"عباية القسيس".. هكذا يشعل العسكر نار الفتنة الطائفية
01/05/2017 12:39 م
كتب سيد توكل:
"الطرف الثالث" ذلك المسمى الغامض الذي كان مجهولا قبل ثورة 25 يناير، وبعد الانقلاب ظهر أنه كائن عسكري مخابراتي يمتد ذيله إلى جهاز أمن الدولة، سجلت ولادته منذ اندلاع حريق القاهرة الذي قام به كاهن الانقلاب الأكبر جمال عبدالناصر، وتوالت جرائم "الطرف الثالث" كلما تقدم في السن وزادت خبرته، حتى وصل الأمر إلى تفجير الكنائس وقتل السياح أيام مبارك، وارتكاب مجازر في استاد بورسعيد وحرق أقسام الشرطة وفتح السجون أثناء الثورة، وقتل المتظاهرين، وغيرها.
وفي التحقيقات مع المجرم حبيب العادلي وزير داخلية المخلوع مبارك، ظهر الطرف الثالث الذي فجر كنيسة القديسين، لكن تم تبرئته لأن الانقلاب في حاجة إليه فقام بتفجير كنائس العباسية والإسكندرية وطنطا، وربما غير بعيد ارتباطه بتحريك عناصر داعش داخل محافظات مصر، لأنه يدير ملفات العمليات القذرة وارتكاب التفجيرات والاغتيالات.
ولكن السؤال ما علاقة الطرف الثالث بعنوان هذا التحليل؟
طرف الخيط يدلنا عليه الأنبا عمانوئيل مطران الأقصر للمسيحيين الكاثوليك، الذي أجاب عن شائعة يروجها هذا الطرف، حول سبب ارتداء فرانسيس بابا الفاتيكان الزي الأبيض أثناء تواجده في مصر، بينما ارتدى تواضروس بطريرك الكرازة المرقسية الزى الأسود؟
الطرف الثالث يشعل الفتنة الطائفية ويكمل سلخ النسيج المصري المسلم المسيحي من بعضه، ويطرح إجابة مفخخة مفادها: إنهم يتشحون بالأسود حُزنًا على دخول الإسلام مصر، نعم يرتدون السواد حدادًا على دخول المحتل العربي إلى مصر!
الأسود لون الشفافية
أوضح الأنبا عمانوئيل -خلال حواره مع الإعلامي عمرو أديب ببرنامج "كل يوم"، المذاع على شاشة "ON E"، أمس السبت- أن كل طائفة في المسيحية لها زي ولون خاص بها، فمثلا نجد المسيحيين في الصعيد يختلفون عن مسيحيي الإسكندرية، لافتًا إلى أن الموضوع مجرد اختلاف ثقافات في طريقة التعبير، فكل لون يحمل رمزا معينا.
وكشف الأنبا أن اللون الأسود يحمل معنى التقشف والتخلي عن مغريات العالم، بينما يحمل الأبيض معنى الشفافية والطهارة، وصرح أنه ليس لديه الحق في ارتداء اللون الأبيض إلا في أثناء الصلاة، لكن فيما يتعلق في ثوب الحياة اليومية لا يمكنه ارتداء الزي الأبيض.
ونوه إلى أن كل فئة من رجال الدين لهم ملبسهم الخاص بهم وكل رهبنة لها زيها الخاص، كما أن اللون وطريقة التفصيل لها معنى معين فهي طرق تعبير عن أمور وقناعات معينة، كاشفا قدرته على معرفة أي راهب لأي طائفة ينتمي من مظهر الملبس الخاص به حتى قبل معرفته شخصيا.
الإسلام أنقذ الكنيسة من الاضطهاد
"أصبح القساوسة في مصر يرتدون الأسود حزنًا على دخول الإسلام"، هكذا يفسر البعض تلك الظاهرة، إذن لماذا يرتدي القساوسة في بلدان أخرى الزي الأسود وهي بلدان لا تقع حتى في الشرق الأوسط وإنما غالبية سكانها ينتمون إلى المسيحية؟ ولماذا يرتدون الزي الأسود في حفلات التخرج وخلال مناقشات رسائل الماجستير والدكتوراه؟ ولماذا يرتدي المحامون الروب الأسود؟ ثم لماذا يحزن أصلا القساوسة على دخول العرب إلى مصر ويرتدون الأسود، إذا كانوا هم من رحبوا بهم واستقبلوهم بفرح حتى يتخلصوا من الرومان الذين كانوا يعذبونهم ويضطهدونهم في ذلك الوقت؟
السؤال نفسه حمله أحد الأشخاص إلى شنودة الثالث، الذي قال إن هذه شائعة منتشرة، موضحا أن "الملابس السوداء يلبسها القساوسة منذ القرون الأولى وقبل أن يدخل الإسلام إلى مصر بقرون عديدة. كما أن الملابس السوداء يلبسها رجال الدين من المسيحيين في غير مصر وفي غير الشرق وفي بلاد أيضا غالبيتها من المسيحيين، لأن الملابس الدينية تحمل معنى الوقار.
سواد العسكر!
من المعروف أن قضية ارتداء القساوسة للسواد ورقة يستغلها العسكر ويروج عنها الشائعات، ووفق كثير من المؤرخين، أن عصور ما قبل انقلاب يوليو 1952 كانت خالية تقريبا من الأحداث الطائفية اللهم إلا أحداثا فردية عفوية وغير مرتبة، وكانت الوحدة الوطنية بين المسلمين والمسيحيين في أوجها منذ اندلاع ثورة 1919.
ويذهب بعض المسيحيين إلى أن الأحداث الطائفية بدأت على نطاق ضيق في الخمسينيات والستينيات، وبلغت ذروتها في عهد السادات مع أحداث الخانكة في يونيو 1972، وأحداث الزاوية الحمراء عام 1981، واستمرت في عهد مبارك إلى الآن. وبعد سقوط حسني مبارك في فبراير 2011 ظهرت الكثير من الوثائق التي أكدت ضلوع نظام حسني مبارك بدور كبير في إشعال نار الصراعات الطائفية في مصر لتشتيت المجتمع وإضعافه، ومنها مسئولية حبيب العادلي، وزير داخلية مبارك، عن تفجير كنيسة القديسين بالإسكندرية.
في فبراير 2011، وبعد تنحي مبارك نشرت صفحة "خالد سعيد" وثيقة خطيرة حصل عليها ثوار 25 يناير من مقر مباحث أمن الدولة بالشرقية تُبين الدور الذي قام به هذا الجهاز لبث الفرقة والفتنة بين طوائف المجتمع المصري إبان حكم حسني مبارك.
وبعد ثورة الخامس والعشرين من يناير، قام العسكر بإشعال نار الفتنة والفرقة والخلاف بين شركاء الثورة من كل الحركات والتيارات والقوى التي شاركت في هذه الثورة، وكان للمجلس العسكري ومخابراته الحربية بقيادة السيسي دور كبير في هذه الفتنة التي أدت فى النهاية إلى مشهد 30 يونيو وما تبعه من انقلاب عسكري دموي على إرادة الشعب المصري بمساعدة نخب منحطة باعت ضميرها ومبادئها. وقسم العسكر الشعب المصري وأضعفه وأنهكه "إنتو شعب واحنا شعب"، "تسلم الأيادي" وغيرها.
"الطرف الثالث" ذلك المسمى الغامض الذي كان مجهولا قبل ثورة 25 يناير، وبعد الانقلاب ظهر أنه كائن عسكري مخابراتي يمتد ذيله إلى جهاز أمن الدولة، سجلت ولادته منذ اندلاع حريق القاهرة الذي قام به كاهن الانقلاب الأكبر جمال عبدالناصر، وتوالت جرائم "الطرف الثالث" كلما تقدم في السن وزادت خبرته، حتى وصل الأمر إلى تفجير الكنائس وقتل السياح أيام مبارك، وارتكاب مجازر في استاد بورسعيد وحرق أقسام الشرطة وفتح السجون أثناء الثورة، وقتل المتظاهرين، وغيرها.
وفي التحقيقات مع المجرم حبيب العادلي وزير داخلية المخلوع مبارك، ظهر الطرف الثالث الذي فجر كنيسة القديسين، لكن تم تبرئته لأن الانقلاب في حاجة إليه فقام بتفجير كنائس العباسية والإسكندرية وطنطا، وربما غير بعيد ارتباطه بتحريك عناصر داعش داخل محافظات مصر، لأنه يدير ملفات العمليات القذرة وارتكاب التفجيرات والاغتيالات.
ولكن السؤال ما علاقة الطرف الثالث بعنوان هذا التحليل؟
طرف الخيط يدلنا عليه الأنبا عمانوئيل مطران الأقصر للمسيحيين الكاثوليك، الذي أجاب عن شائعة يروجها هذا الطرف، حول سبب ارتداء فرانسيس بابا الفاتيكان الزي الأبيض أثناء تواجده في مصر، بينما ارتدى تواضروس بطريرك الكرازة المرقسية الزى الأسود؟
الطرف الثالث يشعل الفتنة الطائفية ويكمل سلخ النسيج المصري المسلم المسيحي من بعضه، ويطرح إجابة مفخخة مفادها: إنهم يتشحون بالأسود حُزنًا على دخول الإسلام مصر، نعم يرتدون السواد حدادًا على دخول المحتل العربي إلى مصر!
الأسود لون الشفافية
أوضح الأنبا عمانوئيل -خلال حواره مع الإعلامي عمرو أديب ببرنامج "كل يوم"، المذاع على شاشة "ON E"، أمس السبت- أن كل طائفة في المسيحية لها زي ولون خاص بها، فمثلا نجد المسيحيين في الصعيد يختلفون عن مسيحيي الإسكندرية، لافتًا إلى أن الموضوع مجرد اختلاف ثقافات في طريقة التعبير، فكل لون يحمل رمزا معينا.
وكشف الأنبا أن اللون الأسود يحمل معنى التقشف والتخلي عن مغريات العالم، بينما يحمل الأبيض معنى الشفافية والطهارة، وصرح أنه ليس لديه الحق في ارتداء اللون الأبيض إلا في أثناء الصلاة، لكن فيما يتعلق في ثوب الحياة اليومية لا يمكنه ارتداء الزي الأبيض.
ونوه إلى أن كل فئة من رجال الدين لهم ملبسهم الخاص بهم وكل رهبنة لها زيها الخاص، كما أن اللون وطريقة التفصيل لها معنى معين فهي طرق تعبير عن أمور وقناعات معينة، كاشفا قدرته على معرفة أي راهب لأي طائفة ينتمي من مظهر الملبس الخاص به حتى قبل معرفته شخصيا.
الإسلام أنقذ الكنيسة من الاضطهاد
"أصبح القساوسة في مصر يرتدون الأسود حزنًا على دخول الإسلام"، هكذا يفسر البعض تلك الظاهرة، إذن لماذا يرتدي القساوسة في بلدان أخرى الزي الأسود وهي بلدان لا تقع حتى في الشرق الأوسط وإنما غالبية سكانها ينتمون إلى المسيحية؟ ولماذا يرتدون الزي الأسود في حفلات التخرج وخلال مناقشات رسائل الماجستير والدكتوراه؟ ولماذا يرتدي المحامون الروب الأسود؟ ثم لماذا يحزن أصلا القساوسة على دخول العرب إلى مصر ويرتدون الأسود، إذا كانوا هم من رحبوا بهم واستقبلوهم بفرح حتى يتخلصوا من الرومان الذين كانوا يعذبونهم ويضطهدونهم في ذلك الوقت؟
السؤال نفسه حمله أحد الأشخاص إلى شنودة الثالث، الذي قال إن هذه شائعة منتشرة، موضحا أن "الملابس السوداء يلبسها القساوسة منذ القرون الأولى وقبل أن يدخل الإسلام إلى مصر بقرون عديدة. كما أن الملابس السوداء يلبسها رجال الدين من المسيحيين في غير مصر وفي غير الشرق وفي بلاد أيضا غالبيتها من المسيحيين، لأن الملابس الدينية تحمل معنى الوقار.
سواد العسكر!
من المعروف أن قضية ارتداء القساوسة للسواد ورقة يستغلها العسكر ويروج عنها الشائعات، ووفق كثير من المؤرخين، أن عصور ما قبل انقلاب يوليو 1952 كانت خالية تقريبا من الأحداث الطائفية اللهم إلا أحداثا فردية عفوية وغير مرتبة، وكانت الوحدة الوطنية بين المسلمين والمسيحيين في أوجها منذ اندلاع ثورة 1919.
ويذهب بعض المسيحيين إلى أن الأحداث الطائفية بدأت على نطاق ضيق في الخمسينيات والستينيات، وبلغت ذروتها في عهد السادات مع أحداث الخانكة في يونيو 1972، وأحداث الزاوية الحمراء عام 1981، واستمرت في عهد مبارك إلى الآن. وبعد سقوط حسني مبارك في فبراير 2011 ظهرت الكثير من الوثائق التي أكدت ضلوع نظام حسني مبارك بدور كبير في إشعال نار الصراعات الطائفية في مصر لتشتيت المجتمع وإضعافه، ومنها مسئولية حبيب العادلي، وزير داخلية مبارك، عن تفجير كنيسة القديسين بالإسكندرية.
في فبراير 2011، وبعد تنحي مبارك نشرت صفحة "خالد سعيد" وثيقة خطيرة حصل عليها ثوار 25 يناير من مقر مباحث أمن الدولة بالشرقية تُبين الدور الذي قام به هذا الجهاز لبث الفرقة والفتنة بين طوائف المجتمع المصري إبان حكم حسني مبارك.
وبعد ثورة الخامس والعشرين من يناير، قام العسكر بإشعال نار الفتنة والفرقة والخلاف بين شركاء الثورة من كل الحركات والتيارات والقوى التي شاركت في هذه الثورة، وكان للمجلس العسكري ومخابراته الحربية بقيادة السيسي دور كبير في هذه الفتنة التي أدت فى النهاية إلى مشهد 30 يونيو وما تبعه من انقلاب عسكري دموي على إرادة الشعب المصري بمساعدة نخب منحطة باعت ضميرها ومبادئها. وقسم العسكر الشعب المصري وأضعفه وأنهكه "إنتو شعب واحنا شعب"، "تسلم الأيادي" وغيرها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق