ماذا لو قررت أمريكا التخلي عن السيسي؟
25/12/2016 01:19 م
كتب- سيد توكل:
يؤكد مراقبون أمريكيون أنه مع اتساع الهوة السوداء التي تبتلع الاقتصاد المصري، سيدرك الرئيس الأمريكي الجديد "دونالد ترامب" عند نقطة ما، أنّه لا فوز مع قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي، وقد كافحت مصر لسنوات لإبقاء رأسها خارج المياه، لكنّ العسكر قد أحرقوا نصف احتياطيات مصر من النقد الأجنبي منذ ثورة يناير عام 2011، فهل سيغض "ترامب" النظر عن فشل السيسي في مصر؟ وهل سيهب لنجدة مصر، كما ألمح "السيسي" ونواب برلمانه، الإجابة ربما تكون بـ"لا" مع قرار أمريكا بتحذير رعاياها من السفر إلى مصر.
وفي الوقت الذي يبذل فيه قائد الانقلاب في مصر عبد الفتاح السيسي جهودًا مضنية للبقاء تحت مظلة الأمريكان، وهي المهمة التي برأي مراقبين تتعرض للهزات، وبرغم دعم ترامب، بعد تحذير واشنطن لرعاياها من السفر إلى مصر خلال أعياد الكريسماس، في خطوة جاءت على خلفية انفجار الكنيسة البطرسية، والذي خلف 27 قتيلاً، ومن قبله انفجار قنبلة بكمين للشرطة بالهرم.
وقال تقرير أمريكي إن مشاكل السيسي تفاقمت إلى ثلاثة أضعاف؛ ما يرفع حجم الانتقادات الموجهة إليه منذ انقلابه على الرئيس محمد مرسي عام 2013، وفند التقرير الذي نشرته صحيفة “بيتسبرج بوست جازيت” الأمريكية، مشاكل السيسي مؤكداً أن العنف الذي تتبناه حكومة الانقلاب تسبب في تجفيف منابع السياحة و السفر.
وجاءت الولايات المتحدة الأمريكية، على رأس قائمة من 99 دول بينها كندا واستراليا، محذرة رعاياها من السفر لمصر إلا لأسباب اضطرارية يتمم مراجعتها مع المباحث الفيدرالية “FBI”.
وألزمت سفارة الولايات المتحدة بالقاهرة موظفيها وأفراد عائلاتهم بعدم السفر خارج القاهرة دون موافقة مسبقة، وتنصح جميع المواطنين بالنظرر بعناية في الآثار الأمنية المترتبة على السفر خارج منطقة العاصمة “القاهرة الكبرى”.
ويحظر على موظفي السفارة الأمريكية في مصر حاليا السفر في أي مكان في شبه جزيرة سيناء “شاملة شرم الشيخ”، في انتظار نتائج التحقيق في حادث تحطم طائرة ركاب روسية”، أو في المنطقة الصحراوية الغربية.
ترامب يدعم الديكتاتور
من جانبه قال “محمد بزي”، أستاذ الصحافة في جامعة نيويورك، أن :”تحقيق الأمن ليس الوعد الوحيد الذي نكث السيسي بالحفاظ عليه،، فعندما تولى السلطة، وعد الأخير بالعودة السريعة إلى الديمقراطية والحكم المدني، ولكن بدلًا من ذلك، تحول إلى ديكتاتور وطاغية، وهذا التحول يعتبر شاهدًا على المدى الذي ابتعد به الشرق الأوسط عن وعود وآمال ثورات الربيع العربي التي باشرت في وقت مبكر من عام 2011، والتي أطاحت بالرئيس المصري آنذاك حسني مبارك وغيره من الديكتاتوريين من على رأس السلطة”.
وعن منع أمريكا رعاياها من السفر إلى مصر، تابع:”وكغيره من ديكتاتوريي الجيل السابق في العالم العربي، حنث السيسي بوعوده بالإصلاح، في الوقت الذي حاول فيه إيجاد سبلًا جديدة لتعزيز سلطته وحكمه”.
مضيفًا: ”وأيضًا كالديكتاتوريين الذين سبقوه، تعلم السيسي بأن الاعتقالات الجماعية، المحاكمات الصورية، وقمع الحريات المدنية، ليست إجراءات كافية لقمع المعارضين للحكم”.
مؤكدًا: "بعيد انقلاب العسكر على محمد مرسي، القيادي في جماعة الإخوان المسلمين والرئيس المنتخب ديمقراطيًا، من السلطة في يوليو 2013،، هبطت مصر في دوامة من العنف والقمع والانتقام المتصاعد الذي تتبناه الدولة".
انهيار السياحة
بعد أكثر من حادثة في قطاع الطيران، وكذلك حوادث العنف، وبخاصة تجاه السائحين، تأثرت السياحة الوافدة إلى مصر بشكل كبير، وتراجع السفر بمعدلات تزيد عن 50% من حيث عدد السائحين.
وعن منع السفر تظهر بيانات ميزان المدفوعات عن النصف الأول من عام 2015-2016 وصول إيرادات السياحة إلى 2.7 مليار دولار، مقارنة بنحو أربعة مليارات دولار في الفترة المقابلة من عام 2014-2015.
وتفرض العديد من الدول من بينها أمريكا ووكالات السياحة حظرا على السفر إلى مصر حتى نهاية العام 2016.
وبرأي مراقبين فإن منع السفر يرسم خريطة ضبابية، نظرا لتراكم المشكلات الاقتصادية، وشعور المواطن بعدم الثقة،، واستمرار تراجع الخدمات بشكل دائم وبخاصة في مناطق الصعيد والعشوائيات، وانتشار الفساد، وغياب العدالة الاجتماعية، والاعتداء على سيادة القانون، وتفشي الفساد بصورة أكبر.
ترامب لن يمنح السيسي قُبلة الحياة
وعن منع السفر يقول الكاتب والمحلل السياسي “ناصر البنهاوي” أن :”السيسي يتفق مع ترامب في عداوة المسلمين والنظرة الدونية للفقراءء ومحاباة الأغنياء ورجال الأعمال وعدم الاكتراث بحقوق الإنسان واستخدام القوة العسكرية كأحد أهم أدوات السياسة الخارجية. فلا غرابة من تهليل السيسي وإعلامه بفوز ترامب فكلاهما نازى وفاشى ويمينى متطرف يستخدمان سياسة استعمارية قديمة هى فرق تسد”.
ويضيف: ”لكن إذا نظرنا للأمور بنظرة أعمق نجد أن نظام السيسي يتهاوى بالفعل عسكرياً وسياسياً واقتصاديًا وأخلاقيًا.. فالسيسي لن تكفيه أموال الكره الأرضية كلها بسبب حجم الفساد في نظامه. فقد أهدر أكثر من 100 مليار دولار في الأعوام السابقة كمنح من دول الخليج والدول المانحة”.
وتابع: ”يعتقد السيسي أن تحالفاته الجديدة مع روسيا وإيران ودونالد ترامب، إضافة إلى حليفته الإستراتيجية إسرائيل، سوف تطيل عمر الانقلاب، لكن ترامب لن يمنح السيسي مزيدًا من الأموال لأنه يعارض أي منح أو دعم مالى أمريكا حتى للأمم المتحدة والمنظمات الدولية وحتى لو منحه أموال فسوف يكون المقابل كبير جداً”.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق