سيناريو مُخيف لثورة الجياع فى مصر
يرويه الباحث محمد غنيم
منذ دقيقة
عدد القراءات: 44
انطلق من أوائل العام الماضى، مصطلح جديد فى البلاد، كثر بشدة وارتبط بتحليلات الخبراء والمتخصصين، وهو التحذير من ثورة الجياع، جراء السياسات الهدامة التى يتبعها نظام العسكر، فى كل الأمور، وكأنه يريد فعليًا جر البلاد لفوضى لا يحمد عقباها، ولن تكون نافعة للبلاد بأى شكل من الأشكال.
ومع كل ذلك فإن النظام مصُّر على اكتمال طريقه فى تلك القرارات التى تجعل مخاوف السيناريو المعب لـ"ثورة الجياع" يقترب يومًا بعد الآخر، والذى قد يراه البعض أنه خروج لتظاهرات فى الشارع لا تبقى على شئ، ولكنه شئ آخر تمامًا، فالتظاهرات السلمية التى يجب أن تخرج وتسقط النظام، هذا هو موعدها من أجل انقاذ البلاد من تغول ثورة الجياع فيها.
وهذا ما كشفه الباحث محمد غنيم، الذى حذر من خطورة "ثورة الجياع"، مشيرًا إلى أن الناس تضع سيناريو طفولى للمسألة.
وقال "غنيم": "ثورة الجياع ليس معناها أن أهل بولاق يخرجوا علي على أهل الزمالك والمهندسين، وليس أيضًا أن حشود تتسلق الجدران الذى يعزل الكومباوند الذى تعيش فيه في التجمع، عن الجيتوهات اللي حواليه، ولا أن آلاف يمشوا في الشوارع يهشموا سيارتك ومحلك وباب منزلك، وهما بيهتفوا (جعانين) .. هذا تصور كاريكاتيري وطفولي".
وأضاف "غنيم" قائلاً: "ثورة الجياع معناها أن يطعنك شخص لا يعرفك بمطواة في بطنك وأنت تسير في الشارع من أجل مائة جنيه .. ولا شخص تعرفه طوال حياتك وتثق فيه وتآمنه على نفسك وأهلك، وفجأة يضطر لسرقتك، من اجل عدم مقدرته على دفع ثمن الدواء أو الطعام أو الملابس لأبنائه ، ولا شخص من "سواد عيشته" كرهك أنت ووكل من معه مال، وليس لديه مشكلة فى أن يراك تموت أمامه دون أن يهتز، لأنه بالنسبة له أنت أيضًا تراه يموت كل يوم، ولا تفعل شيئًا".
وتابع "غنيم": "ثورة الجياع ليس جزء من مستقبل أبوكاليبسي أو سيناريو مروع محتمل ، وإنما حقيقة وواقع نحن نعيشهم بالفعل وكل يوم بتزداد مظاهرهم على مجتمعنا وحياتنا، وإذا لم يحدث تغيير فوري في أسلوب إدارة هذا الوطن، لن ينجو أحد ، مهما علينا الأسوار ومهما أنفقنا من تبرعات وزكاة مال ومهما سكتنا على بطش الباشا علشان يحرسنا، أو دفعنا إتاوات لشركات الحراسة الخاصة علشان بلطجيتهم وفتواتهم يحمونا من بلطجية وفتوات تانيين مؤقتا،إلى أن يأتى اليوم الذى لن يكفيهم ما بياخدوه، ويتحول حاميها لحراميها ونبقى لدينا بدل العصابة اتنين".
واستدرك: "ثورة الجياع جميعنا السبب فيها، ونحن من نغذيها، ونكبرها كل يوم، بصمتنا على ظلم وفشل الدولة اللي بيعانوا منه غيرنا بكلامنا التافه عن ضرورة ربط الحزام في حين أن غيرنا مش لاقي الهدمة اللي يربطها بحزام والحقيقة أن كلنا نستاهل تداعيات ثورة الجياع دي، لأننا أصلا بقينا مش شايفين من الغلابة والمطحونين غير أنهم خطر علينا، بدل ما نشوف قد ايه هما غلابة ومطحونين وكأنهم لو فضلوا غلابة ومطحونين بعيد عننا، يبقى تمام وعادي، و"خلقناكم طبقات" اللي احنا بنرددها بجهل دي، بالظبط زي ما الإرهابيين بيرددوا غيرها بنفس مقدار الجهل وهما بيجندوا الغلابة، علشان يقيموا دولة العدل ويقتصوا من أمثالنا الظالمين".
واستكمل: "ثورة الجياع توحش موجود داخلنا قبل ما يبقى موجود جوا اللي احنا خايفين منهم. لو رجعنا بني آدمين حنعيش ونموت بني آدمين.
إنما لو فضلنا متوحشين يبقى مانشتكيش لما وحش تاني ياكل عيالنا" .. مستدركًا: "اللي حصل في كافيه كيف واقع ويوم عن يوم حيزيد، ومش حيوقفه غير دولة ناجحة وعادلة وإلا حييجي اليوم - قريب جدا - اللي حنتمنى فيه كلنا، أننا نبقى زي سوريا والعراق" حسب تعبيره.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق