تزامنًا مع إرسال 5000 جندي تركي لقطر.. هل تكون الأزمة الخليجية بداية حرب كبرى؟
08/06/2017 11:53 م
كتب- أحمدي البنهاوي:
بالتزامن مع تصديق البرلمان التركي على إرسال ونشر 5000 جندي تركي إلى قطر، وفق إتفاقيات أمنية مشتركة،زيارة مفاجئة لوزير الخارجية الإيراني جواد ظريف إلى أنقرة صرح خلالها أن "الوضع مثير للقلق ونحن بحاجة لمناقشة أوضاع المنطقة مع تركيا" هل ستكون الأزمة الخليجية التى أشعلها ترامب بداية لحرب كبرى .
وكان مسؤول تركي قد علق قرار أرسال نشر 5000 جندي تركي إلى قطر لرويترز قائلا: "تمرير القرار كان سريعا و سنبدأ بعملية انتشار الجنود في قاعدتنا في قطر في أسرع وقت ممكن وذلك بسبب تصاعد الازمة". كما سحبت ألمانيا بالمقابل جنود لها في قاعدة عسكرية تركية إلى الأردن.
هذه التطورات السريعة جاءت بعدما "طفح الكيل" السعودية كما جاء على لسان وزير خارجيتها، وهو ما أعتبره محللون أن الأمر قابل لمزيد من التصعيد.
"كتب القتال"!
لم تعد حقيقة فلتات لسان جاءت في تصريحات الأذرع الإعلامية للإنقلاب، بل دعوة صريحة للحرب والمشاركة فيها، فعمرو أديب تكلم تحت عنوان عريض "كتب علينا القتال مع قطر" على قناة أون لايف المملوكة لأبو هشيمة المخابراتي، وأكد أن الأيام المقبلة ستكشف عن مستندات ووثائق تفضح قطر ودعمها للإرهاب في سيناء وليبيا واليمن وسوريا ومحاولة اختراق الأمن القومي للسعودية.
وقال إن قناة الجزيرة لم يأت من وراءها سوى الدمار مؤكدًا أن مصر كانت مضطرة للدخول في صراع مع قطر قائلًا: "كتب علينا القتال".
وقرأ الذراع الأمني، عبد المنعم سعيد، المفكر السياسي على قناة صدى البلد تصريحات ترامب بأنها "إشارة واضحة نحو التصعيد ضد قطر"، وأن "الأزمة الخليجية القطرية، "الزلزال" ضد الإرهاب.
واعتبر أن تدخل الكويت لن يفيد لأن القرار الخليجي أصبح موجه ضد الإرهاب ومن يموله مؤكدًا أن قطر تتسبب في ضرر كبير للمنطقة لكن ما زال الباب مفتوح نحو الدوحة للتراجع معتقدًا أن تصريحات ترامب كانت مشجعه لقرار السعودية وإشارة جيدة نحو التصعيد مشيرًا إلى أن رسالة الكويت ستتضمن عرض مبادئ اتفاق عام 2014 والتي أخلت بها الدوحة مطالبًا بضرورة طرد المجموعات المتطرفة والإخوان من قطر ووضع عقوبات في حال عدم التنفيذ كما طالب السعودية ومصر والإمارات بضرورة تقديم الأدلة على دعم قطر للإرهاب.
أبوظبي المستفيد
ورأى الإعلامي شريف منصور في تغريدة عبر حسابه على الفيس بوك أنه "إذا نجح محمد بن زايد ومن خلفه الصهاينة في توريط السعودية بغزو قطر عسكريا،فسيكون مصير السعودية التفكك والتقسيم كما حدث للعراق بعد غزو الكويت ،وسيكون نفس السيناريو ،،هدف محمد بن زايد ومن خلفه الصهاينة هو تفكيك السعودية".
أما الإعلامي د.أحمد الجعفر، فقال "كأني أرى تحالفان يتشكلان على وقع تسريبات العتيبة وما سبقها من اختراق وكالة أنباء قطر وبدء حملة قطر خطر: التحالف الأول مكون من : روسيا وتركيا وإيران وباكستان وقطر والكويت. والتحالف الثاني مكون من : السعودية والإمارات والبحرين والأردن واليمن ومصر".
وأضاف "تذكروا (تقسيم المقسم وتفتيت المفتت وتمزيق الممزق) سياسة صهيونية لها وكلاء عرب يعيشون بيننا وعلى أرضنا وتحت سماءنا.
فورين بوليسي
وتحت عنوان "هل سيشعل المنفى الدبلوماسي لقطر حربا كبرى جديدة؟" نشرت صحيفة "فورين بوليسي" مقالا أشار إلى أن دول الخليج السنية كانت منذ وقت بعيد تمهد لحرب مع إيران، معتبرا أن الوضع حول قطر قد يصبح الذريعة المرجوة التي تبحث عنها هذه الدول.
واعتبر كاتب المقال أن العالم ربما يقف اليوم أمام لحظة تاريخية يمكن مقارنتها مع اغتيال الدوق فرانز فرديناند في سراييفو عام 1914، ما مثل شرارة الحرب العالمية الأولى.
وأوضح هندرسون أن الإجراءات التي اتخذتها الدول العربية الأربع (السعودية والإمارات والبحرين ومصر)، ضد قطر والمتمثلة في قطع العلاقات الدبلوماسية، وإغلاق المجال الجوي أمام الرحلات القطرية، وإغلاق الحدود البرية والبحرية، تمثل "ذريعة للحرب" بكل معنى الكلمة.
وأعاد إلى الأذهان أن حرب الأيام الستة ، اندلعت بذريعة قبل 50 عاما بإغلاق مصر لمضيق تيران، ما منع إسرائيل من الطريق الوحيد للوصول إلى البحر الأحمر.
وردت إيران على الحركة السعودية الإماراتية، حسب تقارير إعلامية، بقرار السماح لقطر باستخدام 3 من موانئها للحصول على توريدات المواد الغذائية الضرورية. وحذر هندرسون من أن الرياض وأبوظبي ستعتبران، على الأرجح، هذه الخطوة الإيرانية تأكيدا لـ"خيانة" الدوحة في سياق علاقاتها مع طهران.
وقال الباحث سايمون هندرسون، المدير برنامج الخليج وسياسة الطاقة في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، كاتب المقال إن "قطر تعتبر نفسها ضحية لمؤامرة دبرتها الرياض وأبوظبي"، وأن الرياض بدورها ترى الدوحة كجهة مشاغبة في المنطقة، وأضاف أن الدعم القطري لجماعة الإخوان المسلمين المحظورة في الإمارات، يغضب أبوظبي، على حد قوله.
ودعا هندرسون واشنطن إلى لعب دور مهم في تخفيف التوتر في هذا الوضع الخطير بالخليج، وأن تعمل بسرعة لإيقاف هذا الانزلاق نحو الحرب دون أن تنتظر "بدء المذبحة"، على حد وصفه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق