بعد خرابها.. صندوق النقد يبدي حنية "قاتلة" تجاه فقراء مصر
06/04/2017 10:49 م
كتب: يونس حمزاويخرجت علينا مديرة صندوق النقد "كريستين لاغارد" ببيان هزلي بعد لقائها قائد الانقلاب، مساء الأربعاء الماضي، تقول فيه "إن صندوق النقد يعمل على مساعدة الحكومة المصرية والبنك المركزي للسيطرة على معدلات التضخم، كما يدعم الصندوق الخطوات التي تتخذها السلطات المصرية لحماية الفقراء ومحدودي الدخل".
بل وأسبغت على بيانها لمسة إنسانية حينما قالت: "ندرك التضحيات والمصاعب التي يتعرض لها الكثير من المواطنين المصريين، وخاصة بسبب التضخم المرتفع"!.
توقعات بارتفاع التضخم
بهذا الشأن، توقعت بحوث شركة «برايم» التي نشرتها تقارير صحفية، عودة ارتفاع التضخم بحلول العام المالي 2017-2018 بعد رفع الدعم عن السلع البترولية.
وتضمن الجزء الأساسي من اتفاق حكومة الانقلاب مع صندوق النقد، التحول إلى ضريبة القيمة المضافة، وتحرير الجنيه، وخفض دعم الطاقة، وهى الإجراءات التى قفزت بالتضخم إلى أعلى معدلاته منذ نحو 30 عامًا، بعدما سجل في فبراير الماضي نحو 33% على أساس سنوى للتضخم الأساسي.
ويؤكد الدكتور رشاد عبده، رئيس المنتدى المصري للدراسات الاقتصادية، أن البنك المركزي غير قادر على إدارة النقد الأجنبي بطريقة سليمة، مؤكدًا أن معدلات التضخم ستظل في ارتفاع، ولن تنخفض إلا بانخفاض سعر الدولار، وهو الأمر الذي لن يتحقق إلا بالإنتاج وتشجيع الاستثمار، ومنح الضمانات للمستثمرين، واتخاذ الإجراءات التي تقضي على الفساد والبيروقراطية.
من جانبه، قال الدكتور أحمد خزيم، الخبير الاقتصادي: إن ما يحدث الآن نتاج طبيعي لقانون الخدمة المدنية، وإقرار قانون القيمة الطبيعية، وتحرير سعر الصرف، ورفع أسعار المواد البترولية، وهو ما يتسبب في وقوع فجوة انكماشية، التي تعني حدوث حالة تقلص في الشراء يقابلها انخفاض وتقليل الإنتاج.
"حنية" قاتلة
وبحسب الخبير الاقتصادي مصطفى عبدالسلام، فإن كل ما نشاهده من مآس وكوارث وأزمات على أرض الواقع هو من نتاج "حنية" وروشتة وعطف وشفقة صندوق النقد الدولي على المصريين، فماذا لو كشر الصندوق عن أنيابه وتحول لوحش كاسر على غرار كبار المرابين التاريخيين؟.
بيان الصندوق، ورغم قصره، بحسب عبدالسلام، يحمل كمًّا هائلا من الأكاذيب، بل ويخدع غير المتابعين للشأن المصري، فمن المعروف أن الكوارث الاقتصادية التي تمر بها مصر حاليا تأتي بسبب سياسات الصندوق التقشفية التي أجبرت الحكومة على خفض الدعم ورفع الأسعار.
ومن المعروف أيضا أن المصريين ازدادوا فقرا بسبب روشتة الصندوق السامة، والتعهدات التي قطعتها الحكومة على نفسها للصندوق، وأنه في عهد الاتفاق المشئوم مع الصندوق، انهارت دخول المواطنين المحدودة، وتآكلت العملة الوطنية مقابل الدولار، وتفاقمت الأوضاع المعيشية، وبات المتابعون للشأن المصري ينامون أو يستيقظون على حكاية سيدة تسرد لقناة فضائية حكايتها المأساوية مع الحياة، وأنها لا تجد ما تسد به رمق أطفالها الصغار، أو رب أسرة غير قادر على توفير لقمة العيش لأسرته الصغيرة، أو انتحار شاب لفشله في العثور على فرصة عمل.
فشل حكومي
وبحسب عبدالسلام، وافقت حكومة الانقلاب على شروط الصندوق؛ لأنه الطريق الوحيد لإنقاذ الاقتصاد من الغرق، حسب رؤيتها المحدودة وإدارتها الفاشلة للملف الاقتصادي، والنتيجة حدوث مزيد من الانهيار الاقتصادي في البلاد، رغم كل القروض الخارجية ومليارات الدولارات الممنوحة، والبالغة 20 مليار دولار في 6 شهور فقط، وكما فشلت مساعدات الخليج النقدية التي تجاوزت 30 مليار دولار في وقف الارتفاعات القياسية في الأسعار، فشلت أيضا القروض الضخمة في كبح جماح التضخم الهائج.
أحدث ما في جعبة "حنية" صندوق النقد للمصريين، هي تلك الزيادات المرتقبة في أسعار الكهرباء والبنزين والسولار المقرر تطبيقها في يوليو المقبل.
لاغارد صندوق النقد... ليت "حنيتك" على المصريين لا تدوم، فهي مرادف للمعاناة وغلاء الأسعار والبطالة والقهر النفسي والاجتماعي، وإذا كان معاناة المصريين ناجمة عن قرارات الصندوق، فأين هو الحنان الذي تتحدثين عنه؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق