نكشف الوضع الجديد الذي تفرضه تل أبيب.. والحقائق الملحة للتنازل عن سيناء
"تصريحات "ليفني" تؤكد ما نشرته "الشعب" في طرحها الشامل للوضع
منذ 6 ساعة
عدد القراءات: 2500
- تهجير المسيحيين ليس أمرًا جديدًا.. الخطة يتم تنفيذها بعناية.
- النظام أحرق مزارع الزيتون وهدم مئات المنازل ، وهجّر ألاف المواطنيين من سيناء.
- الملك سلمان يدعم ويبارك التنازل عن سيناء.
قالت وزيرة الخارجية الصهيونية السابقة "تسيبي ليفني" ، أن الكيان الصهيوني "في حاجة إلى طلاق ودي مع الفلسطينيين" ، مبشرة بوضع جديد بدأت خطوطه ترتسم بين "تل أبيب" وواشنطن ، وعواصم إقليمية عربية ، أبرزها القاهرة وعمان ، بمشاركة ودعم الرياض.
وأضافت "ليفني" ، في مقال لها بمجلة "نيوزويك" الأسبوعية الأمريكية ، أن هناك "قسيمة الطلاق" قدمتها القاهرة نظير خدمات تقدمها تل أبيب وواشنطن ، وأضافت: "كنا نفكر كثيرًا في كيفية إنهاء الصراع مع الفلسطنيين ، لكن الحلول المطروحة حاليًا باتت أكثر أملًا".
تصريحات وزيرة الخارجية الصهيونية السابقة "تسيبي ليفني" التى تعتبر أول امرأة تشغل منصب زعم المعارضة في الكيان الصهيوني ، تثبت الطرح الشامل الذي قدمته جريدة الشعب لقراءها الأعزاء عن الوضع الراهن في سيناء ، والخطط الصهيونية التى تحاك من أجل قتل القضية الفلسطينية بالتعاون مع النظام العسكري الذي أصبح فى علاقات أكثر دفئًا مع الكيان الصهيوني بوجود عبد الفتاح السيسي.
التنازل عن سيناء ، بات احتمال ملحًا للمناقشة أكثر من أي وقت مضى ، بالنظر إلى تطورات الأوضاع الأمنية هناك ، والتي بدأت تفرز عمليات نزوح لأهالي شمال سيناء ، بسبب تصاعد العمليات هناك ، بالإضافة إلى التصريحات العديدة لمسؤولين صهاينه ، مثل الذي صرح به الوزير بدون حقيبه في حكومة الاحتلال "أيوب قرا" حول مناقشة رئيس الولايات المتحدة "دونالد ترامب" ، وبنيامين نتنياهو" ، رئيس وزراء الكيان الصهيوني ، لمقترح قدمه السيسي لإنشاء وطن للفلسطنيين على قطاع غزة وجزء من سيناء ، فيما عرف بـ"خطة التسوية".
نكرر.. قد يسخر البعض من القلق بأي أطروحة سياسية تتعلق بالصراع في المنطقة ، لكن لا ننسى أن وعد بلفور المشؤوم كان مجرد أطروحة سياسية وتحول إلى أمر واقع بعد ربع قرن ، وبعد محاولات عديدة من عدة دول.
تهجير السيناوية
المثير أن الزخم الذي صاحب هذه العملية لم يكن بقدر ما يحدث الآن ، عندما دار ترس النزوح ليطال المسيحيين ، بعد تصاعد عمليات استهدافهم وسط فشل قوات الجيش والشرطة التى تنتشر بكثافة في ربوع سيناء ، فهناك أكثر من 70 أسرة مسيحية استقبلتهم الكنيسة الإنجيلية بالإسماعيلية ، وسط توقعات بنزوح المزيد من العريش وعموم سيناء.
الأمر هذه المرة بات ينظر إليه على أن سيناء تشهد تهجيرًا مكتمل الأركان ، بشكل يسترعي انتباه القوى الدولية الكبرى ، كما لو أن أحدًا يريد لفت نظرها لهذا التطور تمهيدًا لحلول جديدة ، قد يكون مخططًا لها سلفًا، بما يعيد منطقية التساؤل الأكبر الذي يدور في نفوس الكثيرين من أبناء المنطقة العربية: "هل بالفعل تنظيم الدولة مؤسسة جهادية أم منظمة لها ارتباطات بقوى كبرى لرسم خريطة جديدة للمنطقة؟".
مصادر كنسية بالإسماعيلية قالت إن الأسر المسيحية وصلت إلى الكنيسة الإنجيلية بالمدينة على مدار اليومين الماضيين ، "خوفًا على حياتهم بعد استهداف أقباط داخل بيوتهم"، وذكر أحد الأقباط الفارين أن الأنباء تتردد بشكل مستمر عن وقوع اعتداءات وقتل وحرق منازل الأقباط في العريش.
يرى مراقبون ، أن عملية النزوح بدأت منذ شهور، عندما أجبر عشرات العائلات في منطقة الشيخ زويد ورفح على ترك منازلهم والرحيل ، بسبب حملات شنها الجيش المصري لهدم البيوت في تلك المنطقة المحاذية للشريط الحدودي بين مصر وقطاع غزة، بدعوى وجود فتحات للأنفاق، الموصلة من وإلى القطاع، بداخلها.
وليد الصفطي" ، عضو الأمانة العامة وأمين الفكر والدعوة بحزب الاستقلال ، أن ما يحدث في سيناء هو حلقة من سلسلة أحداث تهدف إلى إفراغها من سكانها لصالح العدو الصهيوني.
وتابع: "الذي يحدث من عمليات إخلاء سيناء هو في سبيل توطين جزء من الفلسطنيين في سيناء ، من أجل تفريغ منطقة القدس والضفة للصهاينة" ، مشيرًا إلى أن ما يحدث هو مخطط قديم وتم الإفصاح عنه أكثر من مره ، مؤكدًا أن النظام العسكري لن يعلن عن هذا بشكل مباشر ، ولن يتم تنفيذها بشكل صريح ، وإنما لابد من صناعة بعض الأزمات والإرهاصات ، وتهيئة المنطقة العربية لقبول التنازل عن القدس وما حولها ، حتى يتمكن من تنفيذ هذا المخطط.
وأشار عضو الأمانة العامة وأمين الفكر والدعوة بحزب الاستقلال ، إلى أن "ما تسمى بولاية سيناء هى احد الأسباب التى تتمكن بها الإدارة الصهيونية لتبرير الإعتداء المتكرر على سيناء" ، وصفًا اياهم بـ"الفرق الضالة التى صنعها محمد دحلان ورجاله بمساعدة النظام العسكري" ، مؤكدًا أن تهجير المسحيين من سيناء ، أمر مرفوض بشكل تام ، وأشار إلى أن إخراج أى مصري من أرضه هو أمر مرفوض شرعًا وعرفًا وغير مقبول بالمره ، معلنًا تعاطفه التام مع من نزح من أرضه بسبب الأوضاع الراهنه في سيناء ، مؤكدًا أن كل من تهجر ونزح من بيته وأرضه سيعود لها يومًا ما.
التهجير بداية التسليم
الحديث الصهيوني المتكرر ، عن مساع صهيونية أمريكية بموافقة مصرية على منح مساحة من الأراضي للفلسطينيين في سيناء، مقابل تفريغ القضية الفلسطينية من مضمونها، لا يزال يأخذ حيزًا من تصور قضية التهجير ، فبعد سيناريو "إخلاء رفح"، بات أهالي العريش يشعرون بقربه منهم ، بعد تصاعد مفاجئ لوتيرة العمليات ، وتزايد المداهمات الأمنية التي تنفذها قوات الجيش والشرطة على البيوت والأحياء والمزارع ، التي أغلق الكثير منها أبوابه.
الأمور أفرزت أيضا اعتقالات عشوائية تقوم بها قوات الجيش والشرطة ، وتصاعدت الأمور حتى باتت تشكل توترًا كبيرًا بين عائلات العريش وشمال سيناء وبين النظام ، لا سيما بعد حادثة تصفية الداخلية لـ 10 شبان من العريش اتهمتهم بالوقوف خلف هجوم مسلح على نقطة ارتكاز أمني "المطافي"، ثم تبين لاحقًا أنهم كانوا مختفين قسريًا داخل مراكز احتجاز سرية تابعة للداخلية ، وهو ما أدى إلى تهديد عدد من عائلات العريش بتنظيم عصيان مدني ضد الدولة ، احتجاجًا على الأمر.
الدكتور "أحمد الخولي" ، أمين التنظيم بحزب الاستقلال ، يؤكد أن هدم منازل رفح والشيخ زويد وتهجير العديد من سكانها، وحظر تجول لأهل سيناء لأكثر من عامان يؤثر بالتأكيد على الأحوال المعيشية والنفسية والاقتصادية لسكان شمال سيناء.
وأشار أمين تنظيم حزب الاستقلال ، إلى أن مصر فقدت من الجنود والضباط ما يزيد عن 1000 ضابط وجندي من الجيش والشرطة ، كذلك ما يعادل أضعاف هذا العدد فاننا نرى أننا ازاء حرب نفقد فيها أرواحًا مصرية وممتلكات وجهود مصرية قد تكون مفيدة في معارك البناء لا الهدم.
وندد "الخولي" بعمليات التهجير المتعمدة للمصرين بسيناء ، كذلك التشديدات الأمنية الغير مبرره للوافدين إليها ، بالإضافة إلى منع وسائل الإعلام من تغطية الاوضاع هناك ، مشيرًا بأصابع الاتهام للعدو الصهيوني الأمريكي ومن يعاونه ، لوطننا وأمتنا العربية والإسلامية ، مؤكدًا أنه العدو الأصلي الذي لا يريد بمصر أى خير.
وشن الدكتور "أحمد الخولي" هجومًا حادًا على النظام العسكري ، بسبب التضييق الرهيب والغير مبرر على أهالي سيناء ، من حظر تجوال منذ 3 سنوات ، إلى إنعدام الأمن والأستقرار ، إلى إفساد الخدمات العامة مثل الكهرباء والماء ، مما يجهل العديد من الأهالي يرغب في ترك منازلهم بل وترك سيناء بالكامل بحثًا عن حياة كريمة وآمنة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق