"تعالى لحمو".. لهذه الأسباب عاد ساويرس إلى أحضان الانقلاب
18/03/2017 12:04 م
أعاد ظهور الملياردير الداعم للانقلاب نجيب ساويرس، في مؤتمر صحفي عقده بالقاهرة 14 فبراير الماضي، انتقد خلاله سياسية رئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي، الجدل حول طموحه السياسي، خاصة بعد غيابه عن المشهد العام لسنوات، وتأكيده على زهده السياسي وما لحقه من قرار حزب المصريين الأحرار بفصله.
اتهم ساويرس في المؤتمر معارضيه بتنفيذ توجيهات العسكر، بعد الإطاحة به من حزبه "المصريين الأحرار" في الأعضاء 30 ديسمبر الماضي، من قبل أعضاء بالحزب يتزعمهم لواء شرطة سابق، عضو في برلمان الدم.
وأسس ساويرس حزب المصريين الأحرار، عقب ثورة 25 يناير عام 2011، بدعم من الكنيسة والدولة العميقة، في مواجهة حزب "الحرية والعدالة" الذي أسسته جماعة الإخوان المسلمين في نفس الفترة.
وقبل نحو عامين من الخصام ساويرس والسيسي، بسبب رفض الأخير شروطه التي طالب بها لاستكمال استثماراته التي سحبها من مصر، عادت سلطات الانقلاب للرضوخ له مجددا لعدة أسباب، أبرزها هروب المستثمرين في الداخل وامتناع دول العالم عن ضخ استثمارات في مصر.
تعالى لحمو!
"تعالى لحمو يا ولا .. يا ولا ماتيجي لحمو .. أنا حمو اللي جبت لك البرباطوز"، قد تبدو تلك الكلمات المنتزعة من سياق مسرحية "الجوكر" مضحكة، إلا أنها في سياق ما جرى بين السيسي وساويرس تلخص ما وراء الكواليس، عندما أرسل رئيس الانقلاب وزيرته "سحر نصر"، مساء الخميس الماضي، لمقابلة ساويرس، رئيس شركة أوراسكوم للاتصالات والإعلام والتكنولوجيا القابضة، ومحاولة إغرائه بتنفيذ شروطه لضخ استثماراته مجددا في مصر.
وأكدت "سحر" أن دورها هو حل أي مشكلات بين السيسي وساويرس، وهو هدف لا تراجع عنه وأولوية ضرورية على أجندتها، باعتبار أن ذلك الهدف الأهم لحكومة الانقلاب.
وأشارت إلى أن المرحلة الحالية تحتاج إلى تكاتف أمثال ساويرس من أجل دعم اقتصاد الانقلاب المنهار، وإقامة عدد من المشروعات التي تسهم في وقف احتقان الشعب المصري.
أطماع ساويرس
مضايقات سلطات الانقلاب الأخيرة بحق ساويرس، دفعت البعض إلى التساؤل عمن يقف وراءها، وسبب حرص ساويرس خلال الأشهر الماضية على الظهور عبر صفحته بموقع "تويتر" في شكل "معارض"، منتقدا سياسيات الانقلاب الاقتصادية.
وسعى الملياردير الداعم للانقلاب العسكري إلى حصد حزبه أكبر عدد من مقاعد برلمان الدم في مسرحية انتخابات عام 2015.
وأفادت تقارير صحفية لاحقة بأن تلك المسرحية تمت تحت إشراف وتخطيط الأجهزة الأمنية، وشارك في إعدادها رئيس الوزراء الأسبق كمال الجنزوري، المعروف بتلقيه "إكراميات" مالية سخية من ساويرس.
وعقب فوز حزب المصريين الأحرار ب65 مقعدا تمثل الأكثرية النيابية، بات حلم ساويرس بتشكيل الحكومة أقرب إلى الحقيقة.
إلا أن "الخازوق" الذي لم ينتبه إليه هو اعتماده على ضباط شرطة وجيش سابقين، في خوض الانتخابات، وهو ما شكل نقطة ضعف استغلها السيسي، حيث جزبت ضباط حزب ساويرس إلى ائتلاف نيابي، تم تشكيله لدعم سياسات رئيس الانقلاب السيسي.
ومنذ ذلك الحين تسعى سلطات الانقلاب إلى وضع حد لأطماع ساويرس السياسية، وصلت إلى دعم تمرد ضده داخل حزبه من أجل السيطرة عليه، بالرغم من تأييد ساويرس للانقلاب العسكري الذي جرى في 30 يونيو 2013، ضد اول رئيس مدني منتخب الدكتور محمد مرسي، ووصف السيسي ب «القائد».
يتمتع بحماية دولية
ويعد امتلاك "ساويرس" لشركة بلتون المالية القابضة، المتحكم الأول في أداء البورصة المصرية، حاجز أمان كبيرا له أمام غدر العسكر، لتأثيرها المباشر على أداء سوق الأوراق المالية.
ومن مهام الشركة تحديد القيم العادلة لأسهم الشركات الحكومية والخاصة، وعقد مؤتمرات اقتصادية دولية، واستضافة مؤتمرات صناديق استثمارية تدير أصولا بنحو 4 تريليونات دولار.
ولخصت الحكومة الجزائرية، في وقت سابق على لسان مسئول رفيع مشاكلها مع عائلة ساويرس بقول: "لقد حررنا بلادنا من الاستعمار الفرنسي وهي أعادته إلينا"، وذلك تعليقا على بيع مصنع إسمنت تملكه العائلة في الجزائر إلى شركة لافارج الفرنسية.
يشير ذلك إلى أن السياسة الاقتصادية التي تتبعها العائلة، تقوم على شراء الشركات الوطنية وتسليمها لشركات متعددة الجنسيات بأسعار أعلى، مما يمكن رأس المال الخارجي من التحكم في سياسات تلك الدول.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق