السيسي ينشر مليشيا البلاك بلوك في الصعيد.. هل يجهز لحرب أهلية؟
16/06/2017 01:12 ص
كتب سيد توكل:
"زي سوريا والعيراااااء" هذا هو المصير الذي تنزلق إليه مصر، ويصر عليه قائد الانقلاب السفيه عبدالفتاح السيسي، الذي أعطى الضوء الأخضر بتدريب وتجهيز مليشيات من شباب الكنيسة بالمنيا، بزعم التصدي إلى الأعمال التخريبية، بعد حادثة الهجوم الإرهابي المروع على أحد أتوبيسات الصعيد التي كانت تقل زوارًا مسيحيين لأحد الأديرة، ظهر فيما بعد تورط مخابرات العسكر في الأمر.
مليشيات المنيا ستتجهز لتكون على شاكلة "البلاك بلوك" التي استخدمها العسكر، في فرض حالة الفوضى والشغب في الشارع المصري، بعد انتخاب الرئيس محمد مرسي، وحتى انقلاب 30 يونيو 2013، بعدها دخلت إلى داخل الكنيسة واختفت، يتزامن ذلك مع اتفاق كلا من أعضاء لجنة الدفاع والأمن القومي ببرلمان العسكر، وحكومة الانقلاب إلى تحويل المدنيين إلى معاوني شرطة، في خطوة ثانية لنشر ثقافة المليشيات (الشبيحة والحشد الشعبي) على نحو ما يجري في سوريا والعراق.
واعتبر خبراء أن مليشيات المنيا ومعاوني الشرطة، هو تسخير الشعب في خدمة أمن جنرالات الانقلاب، حيث وافق برلمان الدم على تعديل قرار رئيس مجلس وزراء الانقلاب، الذي يتضمن مشروع قانون بتعديل بعض أحكام القانون 109 لسنة 1971 بشأن هيئة الشرطة، للسماح بالعناصر الشبابية والنسائية بالانضمام إلى "معاونى الأمن".
وجاء ذلك بناء على ما أصدره قائد الانقلاب السفيه عبدالفتاح السيسي، من قرار بقانون بتعديل بعض أحكام قانون هيئة الشرطة الصادر بالقانون رقم "109 لسنة 1971" لاستحداث فئة جديدة ضمن أعضاء هيئة الشرطة بمسمى «معاون أمن» يتمتع بصفة الضبطية القضائية.
الأنبا مرقس: الداخلية تدرب كشافة الكنيسة لحمايتها |
جيش البلطجيةوعادة ما تستعين وزارة الداخلية في حكومة الانقلاب بالبلطجية أو ما يطلق عليهم في وسائل الإعلام الرسمية "المواطنون الشرفاء"، لفضّ أي تظاهرة أو اعتصام مناوئ للانقلاب.
وفي العام الماضي وأمام مقر نقابة الصحفيين اقتحم مجموعة من "المواطنين الشرفاء" وهم يحملون صور السفيه عبدالفتاح السيسي ومعهم مكبرات الصوت وحاولوا الاشتباك مع الصحفيين المعتصمين، وأظهرت عدسات الصحفيين صورًا وفيديوهات لما قام به "المواطنون الشرفاء".
من جانبه أعرب "نجاد البرعي" الناشط الحقوقي، عن رفضه تمرير البرلمان لهذا القرار للقرار، لافتا إلى أنه سيتم تحويل ما لا مهنة له إلى مخبر وربما يكون بلطجيا، نظرا للصلاحيات التي ستكون موكلة إليه.
وأشار البرعي: "هنا سيتحول المواطن إلى أمنجي لكن بقرار رسمي، كما أن القانون سيمنح لأشخاص محدودي التعليم صلاحيات واسعة كانت في السابق تخص ضباطًا ووكلاء نيابة ومأموري الضبط القضائي فقط، مما قد يكون سببًا لعدم تعاون المواطنين ويؤدي لتأثير عكسي، فبدلاً من أن يحقق القرار عودة الأمن والنظام، يخلق مشكلات، في ظل شكوك في التزامهم بالقانون طول الوقت".
بلاك بلوكوتجهيزا لمليشيات كنسية على شاكلة "البلاك بلوك" من جانبه قال اللواء ممدوح عبدالمنصف، مدير أمن المنيا في حكومة الانقلاب، إنه تم الاتفاق مع المطارنة والقساوسة بمختلف الكنائس والأديرة على اختيار مجموعة من شباب الكنيسة لتدريبهم في قسم الحماية المدنية، على كيفية التأمين والتصدي لأي أعمال من شأنها الأضرار بالأمن القومي أو الأعمال التخريبية في الكنائس.
وأوضح مدير الأمن، أنه طلب من الكنائس والمطرانيات ضرورة الاستعانة بعنصر رجالي وآخر نسائي من الكشافة التابعة للكنيسة لفحص المترددين، خاصة في أوقات الصلوات، ومن الواضح أن مدير الأمن يستنسخ مليشيا البلاك بلوك المحسوبة على الكنيسة، التي تعتبر الجناح المسلح لها، لعدة أسباب:
أهمها النمط الإعلامي المستخدم ونوع العمليات وطبيعة الاستهداف والظروف المحيطة بالعلاقة بين النظام من ناحية والكنيسة من ناحية أخرى.
للتغطية على فشل السيسي.. الداخلية تدرب مليشيات الكنيسة "بلاك بلوك" |
من جانبه يقول رئيس المركز المصري لدراسات الإعلام والرأي العام مصطفى خضري: "عودة البلاك بلوك يمكن تلخيصها في ثلاثة أسباب "أولها إعدام المسيحيين في ليبيا، الذي أثار موجة من الغضب داخل الكنيسة بعد تواتر أنباء عن ضلوع النظام في الحادث كمقدمة للتدخل في ليبيا، وثانيها ظهور صراع واضح للعيان بين الكنيسة والنظام".
وأردف قائلا "السبب الثالث يكمن في صدمة المجتمع المسيحي من تجاهل النظام له، مع أنه شريك رئيسي في انقلاب ٣ يوليو ومطالبته بمميزات خاصة وفاتورة يجب أن يدفعها النظام"، متوقعا أن تكون "الكنيسة شعرت ببوادر سقوط وشيك للنظام مما جعلها تقبل على تحريك مليشياتها المسلحة ليكون لها موضع قدم في حالة رجوع التيار الإسلامي إلى الحكم".
في المقابل، حمل رئيس الأكاديمية الدولية للدراسات والتنمية ممدوح المنير، الانقلاب المسئولية عن ظهور مليشيات الكنيسة، واعتبر أنها "رسالة يريد منها النظام اصطناع حرب أهلية"، وأضاف أن عودة البلاك بلوك بلا هدف حقيقي، لأن قوات الجيش والشرطة تقوم بكل ما يلزم من قتل واعتقال وانتهاك للحرمات وتدمير للمنازل بحق الإخوان، ولا تحتاج إلى دعم من أي جهة.
وتوقع أن تستمر "البلاك بلوك" في العمل في مواجهة الموجة الثورية، للتخفيف عن الأجهزة الأمنية في الشارع بإدخال البلطجية تحت عباءة هذه الحركة أو غيرها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق