نهاية السيسي!!
28/08/2017 04:51 م
كتب- محمد مصباح:
كثيرا ما نسمع في تلك الاونة المزيد من التحليلات حول نهاية قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي التراجيدية، سواء ربطت تلك التحليلات والتوقعات بملف الانتهاكات المتصاعدة في المجتمع المصري، أو تلك المرتبطة بفشله الاقتصادي وتفاقم الديون الداخلية والخارجية على نظامه، أو فشله في وقف العنف في المجتمع المصري، أو لتلاعبه بحليفه الاكبر ترامب، والذي يثير اعجابه وتقديره، وعقده صفقات في الخفاء مع كوريا الشمالية، أو بسبب تدمير مقدرات الجيش العسكرية في سيناء وفي ليبيا وتعويضه اقتصاديا، وهو ما يعني تدمير الدولة المصرية، أو بسبب معاداته لرجل الاعمال اصحاب التاثير القوي في ملفات الاقتصاد والاعلام والعلاقات الخارجية مع دوائرهم الاقتصادية بالخارج، وهو ما يفسر تكالب الاجهزة المخابراتية على شراء القنوات التلفزيونية والتي كان اخرها قيام شركة فالكون للامن والحراسة بشراء قناة الحياة، او سواء كان بتمدد اعداء السيسي المحليين والدوليين في مجالات اوسع ضاغطة على السيسي..
أو بسبب تردد السيسي وارتباكه في علاقاته السياسية الدولية والافريقية ...لحد أن يصفه الاكاديمي د.يحي القزاز بأنه كـ"الغانية "الداعرة" الراقصة التي تحاول ارضاء الجميع..وفي الاخر تفشل "!!!
كل تلك التحليلات السابقة بمابة أسباب قد تقرب نهاية السيسي في مصر..ويبقى البحث عن بديل مهمة المراكز الاستراتيجية سواء بالداخل او بدول الاقليم المؤرة او بالمجتمع الدولي....
تعديل الدستور..قنبلة
وفي هذا السياق، قال سعد الدين إبراهيم، أستاذ علم الاجتماع السياسي ومدير مركز ابن خلدون للدراسات الإنمائية، والمقرب من واشنطن، إنه يعارض مطالبة بعض أعضاء مجلس النواب بتعديل الدستور لمد فترة الرئاسة الحالية والسماح لعبد الفتاح السيسي بالبقاء في الحكم لمدد متتالية.
واعتبر إبراهيم في حوار لموقع الجزيرة مباشر ، مؤخرا، هذه المطالبة بمثابة "نفاق" ومحاولة للتزلف للسيسي، مشبها تلك التعديلات بما حدث في عهد السادات، مضيفا "أرجو ألا تكون النهاية تراجيدية"، مشيرا إلى أن الرئيس الراحل لم يستفد بالتعديل الذي يسمح بالترشح لفترات رئاسية متعددة بعد اغتياله بل كان الرئيس المخلوع حسني مبارك هو المستفيد، وكانت نهاية الأخير سيئة، مستطردا "نقول للمتزلفين والمنافقين توقفوا عن هذا النفاق واحترموا الإرادة الشعبية"!!!
تلك الكلمات على ما يبدو بمثابة رسالةغير مباشرة من الحليف الامريكي....
رسالة المعونة الأمريكية
وفي السياق نفسه، يكثر الحديث عن نهاية السيسي في اسرائيل، وهي الدولة الاكبر استفادة من بقاء السيسي..
حيث تنتاب إسرائيل حالة من الذعر والفزع، عقب حجب المعونة الأمريكية عن مصر، من سقوط السيسي، معتبرة أن وجود السيسي في الحكم مكسبا لا يمكن التخلي عنه من أوجه عدة، فمن جهة أنه يمنع عودة الإخوان للحكم وبالتالي يوقف حرب التحرير الوشيكة التي تهدف لاستعادة الأراضي المحتلة، بحسب اسرائيل.
كما تتخدث النقديرات الاسرائيلية عن إن تكلفة دعم السيسي عن طريق المعونة الأمريكية وغيرها، أقل بكثير من تكلفة محاربة دولة الإخوان الوشيكة بعد سقوط السيسي، ما يعني أن المنطقة العربية ستدخل حربا لا هوادة فيها ستنتهي بزوال الكيان الصهيوني إلى الأبد.
ومن جهة ثالثة، فإن قطع المعونة عن مصر يجعل دور الولايات المتحدة في الحفاظ على استمرار معاهدة السلام مع مصر ضعيف، ما يهدد بالتضحية بالسيسي والإتيان بالإخوان أو ببديل معادٍ للكيان الصهيوني وإعادة فكرة حرب التحرير.
وذلك وفق ما قاله الكاتب الإسرائيلي يوسف اليعاز إن سقوط السيسي بدعوى تدهور ملف حقوق الإنسان يعني عودة الإخوان المسلمين للحكم من جديد، ما يعني انهيار "التوازن النسبي في المنطقة" كما أسماه الكاتب.
ونقلت صحيفة نيويورك تايمز ، مؤخرا، أن حجب المعونات لعب بالنار؛ لأن المعونات جزء من معاهدة السلام التي لا يمكن تفكيكها أو إخراج هذا الجزء منها، مؤكدا أن قطع المعونات يمكن قراءته على أن أمركيا تُسقط أحد أصدقائها.
وأضاف الكاتب الإسرائيلي في مقال له على موقع نيوز1 العبري أنه على الرغم من ضعف مصر، فإنها بقيادة السيسي حجر عثرة ضد التمدد الإيراني وعودة الإخوان أو كما أسماه بالتطرف الإسلامي.
واعتبر ايهود عاري، محلل الشؤون العربية في التلفزيون الإسرائيلي، أن قطع المعونة ينزع لبنة من جدار اتفاقية كامب ديفيد، ما قد يؤدي لانهيار الاتفاقية برمتها.
واعتبر "اليعاز" أن عودة الإخوان تعني اندلاع حرب بين مصر إسلامية وإسرائيل، ما يعني أن نفقات إسقاط السيسي أكبر من النفقات المتوقعة لما بعد سقوطه.
تأتي هذه التصريحات بعد أيام من قطع المعونة وحديث صحف عبرية عن احتمالية أن يضغط السيسي "حليف إسرائيل" على الكيان الصهيوني لإعادة الدعم الأمريكي مرة أخرى، وهو ما تم بالفعل.
جدير بالذكر أن الولايات المتحدة حجبت نحو 290 مليون دولار من المساعدات السنوية المقدمة لمصر؛ بسبب ملف حقوق الإنسان المتدهور منذ انقلاب 3 يوليو.
عودة الحديث والكلام عن نهاية السيسي، قد يؤشر فعلا لازمة نهاية عصر السيسي في ظل الرفض الكبير لسياساته في الاوساط الامريكية التي تبقي عليه لمجرد تحقيق مصالحها...
الثوار!!
ولعل ما يهم في المسألة ، قوة الفعل الثوري الذي عليه استغلال اللحظة التاريخية، عبر تكثيف ضغوطهم ومعاركهم السياسية والاقتصادية والحقوقية والميدانية ضد الانقلاب العسكري ..
وليس الافراط في الحديث عن تأملات ما بعد السيسي أو ترتيبات المرحلة، بل التركيز على اسقاط السيسي وعساكره الذين عليهم العودة لثكناتهم....من أجل مصلحة مصر التي باتت طاردة للعقول والاسستثمارات والسياحة...وغيرها...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق