بابا الفاتيكان في مصر.. شرعية للانقلاب ووداعًا لحقوق الإنسان
29/04/2017 09:50 ص
كتب- رانيا قناوي:
في مراسم استقبال غير مسبوقة، استقبلت سلطات الانقلاب بابا الفاتيكان فرانسيس، استقبال الفاتحين، متناسيًا حقوق الإنسان، ومعطيًا الشرعية لسلطات الانقلاب من أرضهما في مدينة نصر مقرًا لإقامة البابا، بفندق العسكر الذي يسمى بـ"الماسة"، ليكون شاهدًا على أكبر مجزرة في التاريخ، تحت عنوان "مؤتمر السلام".
وقامت سلطات الانقلاب، مساء أمس الجمعة، بإقامة ما يشبه بمراسم "الفرح" خلال استقبال بابا الفاتيكان، بدءا من تعليق لافتات الترحيب في كل شوارع القاهرة، ومرورًا بمتابعة وسائل الإعلام ومانشيتات صحف الانقلاب التي وصفت زيارة البابا وكأنها "فتح ونصر مؤزر" لمصر، ونهاية باستقبال قائد الانقلاب لبابا الفاتيكان في مشهد غير مسبوق، فضلا عن تورم أيادة المرحبين من كثرة التصفيق على كل كلمة أدلى بها فرانسيس خلال حديثه في فندق الماسا أو مؤتمر الأزهر.
استقبال الفاتحين
كما استقبل عبدالفتاح السيسي، البابا فرانسيس بابا الفاتيكان في قصر الاتحادية بمصر الجديدة، وبدأت مراسم الزيارة بعزف السلام الوطني الجمهوري للبلدين، وكان على رأس مستقبلي فرانسيس بمطار القاهرة رئيس حكومة الانقلاب شريف إسماعيل، وبعض رجال دولة الانقلاب والبطريرك الانبا ابراهيم والكاردينال الانبا انطونيوس نجيب، وأصحاب النيافة الانبا عمانؤيل، الانبا يوسف ابو الخير، الانبا يوسف حنوش، الانبا كريكور كوسا، سفير الفاتيكان بالقاهرة برونو موزارو.
في الوقت نفسه جرت استعدادات مكثفة فى استاد الدفاع الجوى بالتجمع الخامس، لإقامة قداس البابا فرانسيس ، بحضور 25 ألف مواطن وبمشاركة الطوائف الست الممثلة للكاثوليك في مصر.
ثكنة عسكرية
وتحولت شوارع القاهرة إلى ثكنة عسكرية لتأمين زيارة بابا الفاتيكان، ونالت التحصينات والأسوار والجدران التي أحاطت بالشوارع بل وإغلاق الشوارع الرئيسة فيها ومنها فندق قريب من ميدان رابعة العدوية، لإغلاق شارع النصر وتقاطعه مع "السلام" و"عباس العقاد" وبالقرب من جامعة الأزهر، فضلاً عن شارع رمسيس وميدان العباسية ونادي السكة الحديد.
وشارك بابا الفاتيكان، في الجلسة الختامية لمؤتمر السلام العالمى الذي بدأ أعماله الخميس، حيث التقى الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف الذي استقبله في المشيخة، ثم التقيا سويا فى ختام مؤتمر الأزهر العالمي للسلام، إلا أن الأغرب أنه تم تعليق صور بابا الفاتيكان وبابا الكنيسة الأرثوذكسية تواضروس، على أحد مباني الأزهر، وليس صورة شيخ الأزهر الذي عقد المؤتمر.
ونشر حساب مشيخة الأزهر الشريف عبر "تويتر" كلمات للبابا فرانسيس، ورحبت الصفحة الرسمية للأزهر الشريف، عبر موقع "تويتر" بزيارة بابا الفانيكان بنشر مجموعة مقولات وكلمات له، إضافة إلى فيديوهات توثق ذكرى مرور 70 عاما من التعاون بين مصر والفاتيكان لنبذ العنف، تحت عنوان "لقاءات المحبة والسلام".
كما اهتمت الصفحة الرسمية للأزهر الشريف بزيارة بابا الفاتيكان وخصصت موقعًا على صفحتها لمتابعة الزيارة وكذلك فاعليات مؤتمر الأزهر العالمي للسلام والذي يشارك فضيلة الإمام وقداسة البابا في ختام أعماله اليوم.
ونقلت صفحة الأزهر صورة لإقلاع طائرة البابا فرانسيس بابا الفاتيكان، من إيطاليا في طريقها إلى القاهرة فى زيارة رسمية تستغرق يومين، كما اهتمت الصفحة بمقالات وكلمات بابا الفاتيكان.
ونقلت تعليقات مرحبة بشخص البابا وأهمية زيارته لمصر فى تلك الظروف ومشيدين بالرسالة التى وجهها إلى مصر باعتباره رسول وفيلسوف السلام وترحيب مصر وشعبها ببابا المحبة على أرض الاديان السماوية في مصر.
ووصل البابا فرانسيس، بابا الفاتيكان إلى مصر فى الثانية من ظهر أمس إلى مطار القاهرة، على متن طائرة الخطوط الإيطالية، فى زيارة هي الأولى له منذ اعتلائه كرسى البطرسية "بطرس الرسول" في 2013، بعد 17 عاما من زيارة للبابا الراحل يوحنا بولس الثانى، و7 أعوام من القطيعة بين الأزهر والفاتيكان بعد تصريحات البابا ــ المستقيل ــ بندكت السادس عشر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق