انتقد عدد كبير من السياسيين والخبراء، استهلاك نظام العسكر لنفسه، والسماح بتسجيل مكالمات هاتفية، لأكبر رجال البلاد، وهذا لم يكن يحدث من قبل.
وقالوا أن التسريبات التى نشرتها فضائية مكملين لوزير الخارجية، وقائد نظام العسكر، عبدالفتاح السيسى، تعتبر مؤشر قوى على أن مصر فى عهد العسكر "مخترقة"، وهذا ما ذهب إليه السفير إبراهيم يسرى، الذى أكد أن صراع الأجنحة الذى نتجت عنه تلك التسريبات، يؤكد أنه لا توجد رغبه فى تواجد "السيسى" لفترة آخرى حتى من داخل نظامه.
وهو ما يشير إلى الاستخبارات العامة، هى من قامت بتلك التسجيلات، ردًا منها على تدخله الشديد فى الجهاز وأعماله، وهو مالم يكن يعتاده من قبل، بجانب تصعيد نجله محمود فوق كوادر وقيادات هى أحق بمنصبه.
وقال أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، الدكتور حسن نافعة، إن هذه التسريبات تهز كيان الدولة المصرية، وتؤكد أنها دولة مخترقة تتصارع داخلها الأجهزة الأمنية الداخلية، وربما أجهزة خارجية.
وأضاف، أن أخطر ما في التسريبات التي دارت بين شكري والسيسي هي أنها تضع الدولة المصرية عارية أمام نفسها في المرآة.
ورأى الخبير الإعلامي، الدكتور صفوت العالم، أن نشر هذه التسريبات -سواء من جهات معارضة للنظام أو مؤيدة له- تمثل كارثة وفضيحة إعلامية، خاصة أن التسريبات قد تنقل أسرارا للدولة أو التدخل بنشر أحكام قضائية، وفق قوله.
ورجح الدبلوماسي السابق، السفير إبراهيم يسري، أن تكون التسريبات دليلا على وجود صراع أجنحة داخل النظام .
أما مساعد وزير الخارجية الأسبق، السفير عبد الله الأشعل، فأكد أن التسريبات التي تمت إذاعتها لشكري والسيسي تظهر وجود خلل كبير في تأمين المكالمات والتواصل بالوزارة والوزير، مشددا على ضرورة توخي المحاذير الأمنية في مكالمات من هذا القبيل.
ويذكر أن موقع "ميدل إيست آي" البريطاني نشر تقريرا حول تسريب قناة "مكملين"، قال فيه إن وصول هذه التسجيلات للقناة يُعدّ دليلا على أن بعض المحيطين بالسيسي يعارضون سياسته، ويريدون أن يثبتوا للجميع أنه غير قادر على تأمين المكالمات التي يجريها داخل مكتبه.
وأضاف الموقع أنه برغم أن التسجيلات التي تم تسريبها لا تدين السيسي ولا وزير الخارجية، إلا أنها تؤكد أن هناك تقصيرا أمنيا من قبل الحكومة المصرية، مشيرا إلى أن ذلك يحدث منذ عام 2015.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق