فورين بوليسي: حتى الأقباط تخلوا عن السيسي.. وانهياره مستمر
11/12/2016 08:54 ص
أشار تقرير لمجلة فورين بوليسي الأمريكية إلى تخلي أقباط مصر عن السيسي تدريجيًا بعدما كانوا يرونه هو المخلص لهم، واعتبروه "هدية السماء" لهم، ولم يعودوا يرون فيه منقذًا لهم، وأنه لا يختلف عن أسلافه من الرؤساء السابقين، وإن استفاد من دعمهم له.
وذكر أنه في ظل إخفاق السيسي في الارتقاء إلى مستوى توقعات الأقباط، فإن الكثيرين منهم باتوا يرتابون في أهدافه واستغلاله لهم، دون ذكر تفاصيل.
واعتبر التقرير -المنشور مؤخرًا- أن وضع الأقباط الحالي الذي أسماه بـ "غير المريح في المجتمع المصري"، يعكس "المنحَدَر" الذي وصل إليه الرئيس السيسي، في ظل تعاظم المشاكل امامه، وآخرها تدهور الاقتصاد المصري في الأشهر الأخيرة واستمرار صراع حكومته مع "التطرف الإسلامي".
ورأت المجلة أن العديد من الأقباط ينتابهم الآن شعور بأن السيسي "أخفق في الوفاء بوعده" الذي كان قد قطعه قبل ثلاث سنوات، بإقرار ما أسماه "المساواة في المجتمع المصري"، وأنهم بعدما كان يُنظر لهم على أنهم سند للنظام، باتوا الآن يشكلون "تحديًا متعاظمًا" للحكومة.
لم يعد مرسل السماء.
ونقلت المجلة عن أقباط كثيرين اعتقدوا بادئ الأمر أن السيسي "أرسلته السماء" لهم، إنهم أُصيبوا بخيبة أمل بعد فشله في التصدي لما وصفه كاتب المقال بالظلم الذي ظلوا يتعرضون له أمدا طويلاً، وقالت إن موجة الاحتجاجات تصاعدت وسط الطائفة المسيحية في الشهور الأخيرة إلى درجة غير مسبوقة، في مؤشر على حالة الاستياء.
وقالت إن حب السيسي سقط من اعتبارهم، مثل "بيشوي أرمانيوس"، وهو مهندس كهربائي يبلغ من العمر 30 عامًا من إحدى ضواحي القاهرة، كان من بين أكبر المعجبين السيسي وخرج مع الآلاف من المصريين دعمًا له، والآن هو غاضب.
حيث يقول الآن: "كنا نصلي من أجل أن يحدث التغيير وينقلب السيسى علي مرسي وينقذنا من المصير الذي كان يقودنا اليه مرسي واعتبرنا أن السيسي أنقذ مصر، ولكننا نشعر الان أنه قد أخفق في الوفاء بوعد بالمساواة لنا الذي تحدث عنه قبل ثلاث سنوات، حتى زادت احتجاجاتنا في الأشهر الأخيرة إلى درجة لم يسبق لها مثيل.
وتنقل المجلة أيضًا أن القس قبطي مكاري يونان، ادعى أن السيسي "تم إرساله من السماء"، ولكن فشل السيسي في معالجة ما أسماه "المظالم التي طال أمدها"، دفعت الأقباط يشعرون الآن بخيبة الأمل من السيسي الذي أخفق في الوفاء بوعده لهم.
تقول المجلة الامريكية إنه على الرغم من سجل الدولة المصرية "المزري" في حقوق الإنسان، فإن غالبية المسيحيين حشدوا قواهم خلف السيسي عندما استولى على مقاليد السلطة في البلاد في 2013، لأن الكثيرين منهم بدوا "قلقين من الحكم الإسلامي" بقيادة الرئيس محمد مرسي، وخشوا من أنه سيفاقم وضعهم "المحفوف بالمخاطر" على حد تعبير الكاتب.
أقباط درجة ثانية على مر الأزمنة
وتير المجلة لأن الأقباط يشعرون أنهم درجة ثانية على مر الازمنة، وأن هناك "تمييز ممنهج" ظل الأقباط يتعرضون له خلال فترات حكم الرؤساء "الطغاة" المتعاقبين، مشيره لمشاكل وقيود تفرضها الحكومات على بناء الكنائس، وتزايد العنف الطائفي، دون أن تشير المجلة لقانون بناء الكنائس الجديد الذي أعطاهم مزايا كبيرة.
ومما يغضب الاقباط أيضًا بحسب المجلة مسألة المصالحات وجلسات الصلح التي تري السلطة أنها وسيلة مناسبة لحل النزاعات بين الطوائف، "لكنها لم تحقق الكثير في رفع الظلم، لأنها تتيح للمتورطين في أعمال العنف الإفلات من العقاب"، بحسب فورين بوليسي.
وقالت الصحيفة إن أحد المؤشرات علي هذا الغضب القبطي المتصاعد ضد السيسي والذي صبٌّ للزيت على النار، كان توقيع عدد من المفكرين الأقباط عريضة أثناء زيارة السيسي إلى نيويورك لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر، أعربوا فيها عن معارضتهم للنظام (أرسلت الكنيسة عددًا من قادتها لإقناعهم بعدم التظاهر ضد السيسي).
ولكن المجلة تقول إنه حتى في أروقة الكنيسة القبطية ازدادت المعارضة لنظام السيسي، حتي إن أسقف المنيا الأنبا مكاريوس دأب على مقاطعة جلسات المصالحة، واتهم النظام بمعاملة الأقباط على أنهم "قبيلة غير مرغوب فيها.
وقالت المجلة إن الأقباط هم أكبر أقلية في مصر ويشكلون حوالي 10 في المئة من سكان مصر البالغ عددهم 92 مليونًا، وأنهم ظلوا يعانون من بناء كنائس أو حتى إصلاح دورات مياه الكنائس بدون إذن رسمي، وأن العلاقات بين الدولة والكنيسة تدهورت بشكل حاد في السبعينات في عهد الرئيس أنور السادات، وتمثلت في نفي البابا شنودة الثالث رأس الكنيسة القبطية لاحد الأديرة.
وعلى الرغم من أن العلاقة تعافى بعد وفاة السادات، والموقف من الأقباط تغير للأفضل، ظل بناء الكنائس "ورقة مساومة"، ووافق مبارك، على بناء 10 كنائس خلال العقد الأول من ولايته، ثم 10 أخرى بمعدل سنوي مماثل، ووافق خلفه مرسي على بناء كنيسة واحدة.
وأن القانون الذي طال انتظاره لتنظيم بناء الكنائس من قبل البرلمان المصري في أغسطس الماضي، "لا يزال يعزز سيطرة السلطات ويتضمن أحكامًا أمنية تهدد قرارات بناء الكنائس وتخضعها لأهواء الرافضين لبناها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق