السبت، 17 ديسمبر 2016

"محمد البوعزيزي".. من هنا بدأ الربيع العربي

"محمد البوعزيزي".. من هنا بدأ الربيع العربي

 منذ 2 ساعة
 عدد القراءات: 249
"محمد البوعزيزي".. من هنا بدأ الربيع العربي
علي مر العصور ، كان هناك دائمًا من يضحي من أجل بقاء الوطن ، فالوطن يحتاج إلي تضحيات ابنائه لبقائه ، فهو شجرة طيبة لا تنمو إلا في تربة التضحيات وتسقى بالعرق والدم.
وهناك الكثير من الشباب في العالم العربي يضحون من أجل كرامة الوطن ،  وهناك من يكون شراره للثوره ولكنه لا يدري ذلك ، ففي يوم 17 ديسمبر أصبح "محمد البوعزيزي" هو مفجر ثورات الربيع العربي ، التي بدأت من تونس ،ومن ثم قامت الثورات في "مصر" و"ليبيا" و"سوريا" ، ولم يكن يدرك أنه سيكون شرارة الثورهة في تونس عندما أضرم النار بنفسه اعتراضًا علي أوضاعه .
هو شاب تونسي ،من عائلة تتكون من تسعة أفراد ، كان والده عاملًا في ليبيا وتوفي عندما كان يبلغ من العمر ثلاث سنوات ، وبعد ذلك تزوجت والدته من عمه.
وتلقى تعليمه في مدرسة مكونة من غرفة واحدة في قرية سيدي صالح ، واضطر "محمد" أن يعمل منذ العاشرة من عمره ، لأن عمه كان مريضًا ولا يستطيع العمل ، وهذا ما أدي إلي أن يترك المدرسة حتى يستطيع العمل لساعات أطول.

الحادث الشهير 

في فجر الجمعه 17 ديسمبر 2010 ، اعترض بعض من عناصر من الشرطة التونسيه ، عربة الفاكهة التي كان يجرها "محمد" في الأزقة محاولًا شق طريقه إلى السوق ، وحاولوا مصادرة بضاعته ، ولكن عمه رأى الواقعة فهرع لنجدة ابن أخيه وحاول إقناع عناصر الشرطة بأن يدعوا الرجل يكمل طريقه إلى السوق طلبًا للرزق ، وعندما لم تستجيب له عناصر الشرطه ذهب العم إلى مأمور الشرطة وطلب مساعدته ، واستجاب المأمور وطلب من الشرطية "فادية حمدي" التي استوقفت "البوعزيزي" برفقة شرطيين آخرين أن تدعه وشأنه ، وبالفعل استجابت "فاديه" للمأمور ولكنها استشاطت غضبًا لاتصال العم بالمأمور.
لم ينتهي الأمر هكذا ، فبعد انتهاء تلك الواقعه عادت "فاديه" إلي السوق من جديد ، وبدأت مصادرة بضاعة "البوعزيزي" ووضعت أول سلة فاكهة في سيارتها ، وعندما شرعت في حمل السلة الثانية اعترضها "محمد" ، فدفعته وضربته بهراوتها ، ثم حاولت الشرطية أن تأخذ ميزانه ، لكنه حاول مرة أخرى منعها ، وعندها دفعته هي ورفيقاها فأوقعوه أرضًا وأخذوا الميزان ، ثم بعد ذلك قامت الشرطية بتوجيه صفعة لـ"بوعزيزي" على وجهه أمام حوالي 50 شاهدًا ، وعندها عزت على "محمد" نفسه وانفجر يبكي من شدة الخجل ، وذلك بحسب شهاده الباعة وباقي الشهود الذين كانوا في موقع الحدث ، صاح بالشرطية قائلًا "لماذا تفعلين هذا بي؟ أنا إنسان بسيط ، لا أريد سوى أن أعمل".
بعد هذا حاول "محمد" أن يلتقي بأحد المسؤولين لكن دون جدوي ، وبعد ذلك عاد مره أخري الي السوق ،ثم أخبر زملاءه الباعة بأنه سوف يشعل النار في نفسه ولكنهم لم يأخذوا كلامه على محمل الجد .
وقف "البوعزي" أمام مبنى البلدية ، وأضرم النار في جسده ، وأسرع الناس وأحضروا طفايات الحريق ولكنها كانت فارغة ، ثم اتصلوا بالشرطة لكن لم يأت أحد ولم تصل سيارة الإسعاف إلا بعد ساعة ونصف من إشعال "البوعزيزي" النار في نفسه.
بعد ذلك تم نقل "محمد" إلى مركز الإصابات والحروق البليغة بـ"بنعروس" , كما زاره الهارب "زين العابدين بن علي" في محاولة لتهدئة الأوضاع وإمتصاص الغضب الشعبي الناتج عن الحادث ، كما نفت ايضًا الشرطية "فادية حمدي" صفعها لـ"بوعزيزي" وأصرت على براءتها.

وفاه "البوعزيزي".. بدأ الربيع العربي 

في يوم الثلاثاء 4 يناير 2011 توفي "محمد البوعزيزي" الذي يعد مفجر الثوره التونسيه ، والتي كانت شراره لثورات الربيع العربي ، بعد معاناه 18 يوم في مركز الإصابات والحروق البليغة بـ"بنعروس" عن عمر 26 عام ، متأثرًا بالحروق التي أصيب بها.
وفي جنازه "بوعزيزي" منعت بالقوه قوات الأمن التونسي ، مشيعي الجنازة من المرور أمام مقر المحافظة ، بعد أن كان "سالم" شقيق "محمد" قد أعلن أن الجنازة ستمر أمام مقر الولاية ، وقد شيع جثمانه الآلاف.

بدايه الثورة التونسية

أدى ما فعله "بوعزيزي" إلى اندلاع شرارة المظاهرات في يوم 18 ديسمبر 2010 ، وخرج آلاف التونسيين الرافضين أوضاع البطالة وعدم وجود العدالة الاجتماعية وتفاقم الفساد داخل النظام الحاكم ، ونتج عن هذه المظاهرات التي شملت مدن عديدة في تونس عن سقوط العديد من القتلى والجرحى من المتظاهرين نتيجة تصادمهم مع قوات الأمن ، وهو ما اجبر "بن علي" على إقالة عدد من الوزراء بينهم وزير الداخلية ، وتقديم وعود لمعالجة المشاكل التي نادى بحلها المتظاهرون ، كما أعلن عزمه على عدم الترشح لانتخابات الرئاسة عام 2014.
وبعد خطاب الهارب "بن علي" تم فتح المواقع المحجوبة في تونس كاليوتيوب بعد 5 سنوات من الحَجب ، بالإضافة إلى تخفيض أسعار بعض المنتجات الغذائية تخفيضاً طفيفاً ، ولكن لم يكتفي الشعب التونسي بكل هذا ، فالاحتجاجات توسعت وازدادت شدتها حتى وصلت إلى المباني الحكومية ، هذا ما اجبر "بن علي" الهروب من البلاد بشكل مفاجئ بحماية أمنية ليبية إلى السعودية يوم الجمعة 14 يناير 2011.

تخليد ذكراه

في 27 أكتوبر 2011 ، اختار البرلمان الأوروبي "محمد" مع أربعة مواطنين عرب آخرين ، وذلك للفوز بجائزة ساخاروف لحرية الفكر.
وفي 4 فبراير 2011 ، أعلن "برتراند ديلانو" عمدة العاصمة الفرنسية باريس ، عن إقامة تمثال تذكاري تخليدًا للبوعزيزي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

عاجل | إذاعة الجيش الإسرائيلي: صفارات الإنذار دوت تحذيرا من صواريخ باليستية أطلقت من لبنان على منطقة تل أبيب

عاجل | إذاعة الجيش الإسرائيلي: صفارات الإنذار دوت تحذيرا من صواريخ باليستية أطلقت من لبنان على منطقة تل أبيب 14/10/2024|آخر تحديث: 14/10/20...