"ميديل إيست" تكشف توقيت وطريقة الإطاحة بـ"السيسي".. قريبًا
ثراء الجيش وتجويع الشعب وانفجار الأسعار وقلة المخزون المتاح.. أهم أسباب سقوط النظام
منذ دقيقة
عدد القراءات: 699
رصد موقع "ميديل إيست آي" البريطاني ، حكايات المغتربين المصريين العائدين من زيارات سريعة لبلدهم ، أكدت فيه ، أنه وعلى الرغم من أن العام الجديد عادة ما يبدأ بالأمل ، لكن منذ أن تولى عبد الفتاح السيسي السلطة في مصر، أصبح من الصعب الحصول على الأمل بشكب نهائي.
ونقل "ميديل إيست آي" ، عن أحد العائدين من مصر إلى نيويورك قبل بضعة أيام ، إنه أصبح واضحًا أن انعدامًا للأمل ، وزيادة حالة الغضب، هم الحالة السائدة في العام الجديد وسط المصريين.
وأكد أن راتبه في نيويورك لا يمكنه حتى مواكبة التضخم المفرط في مصر ، وقال: "لقد قمنا بشراء غسالة بمبلغ 3500 جنيه مصر (195 دولارًا) منذ ثلاثة أعوام ، ووصل سعر نفس الغسالة إلى 17 ألف جنيه مصري (945 دولارًا)".
ورغم ذلك، فحال هذا الشخص أفضل بكثير من غيره كثيرين، من الطبقة المتوسطة والأقل من المتوسطة من المصريين، وكما هو حالهم، سيكون من الصعب على الجميع فهم التكهنات الرهيبة، ودون تغييرات سياسية واقتصادية ملحوظة وحالية، فليس من المرجح أن يكمل السيسي هذا العام في منصبه.
وأضاف "ميديل إيست آي" ، انه خلال هذا الأسبوع ، وفي نفس المقهى بنيويورك، التي كان 99% من زبائنها من المؤيدين للسيسي، واعتادوا في الماضي استخدام القوة الجسدية ضد المناهضين للسيسي، جرت محادثة مذهلة بخصوص من يمكن أن يحل محل السيسي؟.
مطرقة تبحث عن مسامير
إذا أردنا تقسيم عهد السيسي إلى نصفين ، فيمكننا القول بسلام إن الفشل أولوية للعقلية العسكرية، التي تعمل بمثابة مطرقة مع كل شيء في طريقها، وذلك على أنه مسمار يمكنها أن تدفعه أرضًا.
وسواء كانت تلك "المسامير" ، المواطن المصري السلمي ، ذا القناعة الإسلامية ، أو الناشطين ذوي الميول الثورية، والمثقفين والصحفيين، أو غير ذلك، وعلى ما يبدو أن السيسي جاء إلى منصبه، بعد أن قرر أن صوته يجب أن يكون الصوت الوحيد، الذي يسمعه المصريين.
يذكر أن بالعض تكن بأنه تنبأ لنفسه بأنه جمال عبد الناصر جديد، المستبد الذي قد ينقذ مصر من عناصر التدهور الاقتصادي والسياسي، ولكنه سيفعل ذلك بمبدأ "إنه طريقي أو الطريق السريع".
وعلى الرغم من أنه أمر ثابت أن السيسي كان واحدًا من المسؤولين، الذين أمروا بتنفيذ مجزرة رابعة العدوية ، وظل ليس لديه مشكلة في أن يصبح رئيسًا، لأن التصور العام حينها كان يدور بخصوص أنه سيخلص مصر من الإخوان المسلمين، وكان هذا كافيًا لضمان محاولته الترشح للرئاسة.
لكن فرض القبضة الحديدة، على مجموعة ارتكبت خطأ بتقديم حلول سياسية في إطار ديني، أمر واحد ، إن حل لغز أمة منهارة أمر آخر مختلف تمامًا.
إسكات المنتقدين
بعد فترة ليست طويلة، من الاعتقال الممنهج لأكثر من 80 ألفًا من المصريين، بسبب وجهات النظر السياسية، التي يراها النظام مزعجة، أصبح واضحًا أن إغلاق الأفواه المصرية، يمهد إلى المزيد من الهجوم على المنظمات غير الحكومية، ووسائل الإعلام بشكل عام.
لقد حاول بعض أتباع السيسي، الإشارة إلى أنها أقلية فاسدة، داخل الصفوف العليا في عالم السيسي، التي تستخدم تلك التكتيكات للأذرع القوية ، ويواصل السيسي نفسه الإصرار على أن الصحفيين المصريين، يتمتعون بحريات لم يسبق لها مثيل.
وقدم السيسي ملاحظة في سبتمبر ، عام 2015، قائلًا: ، "لا أريد أن أبالغ" ، في حين أنه كان يفعل ذلك، وواصل كلامه قائلًا ، "لكننا نتملك حرية تعبير غير مسبوقة في مصر".
لكن الحقائق على الأرض ، تُكذب ادعاءات السيسي، وقبل أشهر فقط، أطلقت عليه منظمة مراسلون بلا حدود لقب "المفترس لحرية الصحافة".
يذكر أن التأثير سلبي بشكل مضاعف ، وإذا كان الصحفيون لا يستطيعون تقديم تقارير بحرية، فنظام الضوابط والتوازنات يعتبر بائدًا منذ البداية وينكر الدور النقدي للسلطة الخامسة ، وينكر على المصريين حقهم في الحصول على المعلومات والتحليلات، ذات الأهمية القصوى، عندما تتعارض مع السرد المستمر للحكومة، الذي يعد مخالفًا للواقع.
يذكر أن الاستثمار المروع لقناة السويس، خير مثال على ذلك ، إن تكلفة المشروع 8.5 مليار دولار، لكن هناك فقط 0.0033% من الرسوم الجمركية للسفن التي تمر بالفعل عبر الممر المائي بعد اكتماله.
وكان للصحفيين المصريين، الحق في التحقيق وتقديم تقرير للقراء بشأن المشروع، قبل الشروع فيه، والآن في زمن الأزمة الاقتصادية، التي لا تضاهى، هناك ادخار لكمية إضافية مفيدة جدا من العملات الأجنبية تصل إلى 8.5 مليار دولار.
تجميد نفسه بالخارج
وأضاف "ميديل إيست آي" ، أن النصف الثاني من عهد السيسي، كان يمثل فشله الذريع مع الاقتصاد، حيث قدم كل ما هو أسوأ، من خلال إدارته السيئة للعلاقات الخارجية المتعددة، خصوصًا في منطقة الخليج المهمة بأكملها، التي فقدت تدريجيا إيمانها بالكفاءة المتزايدة لقيادته.
وبفقدان العضلات السياسية والمؤيدين السابقين في هذين المعسكرين الحاسمين، رفع السيسي درجة الحرارة على نفسه. إن الكثير من هؤلاء الذين كانوا مؤيدين له، في دولة الإمارات العربية المتحدة والسعودية، والنخبة من رجال الأعمال في مصر والطبقات المتوسطة العليا، ولا نتغاضى عن الـ27 مليون فقير مصري، بما في ذلك العديدين بالمجتمع المسيحي، يشعرون بأن السيسي لم يقف معهم، وأنه سرعان ما قفز من السفينة.
وقال الملياردير المصري نبيل ساويرس، في تغريدة بأواخر الشهر الماضي ، "لا أعرف كيف كان عام 2016 بالنسبة لكم، لكنه بالنسبة لي كان شنيعًا".
إذا كانت الأمور غير مستقرة سياسيًا واقتصاديًا، لدرجة تجعل رجلًا يعرف بأنه من "الطبقة العليا" يشكو ، فكيف تعتقد أن يكون الغالبية العظمى من الـ90 مليون مصري، ينظرون إلى العام الماضي تحت قيادة السيسي؟.
وإذا كان السيسي على وشك قضاء عام 2018 كمواطن، أو يواجه نفس مصير أسلافه، فالاقتصاد من سيكون بمثابة حبل المشنقة له. ومنذ النقاش الطويل بخصوص خفض قيمة الجنيه، الذي أصر صندوق النقد الدولي على أنه شرط أساسي للحصول على 12 مليار دولار، ارتفعت أسعار الفائدة على القروض.
وبعد نقاش مع العديد من المحللين في شهر نوفمبر، كان هناك اثنان من التوقعات المتفق عليها بشكل عام في جميع المجالات، وهي التضخم في مصر، بجانب الأسعار التي تتصاعد، بالتالي، فإن شبكات الأمان الاجتماعي أصبحت ذات أهمية قصوى.
ومن المحزن بالنسبة للشعب، ومن المحتمل بالنسبة للسيسي، فقد وقع الحدث الأول. لقد وصل التضخم إلى 20% وأكثر، لكن ليس هناك شبكات أمان اجتماعية للحديث عنه.
وخلال حديث عبر سكايب، لاحظ أحد الأطراف أن الطرف الآخر في مصر، كانت ترتدي سترة وتجلس تحت البطانية. ومن هنا علم أن الجو بارد في القاهرة، لذلك سألها لماذا لا تستخدم المدفأة. لقد كان جوابها، هل تعلم كم ارتفعت تكاليف الكهرباء، وكم سيكلفني استخدام هذه المدفأة؟
إن المصريين في حاجة إلى اتخاذ قرارات تحت قيادة السيسي، التي لا ينبغي لأي إنسان أن يقوم بها. وعندما يصبح هناك قدر كاف من المصريين يشعرون بالبرد والجوع والغضب، لن يكون هناك حسابات سياسية أو أمنية ستكون قادرة على عرقلة الطوفان، الذي لا مفر منه.
ثراء الجيش وتجويع الشعب
ومن جانب آخر، فالتعجيل بنهايته السياسية سيكون من خلال عدم قدرته على قيادة الأمة، سوى بكونه رجلا عسكريًا ، إن السيسي يعلم تماما أن بلاده تغرق بشكل سريع، نحو أدنى مستوياتها الاقتصادية غير المنظورة، ولا يزال يديرها لتصبح ثاني أكبر مشترٍ للأسلحة دوليا، بعد قطر، في ابعام 2015، وينفق ما يقرب من 12 مليار دولار.
عندما يكون المصريون من جميع الطبقات في هذه المرحلة، يواجهون صعوبة في شراء الأرز والسكر والشاي وزيت الطهي، بسبب انفجار الأسعار وقلة المخزون المتاح، فكيف يمكن للمرء أن يتوقع من إثارة الغضب، عندما يعلم أن المليارات تم إنفاقها على التسليح، الذي من المرجح بشكل كبير أن يستخدم في القمع، أكثر منه الحرب؟.
إن هذه ليست ديناميكية غير مألوفة، بالنسبة للحكام المستبدين في العالم فحسب، لكنها أيضا كثيرا ما تؤدي إلى نهاية غير مألوفة تماما للقصة.
وعند التفكير في قصة السيسي، تذكروا أن السياسة والإبقاء على السلطة، لغز مكعب روبيك للتحالفات وبناء العلاقات. ويرى البعض أن مرسي من قبله، أغضب عددا كبيرا جدا من المعسكرات القوية، ودفع الثمن.
إن السيسي ينسى ذلك الأمر ، والسنة المقبلة يجب أن تذكّره. إن اللحظة التي يبدأ فيها الأشخاص الخطأ، في الشرطة أو النخب العسكرية، في إدراك أن رئاسته تتناقض مع مصالحهم، سيصبح هامشًا تاريخيًا.
لا أحد في كامل قواه العقلية، يمكنه قول ما اليوم الذي سيتم الإطاحة بالسيسي فيه من السلطة ، إن التوقيت والطريقة وبواسطة من، بكل تأكيد وبشكل عميق، جزء لا يتجزأ من عالم المجهول.
لكن الأمر المؤكد، أنه بدلا من محاولة تصحيح العدد الذي لا يحصى من الأخطاء بالحكم، لا يزال السيسي ينظم مسيرته نحو الهاوية، باستخدام موهبته التراجيدية الكوميدية الخاصة ، وإذا استمر على هذا النحو، فنبوءة هذا العام الجديد سيتكون حقيقة واقعة، قبل نهاية العالم الجاري.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق