بابا الفاتيكان يضع النظام فى حرج شديد.. و"السيسي" و"عبد العال" أبرز المتورطين
أثار تصريح ""جريج بورك" ، المتحدث باسم الفاتيكان ، جدلًا واسعًا ، بعدما أكد أن "لبابا فرنسيس "لن يستقل سيارة مصفحة أثناء زيارته لمصر ، المقرر لها يومي 28 و29 من الشهر الجاري ؛ وهذا الأمر يأتي وفقًا لرغبته" ، ليضع نظام العسكر في موقف محرج للغاية بسبب ملايين الدولارات التى ينفقها رجاله في تأميم مواكبهم.
كلمات المتحدث باسم الفاتيكان وقعت كالقذائف على رؤوس النظام ، لكنها كانت أشد وطأة على الأجهزة الأمنية المعنيه بتأمين مواكب الوزراء ورجال النظام الأكثر اهمية ، خاصة بعدما نقلت إذاعة الفاتيكان عن المتحدث باسم البابا قوله: "إن شعار رحلة البابا ستكون (بابا السلام فى مصر السلام)؛ ولذلك فإن البابا لا يحتاج إلى سيارة مدرعة ، فلا داعي لأي خوف فى مصر حول الدواعي الأمنية".
"بورك" أعلن أن بابا الفاتيكان سيلتقي بقائد النظام العسكري عبد الفتاح السيسي في القاهرة، ثم سيتوجه إلى جامعة الأزهر بمدينة نصر، حيث يجري لقاءً خاصًا مع شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، ثم يشارك في المؤتمر الدولي من أجل السلام الذي يجرى هناك ، مضيفًا: "نحن نعيش في عالم، حيث يُشكّل العنصر الأمني جزءاً من الحياة اليومية، وعلى الرغم من ذلك فإننا نودُّ المُضيّ قدماً بشكل عادي، وفق ما أراده البابا".
البابا يضع الأجهزة الامنية في ورطة
جاء إعلان الفاتيكان عن رفض البابا ركوب سيارة مصفحة ، خلال زيارته المرتقبة إلى مصر ، ضيقًا حرجًا على الأجهزة الأمنية ، خاصة أنه كان من الممكن للبابا أن يطلب من المسئولين المصريين عدم إحضار سيارة مصفحة له ، عبر القنوات السرية الخاصة ، أو يرفض ركوبها عند وصوله إلى مصر، وكانت الأمور ستسير على ما يرام بعيدًا عن أعين الإعلام والمراقبين ، لكن إعلان الفاتيكان رسميًا عن هذا الأمر سبب إزعاجًا للأجهزة الأمنية.
بالطبع ، مهمة تأمين تحركات البابا تضاعفت حساسيتها بعد التصريح الأخير ، لا سيما أن موكب البابا سيمر في عدد من شوارع القاهرة ، حيث المتوقع أن يكون لقاء البابا بالسيسي في قصر الاتحادية بمصر الجديدة ، ليتحرك بعدها منطلقًا إلى مدينة نصر ، لكن هناك نقطة تعطي أريحية أكبر للأجهزة الأمنية، وهو وقت زيارة البابا، والذي سيوافق يومي الجمعة والسبت، وهما عطلة أسبوعية لمعظم المصريين؛ وبالتالي فإن مهمة إغلاق المناطق التي يمر بها موكب البابا لن تُسبّب مشكلات وأزمات مرورية كبيرة بالقاهرة.
وبالتأكيد فإن كل الإيجابيات والسلبيات المسبق ذكرها ، لن تمنع الأجهزة الأمنية من اتخاذ احتياطات مشددة ، أبرزها محاولة التمويه على سيارة البابا خلال الموكب، خاصة أنها ستكون مغلقة وليست مكشوفة، علاوة على تمشيط الطرق التي سيمر بها الموكب، والتأكد من خلوها من وجود السيارات المركونة، لا سيما في أماكن انتظار غير مألوفة ، حتى تعطي الأجهزة الأمنيه انطباعًا بفرض سيطرتها على الأوضاع فى مصر.
تأمين من أموال الشعب
التصريح الفاتيكاني وجه الأنظار بقوة نحو موكب قائد النظام عبد الفتاح السيسي ، حيث يتكون الموكب ، من نحو 20 سيارة و40 موتسيكلًا وطائرة وسيارة قطع إشارات ، مما يكلف خزانة الدولة مبالغ باهظة.
وعلى عكس خطابات"السيسي" ، المتعلقة بترشيد الاستهلاك ، و"شد الحزام" ، وتعظيم موارد الدولة، وأن هناك أزمة اقتصادية تعصف بالاقتصاد المصري، بجانب عجز الميزانية، جاء موكب السيسي الضخم الذي يضم أكثر من 20 سيارة حديثة فارهة، بجانب مشاركة نحو 40 دراجة بخارية ضمن الموكب، بجانب التشريفة التي تقام له فى أى مكان يذهب إليه.
كذلك فإن رفض بابا الفاتيكان استخدام سيارة مصفحة في تنقلاته ، من شأنه أن يحرج المسئولين المصريين الذين ينفقون أموالاً طائلة على شراء تلك السيارات وتطويرها ، كان أبرزهم "علي عبد العال" رئيس مجلس نواب العسكر ، والذي كشف طلب إحاطة تقدم به "محمد أنور السادات"- قبل إسقاط عضويته - عن أنه اشترى ثلاث سيارات مصفحة بقيمة 18 مليون جنيه، من ميزانية المجلس، وهي سيارات ضد التفجير، ومقاومة للشظايا الناجمة عن أي انفجار، ومجهزة بخط خزان أكسجين لعزل السيارة عن الخارج في حالة حدوث هجوم بالغازات السامة، بخلاف المواصفات العادية التى تتمتع بها أي سيارة مصفحة أخرى، مثل وجود إطارات ضد الرصاص ومن عيارات ثقيلة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق