القصة الكاملة لبطولة السلطان عبد الحميد ومؤامرة اليهود
26/04/2017 11:53 ص
كتب سيد توكل:
مهما اختلفت الآراء حول السلطان عبدالحميد الثاني، فالجميع يعلم الأحوال التي صارت إليها البلاد قبل توليه الحكم وظروف توليه الحكم أيضًا.
تبوأ عبدالحميد، الذي لم يكن قد أتم عامه الرابع والثلاثين، عرش السلطنة بعد أخيه الذي لم يمكث بها أكثر من 93 يومًا، تبوأها بعد ما كان الخراب قد تمكن من جذور دولته سياسيًا واجتماعيًا، داخليًا وخارجيًا. كانت مثلاً ديون الدولة حينها أكثر من ملياري ليرة عثمانية، وهو ما فتح بابًا لعرض الصهاينة تضحيات مادية ضخمة في سبيل توطين اليهود في فلسطين.
ولو رجعنا عدة سنين للوراء قبل توليه السلطنة لوجدنا أن الدولة كانت على موعد مع الانهيار منذ زمن، ففي عهد والده عبدالمجيد ومن بعده عمه عبدالعزيز كان قد بدأ تشكيل جماعة تركيا الفتاة (Jön Türkler) سريةً، وهي جماعة رأت أن إنقاذ الدولة لا يكون إلا في نظام برلماني بالمفهوم الأوروبي. ثم نشطت جهودها وبدأت تتحرك بشكل أكبر، وفي عام 1889 امتدت لتصل إلى قطاعات أكثر، كان من المؤسسين "الأمير صباح الدين"، على الرغم من اتصاله المباشر بالعائلة الحاكمة.
وقد عمل عبدالحميد لاحقًا على القضاء على نفوذهم أثناء توليه الحكم، لكن لاحقاً وعند تأسيس جمعية الاتحاد والترقي، انضم إليها معظم أعضاء تركيا الفتاة حتى تم عزل السلطان ووجهت له أربع تهم سأعلق على واحدة منها فقط: الإسراف.
مهما اختلفت الآراء حول السلطان عبدالحميد الثاني، فالجميع يعلم الأحوال التي صارت إليها البلاد قبل توليه الحكم وظروف توليه الحكم أيضًا.
تبوأ عبدالحميد، الذي لم يكن قد أتم عامه الرابع والثلاثين، عرش السلطنة بعد أخيه الذي لم يمكث بها أكثر من 93 يومًا، تبوأها بعد ما كان الخراب قد تمكن من جذور دولته سياسيًا واجتماعيًا، داخليًا وخارجيًا. كانت مثلاً ديون الدولة حينها أكثر من ملياري ليرة عثمانية، وهو ما فتح بابًا لعرض الصهاينة تضحيات مادية ضخمة في سبيل توطين اليهود في فلسطين.
ولو رجعنا عدة سنين للوراء قبل توليه السلطنة لوجدنا أن الدولة كانت على موعد مع الانهيار منذ زمن، ففي عهد والده عبدالمجيد ومن بعده عمه عبدالعزيز كان قد بدأ تشكيل جماعة تركيا الفتاة (Jön Türkler) سريةً، وهي جماعة رأت أن إنقاذ الدولة لا يكون إلا في نظام برلماني بالمفهوم الأوروبي. ثم نشطت جهودها وبدأت تتحرك بشكل أكبر، وفي عام 1889 امتدت لتصل إلى قطاعات أكثر، كان من المؤسسين "الأمير صباح الدين"، على الرغم من اتصاله المباشر بالعائلة الحاكمة.
وقد عمل عبدالحميد لاحقًا على القضاء على نفوذهم أثناء توليه الحكم، لكن لاحقاً وعند تأسيس جمعية الاتحاد والترقي، انضم إليها معظم أعضاء تركيا الفتاة حتى تم عزل السلطان ووجهت له أربع تهم سأعلق على واحدة منها فقط: الإسراف.
وما زالت شخصية السلطان العثماني عبدالحميد الثاني مثار جدل تاريخي، فغالبية المسلمين يرونه حاكمًا مخلصًا، وأن إخلاصه لدينه وأمته كلفه عرشه، فيما رأت فيه أوروبا خصما شرسًا ودمويا، وتحاول تلطيخ تاريخه بمزاعم عن مذابح الأرمن، كما اعتبره آخرون زعيمًا للإصلاح في بلاده، وقد حكم دولة مترامية الأطراف متعددة الأعراق بدهاء وذكاء.
ومدّ فى عمر الدولة والخلافة العثمانية، ووقف ضد الأطماع الاستعمارية الغربية لاقتسام تركة «رجل أوروبا المريض»، ولعل الموقف الأوروبي المعادى لهذا الرجل مبعثه التاريخى، كان أول اتصال بين هرتزل، رئيس الجمعية الصهيونية، والسلطان عبدالحميد، بعد وساطة قام بها سفير النمسا فى إسطنبول، فى مايو ١٩٠١.
وعرض هرتزل على السلطان توطين اليهود فى فلسطين، وفى المقابل سيقدم اليهود فى الحال عدة ملايين من الليرات العثمانية الذهبية كهدية ضخمة للسلطان، وسيقرضون الخزانة العثمانية مبلغ مليونى ليرة أخرى. أدرك السلطان أن هرتزل يقدم له رشوة من أجل تأسيس وطن قومى لليهود فى فلسطين، فأخرجه السلطان من حضرته بصورة عنيفة.
وقال فى مذكراته عن سبب عدم توقيعه على هذا القرار: «إننا نكون قد وقَّعنا قرارًا بالموت على إخواننا فى الدين»، وعلى ذلك فقد اعتبرته أوروبا مستبدا وظالما وديكتاتورا حكم هذه الإمبراطورية العثمانية لمدة ٣٣ عامًا حكمًا فرديًا، وكانت كلمته هى الأولى والأخيرة وعبد الحميد مولود فى ٢٢ سبتمبر ١٨٤٢ وهو ابن السلطان عبد المجيد الأول، وقد تعلم العربية والفارسية، ودرس الكثير من كتب الأدب والدواوين الشعرية والتاريخ والموسيقى والعلوم العسكرية والسياسية، وكان يحب مهنة النجارة.
ومدّ فى عمر الدولة والخلافة العثمانية، ووقف ضد الأطماع الاستعمارية الغربية لاقتسام تركة «رجل أوروبا المريض»، ولعل الموقف الأوروبي المعادى لهذا الرجل مبعثه التاريخى، كان أول اتصال بين هرتزل، رئيس الجمعية الصهيونية، والسلطان عبدالحميد، بعد وساطة قام بها سفير النمسا فى إسطنبول، فى مايو ١٩٠١.
وعرض هرتزل على السلطان توطين اليهود فى فلسطين، وفى المقابل سيقدم اليهود فى الحال عدة ملايين من الليرات العثمانية الذهبية كهدية ضخمة للسلطان، وسيقرضون الخزانة العثمانية مبلغ مليونى ليرة أخرى. أدرك السلطان أن هرتزل يقدم له رشوة من أجل تأسيس وطن قومى لليهود فى فلسطين، فأخرجه السلطان من حضرته بصورة عنيفة.
وقال فى مذكراته عن سبب عدم توقيعه على هذا القرار: «إننا نكون قد وقَّعنا قرارًا بالموت على إخواننا فى الدين»، وعلى ذلك فقد اعتبرته أوروبا مستبدا وظالما وديكتاتورا حكم هذه الإمبراطورية العثمانية لمدة ٣٣ عامًا حكمًا فرديًا، وكانت كلمته هى الأولى والأخيرة وعبد الحميد مولود فى ٢٢ سبتمبر ١٨٤٢ وهو ابن السلطان عبد المجيد الأول، وقد تعلم العربية والفارسية، ودرس الكثير من كتب الأدب والدواوين الشعرية والتاريخ والموسيقى والعلوم العسكرية والسياسية، وكان يحب مهنة النجارة.
توفى والده وعمره ١٨ عامًا، وصار ولى عهد ثانياً لعمه عبد العزيز، الذى استمر فى الخلافة ١٥ عاما، فلما قتل السلطان عبدالعزيز اعتلى العرش من بعده مراد الخامس شقيق عبد الحميد، لمدة ٩٣ يومًا لإصابته باختلال عقلى.
وبويع عبدالحميد بالخلافة فى ٣١ أغسطس ١٨٧٦ ثم ظهر حزب الاتحاد والترقي عام ١٨٩٠ كحزب سرى مرتبط بأجندة صهيونية يهدف إلى التخلص منه، وشجعت أوروبا الانقلاب على الخلافة واجتمع المعارضون لحكمه فى باريس فى فبراير ١٩٠٢ فى مؤتمر الأحرار العثمانية، واستقوى المؤتمرون بأوروبا لخلعه وقد نجحوا فى هذا فى مثل هذا اليوم ٢٧ أبريل ١٩٠٩، وقضى فى قصره بسلانيك سنوات مفجعة تحت رقابة شديدة جدًا، ولم يسمح له حتى بقراءة الصحف.. إلى أن توفى فى ١٠ فبراير ١٩١٨.
وبويع عبدالحميد بالخلافة فى ٣١ أغسطس ١٨٧٦ ثم ظهر حزب الاتحاد والترقي عام ١٨٩٠ كحزب سرى مرتبط بأجندة صهيونية يهدف إلى التخلص منه، وشجعت أوروبا الانقلاب على الخلافة واجتمع المعارضون لحكمه فى باريس فى فبراير ١٩٠٢ فى مؤتمر الأحرار العثمانية، واستقوى المؤتمرون بأوروبا لخلعه وقد نجحوا فى هذا فى مثل هذا اليوم ٢٧ أبريل ١٩٠٩، وقضى فى قصره بسلانيك سنوات مفجعة تحت رقابة شديدة جدًا، ولم يسمح له حتى بقراءة الصحف.. إلى أن توفى فى ١٠ فبراير ١٩١٨.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق