سفير قطر لدى واشنطن: دول الخليج قاطعتنا قبل أن تحدد مطالبها!
09/06/2017 10:30 م
كتب- حمدي البنهاوي:
أكد مشعل بن حمد آل ثاني، السفير القطري لدى واشنطن، أن "قطر لديها الشجاعة الكافية للاعتراف إن كانت هناك بعض الأمور التي تستلزم إجراء تعديلات".
وفي حوار مع صحيفة "فايننشال تايمز" الأمريكية، قال "آل ثاني" إن ترامب - الذي تحدث مع قادة كل من قطر والسعودية والإمارات خلال اليومين الماضيين- نؤمن بقدرته على تهدئة هذه الأزمة".
وألمح الشيخ مشعل بن حمد آل ثاني، السفير القطري لدى واشنطن، إلى أن ما تريده الإمارات والسعودية والبحرين، ما يزال غير اضح المعالم، مشيرا إلى أن الدول بدأت فرض حصارٍ دبلوماسيٍ واقتصاديٍ لم يسبق له مثيل ضد قطر، وقالوا إنهم يريدون مهلة 10 أيام من أجل تقديم مطالبهم.
وأوضح أن قطر ترغب من واشنطن المساعدة على فهم ما تريده تلك الدول الثلاث؛ لأننا لا نعلم حتى هذه اللحظة ما يسعون إليه وما يريدونه".
و"أضاف أنه على الرغم من أن قطر تتحضر لتصحيح أي أخطاء يوجهها إليها متهموها ويتمكنون من إثباتها، فإنها لن تتنازل عن سيادتها على سياساتها الخارجية".
وهذا التصريح الأخير أوله المتصيدون لقطر، إلى أن السفير القطري في واشنطن يرى أن بلاده ستنظر في تقديم تنازلات لتهدئة السعودية والدول الخليجية".
دور ترامب
وأضاف سفير قطر بواشنطن أن الجهود الدبلوماسية التي بُذِلت يوم الإثنين الماضي لعزل قطر بسرعة كبيرة، حتى وصلت إلى أزمة إقليمية تهدد باستقطاب كل من تركيا وروسيا وإيران، إلا أن وجود الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أعطاها زخماً بالغ الأهمية من أجل تسوية الأزمة التي عزلت الدولة الصغيرة المُصدِّرة للغاز.
وفي حديثه مع صحيفة فايننشيال تايمز، بعد اجتماعات وزارة الخارجية الثلاثاء الماضي، قال آل ثاني: "التعاون الأهم الذي حدث حتى الآن، جاء من طرف رئيس الولايات المتحدة، ونحن نقدر تلك الخطوة كثيراً". وأضاف: "نؤمن بأن تدخُّل رئيس الولايات المتحدة سيضع حداً للأزمة وينهيها تماماً".
وقال آل ثاني الذي ذكر أنه على "تواصل مستمر" مع وزارة الخارجية الأميركية منذ بدء الأزمة، إنه "فوجئ" من تعليقات ترامب على تويتر صباح الثلاثاء الماضي، والتي بدت كأنها تمدح السعوديين لمبادرتهم في إحداث الانشقاق، عندما قال إن زيارته الأخيرة إلى المملكة، "بدأت تؤتي ثمارها".
ثم قول ترامب "ربما تكون هذه هي بداية النهاية لأهوال ورعب الإرهاب"، قائلاً إن قادة المنطقة يشيرون إلى قطر.
وقف التصعيد
وقال آل ثاني عن المخاوف التي أثارها الموقف العام السابق لترامب: "لقد تجاوزنا تلك النقطة بالفعل"، مشيراً إلى موجة من المكالمات الهاتفية والاجتماعات بين وزارة الخارجية الأميركية والدبلوماسيين القطريين.
وقال آل ثاني: "لدينا تعهدات والتزامات واضحة للغاية بمطاردة الإرهابيين. لا ننكر وجود بعض التحديات بذلك القطاع في الماضي، إلا أن العمل جنباً إلى جنب مع الولايات المتحدة، جعلنا نتمكن من الارتقاء بطاقاتنا، وتحسينها". وأضاف: "ولكن، الإرهابيون سيتمكنون دائماً من إيجاد بعض الثغرات والمنافذ".
وتستضيف قطر ما يزيد على 10.000 جندي أميركي في قاعدة جوية إقليمية، وعليه تحرَّك كبار المسؤولين في وزارة الخارجية الأميركية والبنتاغون تجاه طمأنة الحلفاء بقطر، وأعادوا تأكيد تحالفهم، ونادوا بوقف التصعيد.
اعتراف الفدية
واعترف آل ثاني بدفع قطر مبلغاً مثيراً للجدل، بعد مباحثات طويلة الأمد للإفراج عن 26 مواطناً قطرياً. إلا أنه نفى إرسال فدية إلى الجماعات الإرهابية، قائلاً إن الحكومة العراقية حصلت على المبلغ في مقابل جهود الوساطة. ولم يُعلِّق على التقارير التي أفادت بوصول المبلغ إلى مليار دولار أميركي.
كما انتقد سياسات إيران "المزعزعة للاستقرار" في المنطقة، مشيراً إلى اليمن والبحرين وسوريا والعراق. وقال إن قطر لم تُؤيد حماس، التي أعلنتها الولايات المتحدة كجماعة إرهابية، ولكنها قامت من قبل بتيسير المحادثات بين حماس وطالبان.
الإخوان 50 مليونًا
فضلاً عن ذلك، لم يتضح فوراً الموقع الذي قد تتحضّر قطر لتفسح المجال فيه بخصوص العديد من القضايا التي تثير غضب دول الخليج السُنية المجاورة. ورفض تسمية الإخوان المسلمين حركة إرهابية، قائلاً إنه ليس ممكناً تجريم وحظر 50 مليون شخص، أو فرض قيود على شبكة الجزيرة الإخبارية.
وختم حديثه قائلاً: "إن شعروا بالتهديد من قِبل الجزيرة، فقد أصبح الأمر فلسفياً بصورة أكبر؛ هل يخشون وسائل الإعلام الحُرة وحُرية التعبير والقول؟!".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق