"إيست مونيتور": السيسي فرّط في سيناء خدمة للأجندة الصهيونية
18/02/2017 11:31 م
أحمدي البنهاويكشف موقع "ميدل إيست مونيتور" عن فحوى مقولة السيسي التي أطلقها قبل نحو عام، في مؤتمر إعلانه عام 2016 عام الشباب، فقال في خطابه: "أنا لو ينفع أتباع هتباع"، وأن المقولة تبين رغبته في بيع أجزاء من سيناء، ولكنّ الرغبة في الشيء والقيام به فعليا شيئان مختلفان، حيث إنه ليس كل من يريد شيئا في الواقع يمكن أن يفعل ذلك، خاصة بعد أن تصدى له الشعب في صفقة تيران وصنافير، فهو يخشى من ثورة الجماهير ضده، وأنه لن يكون قادرا على تحقيق رغباتهم.
وأشار الموقع إلى أنه "على الرغم من أن الجميع تعامل مع هذه التصريحات بشكل ساخر، إلا أنه الآن يمكننا أن نفهم بالضبط ما يعنيه ذلك، حيث كانت كلماته تمهيدا لبيع الأرض".
ونشر "ميدل إيست مونيتور" تقريرا بعنوان "الوطن البديل للفلسطينين"، عن تغريدة الوزير الإسرائيلي أيوب قرا التي أطلقها دون سابق إنذار، وأقر خلالها أن عبدالفتاح السيسي عرض أجزاء على إسرائيل من سيناء لضمها إلى قطاع غزة من أجل إنشاء دولة فلسطينية، وأن الحكومتين الأمريكية والإسرائيلية تبحثان هذا العرض، وانتشرت هذه الكلمات بسرعة الضوء، وانتشرت إعلاميا.
وأضاف التقرير أن مقولة الوزير الصهيوني تزامنت مع زيارة بنيامين نتنياهو إلى الولايات المتحدة ولقائه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وكذلك بيان البيت الأبيض الذي يؤكد أن ترامب قد تخلى عن فكرة إقامة دولتين في الأراضي المحتلة، حيث كان حل الدولتين فكرة تستخدم من قبل الرئاسات الأمريكية المتعاقبة بعد توقيع اتفاقات أوسلو لتهدئة العرب عموما، والفلسطينيين على وجه الخصوص، مع وعود كاذبة بإقامة دولة فلسطينية مستقلة تكون القدس الشرقية عاصمة لها.
تأكيدات عباس
واستعان تقرير ميدل إيست مونيتور بتصريحات للرئيس الفلسطيني محمود عباس، الذي تحدث عن مناقشات مع السيسي بوطن بديل في سيناء، قبل نحو سنة، بالتزامن مع تصريح السيسي "لبيع نفسه"، وقال "عباس": إن "السيسي عرض عليه أجزاء من سيناء لضمها إلى قطاع غزة لإقامة دولة فلسطينية، لكنه رفض ذلك".
وأشار التقرير إلى أن بيان الرئيس عباس لم يحظَ بالكثير من الزخم في وسائل الإعلام، بينما بيان قرا لقي اهتماما واسعا من وسائل الإعلام؛ لأن الوضع على الأرض يختلف اليوم عن العام الماضي.
متطلبات التنفيذ
وأوضح الموقع البريطاني أنه تم إعداد الأرض لهذا الاقتراح، حيث تم تدمير الأنفاق، وتم إنشاء منطقة عازلة، وطرد الناس من رفح والشيخ زويد، مما يجعل المدينة فارغة تماما من الناس، وعلاوة على ذلك يتم عن طريق وسائل الإعلام المؤيدة للانقلاب بشكل وقح تأكيد أن الإرهاب قادم إلى مصر من سيناء وقطاع غزة، وطالبت العديد من هذه المنافذ الإعلامية بتفجير سيناء لحماية باقي الأراضي المصرية.
وطالبت د.أميرة أبو الفتوح، معدة التقرير، بأهمية ربط كل هذه الأحداث مع بعضها البعض، والأخذ في الاعتبار محاولة البيع الفاشلة الخاصة بجزيرتي تيران وصنافير إلى المملكة العربية السعودية، بينما تعمل المملكة العربية السعودية شريكا في الامتياز، حيث جعل الاتفاق مضيق تيران مياها إقليمية بدلا من المياه المصرية التي تقع تحت السيادة المصرية، وإعطاء مصر الحق في مراقبة وتفتيش السفن التي تمر عبره.
مشروع قديم
وألمح ميدل إيست إلى أن الرفض هو الإجابة السابقة التي رد بها الفلسطينيون، وقال "عن طريق ربط كل هذه الأحداث نستخلص حقيقة واحدة، أن السيسي يمنح الحياة للمشروع الصهيوني في إقامة الوطن البديل في سيناء، الذي كان أول اقتراح خلال فترة حكم الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، ولكن ثار الفلسطينيون في غزة وباقي الأراضي الفلسطينية المحتلة في شكل تظاهرات حاشدة احتجاجا على هذا المشروع، ووقعت مذبحة دير ياسين في أعقاب ذلك".
وأوضح أن المشروع ليس جديدا، ولكن في الواقع الجديد هو حقيقة أن الحاكم المصري الحالي على استعداد لتنفيذ مشروع لإرضاء الصهاينة؛ من أجل سحب مصر للخروج من الأزمة الاقتصادية الحالية الخانقة في البلاد، لا سيما وأن الناس غاضبون للغاية بسبب الزيادة التي لا معنى لها في الأسعار والتضخم، والجميع حتى الذين يؤيدون السيسي في حالة من الغضب تنمو يوما بعد يوم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق