عن المجلس الثوري والشيخ "عبد المقصود".. مالكم كيف تحكمون !
منذ دقيقة
عدد القراءات: 190
بقلم: نضال سليم
أيقظني أحد الأصدقاء في منتصف الليل ليخبرني أن علماء الأمة اجتمعوا على قيادة للثورة المصرية ، أحسست فى صوته فرحًا وأوحي إليّ بارقة أمل بهذة الخطوة ، أخيرًا سيزول الانقلاب وستجتمع ثورتنا على قيادة وطنية تخرج بنا من الوحل ويستعيد وطننا بها عافيته ، لكن السؤال الوحيد الذي راودني حينها لم يكن من هي القيادة ، بل سألته من هؤلاء العلماء ومن أعلن اجتماعهم ؟.
أجابني: "الشيخ محمد عبد المقصود أعلن تأييدة للمجلس" ، وبدأ بتحليل الموقف ، أن رجل مثل هذا ععلى قدر علمه واتساع دائرة معارفه من العلماء لابد أن يكون اجتمع معهم ، وأغلقنا المكاملة بالدعاء إلى الله أن يكلل مجهود كل وطني حر بانتصار راية الحق.
لم يحالفنى النوم مرة أخرى ، استبقت ظنوني يداى إلى الحاسوب ، وبدأت فى البحث عن المقطع المذكور وسمعته ، فى الحقيقة لم تكن هذه هى المرة الأولى التى يعلن فيها الشيخ محمد عبد المقصود تأييدة ودعمه للمجلس الثوري المصري ، ولكنى أردت أن أسجل لى ولكم هذه الحقائق ، لعلها تصل لفضيلته أو لأحد أعضاء المجلس الثوري ، أو لعلى أنصف اخوتي أمام الناس ، وأن أشهد الله على عملنا هذا.
مع إحترمى الكامل لفضيلة الشيخ ، ولكل الأحرار والشرفاء المناهضين لهذا النظام القمعي الغاشم ، من المناضلين المغتربين خارج حدود وطنهم ، وإني أعلم جيدًا حجم البلاء الذي يلم بهم كل ليلة ، ولكن تربينا على قاعدة سياسية كانت في الأصل غير ذلك ، جاء فيها "لا يفتي قاعد لمجاهد" ، بالطبع أنا لم أقصد أنكم تخاذلتم -معاذ الله- ، ولكن القصد ، أن من بالخارج لا يعلم ماذا ألم بنا ، حتى وإن شاهد على الشاشات واستمع إلى شهادات حية من الشارع المصري ، في الأصل ليس من رأى كمن سمع ، انتم تنامون بالليل مطمئنين ، لا تخافوا السير فى الشوارع وأنتم ذاهبون للعمل خشية بطش قوات النظام ، لا تعانون من الغلاء الفاحش ، وفجر الخصومة ، لا تعلمون مدي قبضتهم علينا ، لا تخرجون من منازلكم فجرًا بعد اتصال مفاجئ"الحملة دخلت المنطقة" ، كيف لكم أن تتحدثوا باسم قوم لا تعلمون مدى بؤسهم -وإن سمعتم عنها وعرفتوها-.
مع كامل احترامي أيضًا للمجلس الثوري المصري ، فمنذ أن تأسس في 8 أغسطس 2014 في الاجتماع الشهر بإسطنبول ، وهو يحاول أن يجد حلًا لإنقاذ الثورة ، ولكن كيف أن تنجح ثورتنا بمدد ممن اجهضوها ، كيف يذهب إلى واشنطن لتوضيح أسباب الإطاحة بالسيسي ! ، كيف أن نخاطب رئيس وزراء كندا -على سبيل المثال- ، لنوضح له الوضع الحالي في مصر من انتهاكات حقوق الانسان ، أستاذتى الأعزاء أعضاء المكتب التنفيذي للمجلس الثوري المصري ، ألم يخبركم أحدهم ، أن هؤلاء هم من أطلقوا يد عبد الفتاح السيسي في مصر ليعتقل ويعذب ويقتل ، ألم يقدموا له الأموال والعتاد؟ ، ألم يذهب بدعوات رسمية منهم إلى المحافل الدولية؟ ، ألم ينسق معهم "مكافحة الإرهاب"؟ ، ألم يرسل من أبنائنا جنود القوات المسلحة بعثات لتحارب في اليمن بأمرهم؟ ، ألم يغرق الحدود مع قطاع غزة المحاصر بأمرهم؟ ، ألم يُصدق وينفذ أحكام الإعدام -التى يرفضوها- على علم منهم؟ ، إذًا فكيف لكم أن تسألواا الجلاد عونًا.
أحبائي ، إن كانت مشكلتكم مع عبد الفتاح السيسي فإن طريقكم وطريق ثورتنا ليس سواء ، هذه الثورة خرجت لتعادي الولايات المتحدة الأمريكة ، والكيان الصهيوني ، ، خرجت لتعادي أباطرة الإمبريالية التى تخضع لهم مصر ، ليس الهدف هو إسقاط عبد الفتاح السيسي وإلا أبشركم بعزله وتعيين من هو أشد منه بطشاً، إنما نحن نسعى لاستقلال هذا الوطن ، وفرض كامل سيادة على كامل ترابه ، نسعى أن نكون ندًا كما كنا قبل الانقلاب العسكري الأول عام 1954 ، إنما نسعى لتكون لنا كلمة ، ويكون لنا رأى ، أن تكون كلمتنا من رحمنا ، لا من رحم الولايات المتحدة التى سعت لتنازل السيسي للسعودية عن تيران وصنافير لتسهيل الملاحة فى مضيق تيران ، نحن نسعى لاقتلاع هذا النظام الذي استعبدنا.
والله لا أظنكم تجهلون هذا ، فكيف لكن إن فعلتم هذا كله ، وكيف لكم وللشيخ أن تنسوا كل الأحرار المصابرين المثابرين في مصر ، لدينا مئات بل ألاف القيادات والعقول السياسية الفذة داخل المعتقل أو خارجه ، لدينا نماذج يمكن لها أن تصنع من هذا الوطن شيئًا فريدًا ، لن تصنعوه مع النظام الأمريكي أو التركي أو الكندي ، كل هؤلاء تحكمهم المصالح السياسية ، أما نحن فتحكمنا مبادئنا ، شريعتنا ورؤيتنا ، سعينا كان منذ أقدمنا عليه نحو الاستقلال التام وليس خط المنتصف.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق