"فوزي السعيد".. اجتمع عليه البلاء وأوجع الانقلابيين ورموز الخيانة
17/02/2017 09:05 م
كتب- أحمدي البنهاوي:
أكدت مصادر لصيقة الصلة بالداعية السلفي الشيخ فوزي السعيد - الذي قضى قرابة العامين في سجون الإنقلابيين - تدهور الحالة الصحية له، في خلال الساعات الأخيرة، وتأرجحت الأقوال من أنه مريض بالفشل الكلوي وأخرى تؤكد أنه بات يعيش بربع كلية.
فيما طالب حسابي الشيخ فوزي السعيد، خطيب مسجد التوحيد بشارع رمسيس، على "الفيسبوك" و"تويتر"، بدعاء المحبين له بظهر الغيب نظرا لمرضه الشديد، كون جسده يعمل بربع كلية واحدة، وقد تدهورت حالتها بشدة.
وبدأت بوادر المرض تحدق بالشيخ وهو قيد الحبس، وقبل الافراج عنه في 23مارس الماضي، فقد مرض الشيخ فوزي السعيد بشدة بعدما أصيب بغيبوبة سكر داخل معتقله، دون سبب قضائي، وبغير إجراءات قانونية، وفي ظل حالة الإهمال الطبي المتعمد بحق المعتقلين.
كما زاد من بلائه وفاة ابنته "منة الله السعيد"، وهو قيد الحبس، في 14 فبراير 2015، علاوة على ما أصيب به في محبسه، بمرض السكر المرتفع، وقصور الكلى، وضغط الدم المرتفع، واضطرابات القلب.
بظهر الغيب
ودعا الباحث الأكاديمي المتخصص في التاريخ الإسلامي، محمد إلهامي، الله عزوجل قائلا: "اللهم اشف عبدك #فوزي_السعيد ومتعنا بطول بقائه وبركة علمه".
أما د.محمد الصغير، مستشار وزير الأوقاف السابق في حكومة د.هشام قنديل، فكتب عبر حسابه على "تويتر": "فوزي السعيد طراز فريدمن علماء السلفية الصداعين بالحق، خرج من سجون العسكر وقد تفاقم عنده فشل الكلى وتعطلت وظيفتها.. أسأل الله له تمام العافية".
وعلق الإعلامي حسام الشوربجي، قائلا: "مولانا الشيخ الصادع بالحق فوزي السعيد الذي وقف وقال كلمة الحق في وجه السلطان الجائر في أشد الحاجة لدعواتنا جميعا ..شفاه الله وعافاه".
وعلق اشرف ابوزيد الزواكي بأن أورد من بعض أقوال "الشيخ السعيد" فيقول: "ولا يكون المسلم مسلماً يا عباد الله، حتى يكون الإسلام قضية يحملها في قلبه ويحيا عليه ويموت لأجله".
ذي شيبة
ولأن الشيخ فوزي السعيد ليس كغيره من علماء السلطان أو الصامتين، فقد اعتقلته سلطات الإنقلاب من بيته في 5 يوليو 2014، بعد أن اقتحمت مليشيات أمن الإنقلاب، بيته، وروعت أهله وهو في السبعين من عمره، وما لبث الشيخ سوى 4 أيام في سجن العقرب بمجمع سجون طرة، حتى تم نقل الدّاعية السّلفي السعيد من محبسه بسجن طرة إلى العناية المركّزة بعد تدهور حالته الصحية إثر إصابته بـ"غيبوبة سكر".
وفي مارس الماضي، أطلقته سلطات الإنقلاب كما اعتقلته، في استجابة لحكم قضائي شمله ضمن عشر قيادات إسلامية معارضة، منهم د.مجدي قرقر كانت تُحاكم جميعا على خلفية القضية المعروفة إعلاميا بـ"تحالف دعم الشرعية"، إذ كانوا يواجهون تهما تتضمن "بث أخبار كاذبة".
مسجد التوحيد
واقترن اسم مسجد التوحيد باسم الشيخ فوزي السعيد الذي أسس المسجد بحي غمرة بقلب القاهرة، وجمع التبرعات لبنائه، حيث كان الشيخ فوزي السعيد من كبار شيوخ ودعاة السلفية بمصر، قبل ظهور سوق شرائط الكاسيت، وكان يعمل مهندسا، ولكن لم يكن الاسم الوحيد الذي تردد عند المسجد ورواده، بل كان رفيق جهاده الشيخ محمد عبدالمقصود والذي كان مهندسا زراعيًا.
إلا أن مبارك أمم المسجد ضمن حملة على المساجد، كما أمم مسجد النور بالعباسية، وغيرهما، على الرغم من بناء المسجد بالجهود الذاتية، وتبرعات الخيرين، إلا أن نظام المخلوع مبارك، ألحقه بوزارة الأوقاف، وشرد عشرات الأسر التي كانت تكفلها المشاريع الخيرية للمسجد، فضلا عن الإطاحة بالشيخين اللذين يتناوبان الدروس العلمية بالمسجد.
وفي 2001 لفق نظام المخلوع مبارك قضية عرفت إعلاميا باسم "تنظيم الوعد" للشيخ فوزي السعيد، ومعه ما يقرب من 94 من الإسلاميين بعضهم من طلاب العلم وتلامذة المسجد.
وقضت المحكمة العسكرية في القضية بتاريخ 2 سبتمبر عام 2002 بسجن 51 متهما، وبراءة 43، كان بينهم الشيخ فوزي.
ثورة يناير
ومع اندلاع أحداث ثورة يناير كان الشيخان من أبرز رموز الميدان الذين جمعهم مبارك بطغيانه، وعرف الشيخان بقول الحق وتجميع شباب السلفيين، وكتب أحد شهود العيان "لم اكن أعرف الشيخان وأقسم بالله كانت أول رؤيتى لهم وأستماعى اليهم ,كان فى ميدان التحرير يوم 11 فبراير ..أن أول معرفتى بهم رأيتهم أهل حق يدافعون عنه ويقفون ضد الباطل رد الله الأول سالمًا غانمًا".
وكان الشيخ فوزي من أشد المناصرين للثورة، وعاد للخطابة بمسجده، وكان يقصده عشرات الآلاف من محافظات مصر كافة، لأداء صلاة الجمعة، والاستماع إلى خطبته، ودروسه الأسبوعية.
ومع اول انتخابات رئاسية، عقب الثورة، في 2012، وكان الشيخ فوزي من الدعاة الذين أعلنوا مواقفهم بقوة، في تأييد الرئيس محمد مرسي، بل كان من علماء “الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح”، المؤيدين له كما كان من مؤيدي مشروعه للنهضة.
مرسي راجع
وأغاظ فوزي السعيد مؤيدي الإنقلاب العسكري وأذرعه الإعلامية، فعند عند حدوث الانقلاب العسكري، كان السعيد من مؤيدي الشرعية، ورافضي ذلك الانقلاب، كما كان من الرافضين لممارسات وسياسيات حزب “النور”، وشارك بقوة في اعتصامات مؤيدي الشرعية بميداني "رابعة" و"النهضة"، وقال مقولة شهيرة من على كرسي أعلى منصة رابعة العدوية، "لقد تأكدت أنكم طلقتم الوهن الذي حذر من رسول الله.. واستبشرت دون شك بأن مرسي راجع بإذن الله".
وكانت له خطبة شهيرة بميدان "النهضة" قبل الفض الدموي للاعتصام به، إلا أن سلطات الانقلاب عاقبته لاحقا بمنعه من أداء خطبة الجمعة في مسجد "التوحيد"، ثم قبضت عليه.
ومن أبرز خطبه التي كانت سببا في اعتقاله خطبة وصف فيها السيسي، من فوق منبره، عقب الانقلاب، بأنه الخائن الأكبر، وجاهر بأنه ألدّ أعداء الإسلام على الأرض.
وقال عن حزب "النور": "السلف كانوا رجالا، لا كانوا عِرة، ولا كانوا خونة، ولا كانوا عملاء". وأضاف: "إسرائيل لا تتمنى أكثر من أن ينشغل الجيش المصري بالأوضاع الداخلية فتطمع فينا".
ودعا قائلا: "اللهم عليك بخونة الدعاة والمشايخ.. اللهم أخرس الصامتين واقتل المخذلين.. اللهم إنا نسألك بأن تعيد إلينا ولي أمرنا (يقصد الرئيس محمد مرسي)"، كما قال: "إن الأموال التي يدفعها ملك السعودية للانقلاب مسروقة من مصر".
السعيد يرفض التصويت على دستور العسكر المهمش للشريعة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق