"بلومبرج" للمصريين: لا تلوموا إلا أنفسكم بعد الانقلاب على مرسي
01/06/2017 07:58 م
تعليقًا على حملات الاعتقالات والقتل وحجب المواقع الصحفية، وإصدار قانون يكبل العمل الخيري والحقوقي "الجمعيات الاهلية"، قال موقع بلومبرج الإخباري الأمريكي، إن "من يتحمّل اللوم ليس "ترامب" ولكن يتحمّله المصريون الذين تخلوا عن رئيس منتخب ديمقراطيا".
وقال الموقع، في تقرير نشره اليوم الخميس، إنه "لا ينبغي إلقاء اللوم على ترامب فيما يحدث في مصر، فسياسات ترامب تجاه مصر كانت هي نفس السياسات التي انتهجها الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما"، وأضافت "المصريون هم الذين يتحملون تبعات عزل الرئيس محمد مرسي المنتخب بصورة ديمقراطية".
وفي إطار مواصلة وسائل الإعلام الأجنبية تغطيتها لإصدار قانون تنظيم عمل الجمعيات الأهلية، وحجب المواقع الصحفية، جاءت غالبية التعليقات سلبية، وألقت صحيفة (واشنطن بوست) باللوم على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب؛ "لعدم تشديده على قضية حقوق الإنسان خلال مباحثاته مع السيسي".
وقالت الصحيفة، إن ذلك أدى إلى قيام حكومة السيسي بسلسلة إجراءات قمعية جديدة، منها حجب بعض المواقع الإلكترونية، وإصدار قانون الجمعيات الأهلية، ودعت الكونجرس إلى منع المساعدات العسكرية لمصر؛ باعتبار أنه هو من يقرر المساعدات لمصر.
ودعا أستاذ القانون الدولي والدستوري بجامعة هارفارد، "نواه فيلدمان"، في المقال الذي نشره الموقع اليوم الخميس، المصريين إلى التوقف عن تحميل دونالد ترامب أو الأمريكيين بصفة عامةً مسئولية الحكم القمعي الذي يمارسه عبدالفتاح السيسي؛ معتبرا أن اللوم يقع على طرف آخر تماما، هو الشعب نفسه الذي بارك الانقلاب العسكري على الرئيس المنتخب مرسي، وأظهر دعما للسيسي المنقلب في ذلك الحين.
وقال: "حينما ذهب المصريون إلى صناديق الاقتراع وانتخبوا حكومة ديمقراطية يقودها أعضاء من الإخوان المسلمين بهامشٍ ضئيل، كان ذلك انعكاسا لفاعليتهم السياسية، وليس تدخلا أمريكيا، فلم تكن الولايات المتحدة تُفضِّل ظهور حكومة إسلامية منتخبة ديمقراطيا في مصر أو في أي مكانٍ آخر، وكانت تخشى تلك النتيجة".
وقال إن هدفه ليس إعادة صياغة تفاصيل تلك الكارثة الديمقراطية، بل الإشارة إلى أنَّه "من حدد مصير الديمقراطية في مصر هم المصريون وليس الخارج، فقد كانت إدارة أوباما مستعدة للقبول بحكومة مرسي".
وخلص الكاتب إلى التشاؤم حيال حصول المصريين على الديمقراطية مرة أخرى لمدة جيل كامل تقريبا؛ بسبب القرارات السياسية التي اتخذها المصريون الذين كانوا ولا يزالون وكلاء على مصيرهم، فهم الذين رفضوا الحكم الديمقراطي بكل عيوبه وقيوده، واختاروا ديكتاتورية عسكرية.
الإخوان فقط هم قوة التغيير
وقال فيلدمان: إن السبب الحقيقي لقمع السيسي لمعارضيه، والقيود على حقوق الإنسان والمؤسسات الخيرية الأخرى، يرجع إلى أنه لم يعد أي أحد أو جهة ما قادرة على مواجهة السيسي أو تحقيق التوازن في مواجهته، في ظل حظر جماعة الإخوان المسلمين وسجن قادتها.
وتابع: "لا توجد أي قوةٍ في مصر قادرة على الوقوف في وجه السيسي منذ القرار الكارثي الذي اتخذه قطاع من الجماهير المصرية بالارتداد على القادة المُنتَخبين ديمقراطيا، مهما كان هؤلاء القادة سيئين، واللجوء إلى الجيش".
وقال: إن أوباما دعم السيسي أيضا، ورفض اعتبار استيلاء السيسي على السلطة في 2013 انقلابا، وأعاد في نهاية المطاف المساعدات العسكرية لمصر كاملة، وتغلبت قيمة مصر بالنسبة للإدارة الأمريكية على قيمة الديمقراطية.
https://www.bloomberg.com/view/articles/2017-05-31/egypt-can-only-blame-itself-for-president-s-crackdown
https://www.bloomberg.com/view/articles/2017-05-31/egypt-can-only-blame-itself-for-president-s-crackdown
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق