الجارديان تحذر قادة الغرب: الربيع العربي يعود أشد عنفًا بسبب القمع والفساد
03/01/2017 03:35 م
كتب- كريم محمد:
لا يحتاج المراقب العربي لتحليلات غربية ليتكشف أن ثورة وربيع عربي جديد قادمة ستقتلع هذه المرة الفساد من جذوره وقد لا تكون بيضاء مثل موجات 2011، بعدما سفكت الثورات المضادة للحكومات دماء الابرياء، ولكن التقارير التي ترصدها صحف غربية من حين لأخر يبدو أنها تقرع الاجراس الي الحكومات الغربية قبل حكومات الانقلابين.
آخر هذه التقارير المحذرة من ربيع عربي جديد قادم لا محالة هي جريدة الجارديان البريطانية التي كتبت افتتاحيتها عدد 2 يناير 2017 بعنوان: "ستحدث مرة اخري" في إشارة للربيع العربي، معدده اسباب الانفجار مرة أخرى بالقمع الشديد واستشراء الفساد.
لذلك كان من اللافت أن يقول التقرير البريطاني في حديثه للساسة الغربيين في ختام التقرير: "ما من شك في أن سياستكم الخاطئة؛ ستدفع هؤلاء الذين يحال بينهم وبين تغيير مجتمعاتهم بالوسائل الديمقراطية لتحويل غضبهم "إليكم"، أي إلى الخارج مثلما سيوجهونه للداخل.
هيئة تحرير الصحيفة البريطانية قالت فيما يشبه جرس الانذار للجميع، "إن الأسباب التي فجرت الثورات لم تنته، بل إن بعضها أصبح أشد وأنكى، بسبب القمع وإغلاق أبواب الاحتجاج السلمي أمام الشباب العربي الذي ربما يدفعهم للثورة بأشكال مباشرة وأكثر عنفا، وانتشار الفساد".
عودة الدكتاتورية العسكرية
"الجارديان"، التي كانت تشير لمرور ستة أعوام على بداية الربيع العربي، استعرضت بداية الربيع العربي في تونس بحادثة إشعال البائع التونسي المتجول النار في نفسه وموته في الرابع من يناير 2011، وانتقال الشرارة لدول عربية اخري أبرزها مصر التي تعاني ستة عقود من الاستبداد، ليسقط أربعة من حكام العرب.
وقالت إنه عقب الانقلابات المضادة وبعد مرور ستة أعوام قصيرة "باتت تلك الأحلام الآن في مهب الريح"، بعدما عادت "الدكتاتورية العسكرية" إلى الحكم في مصر، وانتهي الحال - بسبب التدخلات المختلفة - في كل من ليبيا واليمن وسوريا إلى حروب تحركها القوى الخارجية بالإنابة، باستثناء الحالة التونسية التي زعمت أن حزبها الاسلامي أوقف كافة نشاطاته الثقافية والدينية، وركز على السياسة متحولا بذلك إلى حزب ديمقراطي مسلم، على نسق الاحزاب المسيحية الأوروبية.
الأوضاع أكثر قابلية للانفجار
"الجارديان" قالت في افتتاحيتها أن الأوضاع أكثر قابلية للانفجار في البلدان العربية الان مقارنة بعام 2011 لأن الأسباب التي فجرت الثورات لم تتبدد ولم تختف، بل أصبحت الظروف التي استدعت الثورات في السابق أكثر شدة وغضبا.
وتضرب أمثلة على هذا بما أسمته "خلق القيادة المعطوبة في مصر الأزمات تلو الأخرى"، وازمات السعودية الاقتصادية بعد تراجع أسعار النفط وتزايد هجرة العرب إلى أوروبا عبر قوافل الهجرة غير الشرعية هربًا من بلادهم.
ويشير التقرير لأن "ظهور أكبر جيل عربي من الشباب هو الأفضل تعليمًا والأعلى تمدنًا في تاريخ المنطقة، ويفوق في تدينه ما كان عليه أقرانه في مناطق العالم الأخرى بمراحل، يعطي انطباعا بأنه قوة تدفع باتجاه عدم الاستقرار والاضطراب".
وأنه بدلا من استيعاب الحكومات العربية هذا لجأت الي القمع؛ وسحق المعارضة، دون معالجة الأسباب التي أوجدتها، ولذلك ليس عجبًا أن تحذر الأمم المتحدة (في تقرير الت
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق