شاهد| «فك الشيفرة» ضربة للصهاينة وتعزيز لقدرات حماس
16/05/2017 09:15 م
كتب: يونس حمزاويتزامنًا مع ذكرى النكبة، جاء إعلان وزارة الداخلية والأمن الوطني في قطاع غزة، التابعة لحكومة حركة حماس، اليوم الثلاثاء، عن أنها اعتقلت 45 فلسطينيا بتهمة التخابر مع إسرائيل، في سياق التحقيقات حول عملية اغتيال "مازن فقهاء"، القائد في كتائب عز الدين القسّام، الذراع العسكرية لحركة "حماس"، ليمثل تطورا كبيرا في قدرة المقاومة الفلسطينية على الوصول إلى نقطة "تبادل الردع" مع الكيان الصهيوني، ودليلا على تعاظم قدرات المقاومة المخابراتية والأمنية في ضبط العملاء والجواسيس، الذين يمثلون عين العدو داخل الأراضي المحتلة.
ومن اللافت حقا أن هذا التطور الكبير في قدرات المقاومة، يقابله تطور كبير مماثل ولكنه في المذلة والانكسار أمام العدو الصهيوني، حيث كشفت تقارير صحفية أمريكية عن وثيقة تقارب بين عدد من دول الخليج، على رأسها الرياض وأبوظبي، مع الاحتلال الصهيوني، تستهدف فقط وقف بناء المستوطنات والدخول في عملية تفاوض جديدة، مع فتح قنوات تواصل وتطبيع مع تل أبيب.
ضربة للصهاينة
ويمثل الإعلان عن ضبط خلية العملاء الذين شاركوا في تنفيذ عملية اغتيال الشهيد مازن فقهاء، ضربة كبيرة لأجهزة المخابرات الإسرائيلية، حيث اعتبر توفيق أبونعيم، وكيل الوزارة، خلال مؤتمر صحفي بعنوان "فك شيفرة 45"، عُقد بمدينة غزة، للحديث حول تفاصيل جريمة اغتيال "فقهاء"، اعتبرها ضربة لأجهزة إسرائيل الأمنية.
وأكد أبونعيم أن التحقيقات "كشفت عن وقوف إسرائيل وراء عملية اغتيال فقهاء وتنفيذها، بواسطة 3 من المتخابرين معهم".
وقال أبونعيم: إن المتخابرين الثلاثة اعترفوا بتلقّيهم التعليمات مباشرة من الجانب الإسرائيلي لتنفيذ عملية الاغتيال.
وتابع: "أظهرت التحقيقات أن التخطيط لعملية الاغتيال استمر لنحو 8 أشهر، وأن إسرائيل استخدمت عملاء على الأرض، مدعومين بطائرات استطلاع من الجو ومتابعة ضباط استخبارات إسرائيليين".
وبيّن أبونعيم أن الأجهزة الأمنية تمكّنت "من اعتقال المنفّذ المباشر لعملية اغتيال فقهاء، والذي يبلغ من العمر 38 عامًا، ويدعى (أ ل) اعترف بارتباطه بأجهزة إسرائيل الأمنية".
وأوضح أن المتخابريْن الآخريْن المشاركيْن (الأول 42 عامًا، والثاني 38 عامًا) في عملية الاغتيال، اعترفا بدور أساسي في المشاركة في العملية، "من خلال الرصد والمتابعة وتصوير موقع الجريمة".
وأكد أبونعيم أن "المتخابرين الثلاثة المشاركين في عملية اغتيال فقهاء، تورطوا في جرائم أخرى أدت إلى استشهاد مواطنين وقصف مبانٍ حكومية ومدنية".
وكان إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس”، قد أعلن الخميس الماضي، عن اعتقال المنفّذ المباشر لعملية اغتيال "فقهاء".
وأعلنت وزارة "الداخلية" عن اغتيال "فقهاء"، في 24 مارس الماضي، بنيران مجهولين غربي مدينة غزة.
توازن الردع
كما تمثل العملية نقطة مضيئة وفاصلة في تاريخ المقاومة، وصولا إلى مرحلة "تبادل الردع" مع الكيان الصهيوني المدعوم دوليا بأحدث ترسانات الأسلحة، في ظل تخاذل عربي غير مسبوق.
وأعلن مسئول حركة "حماس" في قطاع غزة، يحيى السنوار، أواخر شهر مارس الماضي، عن أن حركته "أحدثت حالة توازن كبيرة" في الصراع مع إسرائيل، مؤكدا مضيها حتى استكمال "مشروع تحرير كل فلسطين".
واعتبر السنوار، وهو معتقل سابق لدى إسرائيل لمدة 23 عاما، أن "أمام الشعب الفلسطيني وأمتنا العربية والإسلامية الخير الكثير، ونحن ماضون في مشروعنا حتى التحرير، ونؤكد أن معادلة الأرقام ليس لها قيمة كبيرة؛ لأن قضية فلسطين تثبت مرة بعد مرة أنها تحظى بعناية ربانية".
وخاصت حماس رحلة شديدة الصعوبة من أجل بناء قدراتها، مع انطلاقها على يد الشيخ المؤسس الشهيد أحمد ياسين عام 1987م، بداية من انتفاضة الحجارة، مرورا بالعمليات الاستشهادية التي ساهم الشهيد يحيى عياش فيها بدور كبير، منتصف التسعينات، ثم بداية صواريخ المقاومة التي لاقت سخرية لاذعة من جانب المثبّطين لقدراتها الضعيفة آنذاك، وصولا إلى قدرات حماس الحالية، والتي اعترف الكيان الصهيوني بها، ولم يتمكن من هزيمة غزة رغم قصفه لها طوال 35 يوما، في آخر اعتداءاته 2014م.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق