق عليها القائمون على الانقلاب لاحقا اسم" ثورة 30 يونيو"، معتبرين أنها تماثل ثورة 25 يناير 2011 التي أطاحت بالرئيس المخلوع حسني مبارك.
6- وفي كذبة أخرى يضيف الجنرال "بلحة" :"تشكيل لجنة لدراسة سبل الإسراع في تجديد الخطاب الديني بمشاركة كبار العلماء"، بينما أكد وزير الثقافة في حكومة الانقلاب "حلمي النمنم" أن ملف ما يعرف بتجديد الخطاب الديني سينقل إلى وزارة الإنتاج الحربي وقطاع الأمن!
وقال النمنم خلال مؤتمر الشباب بشرم الشيخ إن: "القوات المسلحة ورجال الأمن يبذلون جهودا جبارة ويسقط منهم ضحايا كل يوم، لكن هذا هو الجزء الظاهر من المواجهة، أما المواجهة الحقيقية فهي تجديد الخطاب الديني".
تلك الكذبة يفضحها أن قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي دعا في مطلع سنة 2015 إلى ما سماها ثورة دينية للتخلص من أفكار ونصوص تم تقديسها على مدى قرون وباتت مصدر قلق للعالم كله في إشارة إلى رغبته في تحريف القرآن الكريم!
7- ومرة أخرى يقول الجنرال "بلحة" :"نواجه الفساد بآليات قانونية ولا ولن نتآمر على أحد"، يرد على تلك الكذبة أنه في سياق «القمع القانوني» الذي تشهده مصر منذ 3 يوليو 2013، عقدت إدارة التشريع في وزارة العدل بحكومة الانقلاب اجتماعات مكثفة أمس الأربعاء، مع عدد من ممثلي أندية القضاة ومحاكم الاستئناف لوضع مشروع جديد لتعديل قانون الإجراءات الجنائية، يسمح بالإسراع في تأييد أحكام الإدانة الصادرة ضد الثوار في قضايا “الإرهاب والعنف والتظاهر”، ما يعد في نظر فقهاء قانونيين “جريمة خيانة” يقوم بها السيسي.
وينتمي أغلب المتهمين في تلك القضايا إلى جماعة الإخوان المسلمين، وذلك من دون أن تصل القضية إلى محكمة النقض في فرصة الطعن الأولى، على أن تصل القضية إلى محكمة النقض فقط عند الطعن على ثاني حكم جنائي يصدر في نفس القضية.
"بلحة" لا يقبل المحسوبية!
8- وفي اتجاه آخر يتعلق بتسكين أولاده وزوجاتهم ونسيبه رئيس الأركان في مناصب قيادية وحساسة في الدولة، يكذب الجنرال "بلحة" قائلا:" أنا لا أقبل المحسوبية أو الوساطة، ولا أجامل أي شخص حتى أبنائي"!
ومعلوم أن السيسي لديه ثلاثة أبناء ذكور، وفتاة واحدة تدعى "آية"؛ حيث يعمل "مصطفى" ضابطًا بالرقابة الإدارية، ويعمل "محمود" ضابطًا في المخابرات العسكرية، أمّا المفاجأة فهي ابنه "حسن" والذي يعمل مهندسًا بإحدى شركات البترول، على الرغم من أنّه خريج كلية "اللغات والترجمة"؛ ما يوضح حقيقة الواسطة والمحسوبية، التي زعم السيسي سابقًا أنّه لم يستخدمها لصالح أبنائه.
كما أصدر السيسي قرارًا جمهوريًا بتعيين دفعة جديدة في وظيفة معاون للنيابة الإدارية، كان من أبرز الأسماء التي تم تعيينها "هاجر حسين خليل السيسي" ابنة شقيق السيسي، وهو ما أثار غضب رواد موقعي التواصل الاجتماعي "فيس بوك" و"تويتر" حينها، معتبرين أن ذلك القرار يتناقض مع ما صرح به السيسي من قبل بشأن كرهه للمحسوبية والوساطة.
9- وهنا تاتي الأكذوبة التي تؤلم المصريين، الذين هددهم السيسي قائلا :" هتدفع يعني هتدفع"، واليوم في احتفال المولد النبوي يكذب عليهم بالقول :"الدولة بكافة أجهزتها تبذل قصارى جهدها لتوفير حياة أفضل للمصريين"!
ويتجاهل السيسي وجنرالاته صناع الأزمات أنه بعد طوفان ارتفاع الأسعار الذي ضرب مصر منذ استيلاء الانقلاب العسكري على مقدراتها، أصبح الفقر سمة أساسية يجسدها نسبة كبيرة من المصريين، وأصبحت "هياكل الفراخ" و"فواكه اللحوم"، بدائل للحوم والدجاج التي كانت متوفرة بأسعار زهيدة من قبل أن يعرف المصريون عبد الفتاح السيسي الشهير بـ"البومة".
فقبل أشهر أعلن عبد العزيز السيد، رئيس شعبة الدواجن، إن 50% من المصريين الذين يعانون من الفقر يعيشون على هياكل الفراخ، بسبب ارتفاع أسعار الدواجن والسلع الأساسية، وبعد ارتفاع الدولار أصبحت تلك "الهياكل" حلما صعب المنال!
10- ويمضي الجنرال "بلحة" في أكاذيبه بالقول :"بإمكاننا أن نعبر ترعة صغيرة الآن أفضل من أن نعبر بحرا كبيرا في المستقبل"، وهو المر الذي رد عليه الدكتور حمزة زوبع القيادي بجماعة الإخوان المسلمين، بعدم تفاؤله من المستقبل القادم لمصر في ظل وجود الانقلاب على الساحة.
وقال زوبع عبر حسابه الشخصي على "تويتر" :" نظره واحدة في وجوه مؤيدي السيسي تعطيك فكرة عن المستقبل الأسود الذي ينتظر مصر شاهت الوجوه شاهت الوجوه شاهت الوجوه".
"بلحة" يكذب في مرتبات الحكومة!
11- وعن أكذوبة رفع مرتبات الموظفين المدنيين، قال الجنرال "بلحة" :"تم رفع مرتبات الحكومة من 80 مليار جنيه إلى 230 مليار جنيه"، بينما في الوقت الذي قررت فيه سلطات الانقلاب في مصر زيادة رواتب الضباط بالجيش يطالبون المواطن المصري بالتقشف وبالصبر على زيادة الأسعار، وحتماً لا يستطيع المواطن المصري البسيط أن يعترض وإلا سيكون مصيره إذا تظاهر أو اعترض إما القتل أو الاعتقال.
أما عن أكذوبة زيادة مرتبات الحكومة ففيما عدا مرتبات ضباط الجيش والشرطة والقضاء الضخمة فوق المعتاد، تظل هناك حالة من التعتيم حول مالية الجيش ورواتب كبار القادة والجنرالات والتي تعتبر باهظة مما لاشك فيه، لاسيما في ظل انقلاب الثالث من يوليو 2013 الذي عمد للاستيلاء على السلطة.
12- ولأن الكذب بلا قدمين، سقط الجنرال "بلحة" في شر أعماله، عندما قال أن :"رغيف الخبز الآن تكفلته 65 قرشا ويتم توزيع 5 أرغفة كل يوم على 90 مليون إنسان ولا مساس بأسعار الخبز المدعم".
بعد سيطرة العسكر علي منظومة التكييف ولبن الأطفال يطل علينا الانقلاب من جديد معلنا السيطرة علي منظومة الخبز وبطاقات التموين الذكية وإسناد المهمة لوزارة الإنتاج الحربي بدلا من وزارة التموين.
ونال قرار تعويم الجنيه وتحرير سعر الصرف الذي رفع الدولار بالبنوك وجعلها تحل محل السوق السوداء، من جميع السلع في مصر وكل شيء يباع زاد سعره بصورة كبيرة وغير محتملة من غالبية أفراد الشعب المصري الذين يعانون الأمرين في قضاء احتياجاتهم اليومية.
وقد ارتفعت أسعار الخبز الأبيض المسمى بالطباقي والذي كان يباع بجنيه واحد للرغيف وكانت أسرا كثيرة بمصر تحرص على شراء هذا الخبز للأطفال خوفا على حياتهم من الخبز الأسمر المدعوم لاحتوائه على فطر الإرجوت.
13- ختامًا يقول الجنرال "بلحة" :"كانت لدينا معلومات عن إنفاق دول الكثير من الأموال لتدمير مصر يوم ١١/١١.. اتركونا نبني بلدنا"، العجيب أن كل قرارات الانقلاب الاقتصادية والسياسية صدرت باستعجال وسرعة ملحوظة، كأن السيسي يريد أن يلحق بركب الثورة التي دعت لها "حركة غلابة" .
وكأن السيسي والعسكر لا يخشون من الشعب المصري وسوف يسيطرون على الوضع بانتشار الجيش في 6 ساعات كما قال السيسي في خطاب له وان الخشية فقط تأتي حينما يتولى التيار الإسلامي زمام الأمور وينزل بكل قوة فقط ويعتبرون بقية الشعب مقدورا عليه.
والأرجح أن العسكر يريد أن يحشد بالفعل لخروج أكبر في ثورة الغلابة وهم يستعدون لها بالفعل ويحضون بقراراتهم على خروج الناس، ليقوم العسكر بفرض حالة الطوارئ بالبلاد وإعلان الأحكام العرفية قبل ذكرى ثورة يناير القادمة.
وفي كل الأحوال فقد بات الشعب المصري يؤمن بسبب خراب الانقلاب، أن الثورة سوف تنتصر على جمهورية الجنرالات اللصوص، لاقتلاع نظام مبارك الذي لم يرحل بعد، بل جاء ألف مبارك ومبارك في أردأ استنساخ ممكن في 30 يونيو 2013.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق