"الجارديان" تروى كابوس "محامي حقوق إنسان" داخل داهليز الاعتقال
منذ 7 ساعة
عدد القراءات: 415
تواصل الأذرع الأمنية للسيسي سياسات القتل البطئ و تعذيب المعتقلين السياسين في مصر , حيث اعتدنا يوميًا على خروج تقارير حقوقية بشأن عمليات التعذيب الممنهجه في المعتقلات , بينما سلطت صحيفة "الجارديان" الضوء على عمليات التعذيب الممنهجة , وأجرى مراسلها في القاهرة "جاك شينكر" لقاءًا مع محاميًا في حقوق الإنسان قد تم اختطافه وتعذيبه على يد قوات الأمن , كاشفًا الفظائع التي تجري في السجون المصرية .
وعرض تقرير "شينكر" , معاناة محامي قضايا حقوق الإنسان طارق (تيتو) حسين، (24 عاما)، داخل داهليز معتقلات النظام العسكري , و رحلته مع الاختطاف والاحتجاز القسري لعدة أسابيع , مشيرًا إلى أن الأجهزة الأمنية مسؤولة عن تعذيب السجناء وحرمانهم من أبسط الحقوق الإنسانية.
وأوضح التقرير , أن قوات الأمن حاولت نزع اعترافات كاذبة من "طارق" , أثناء التحقيق بالضرب، واستخدام الصعق الكهربائي، , مشيرًا إلى أنهم لا يسمحون للمعتقلين بالاتصال مع المحامين والحصول على الاستشارة القانونية، واستخدام أساليب عنف , وهذا ما يعد خرقا للدستور المصري والقانون الدولي.
وتذكر الصحيفة أن تلك الاتهامات جاءت بعد أيام من صدور تقرير عن منظمة "هيومان رايتس ووتش"، فصلت فيه "التعذيب المنتشر في ظل حكم الجنرال عبد الفتاح السيسي"، وجاء فيه أن حجم انتهاكات حقوق الإنسان "قد يصل إلى جرائم ضد الإنسانية"، لافتة إلى أن وزارة الخارجية قالت إن التقرير يقوم على أدلة باطلة ومحاولة مدروسة لتشويه سمعة مصر.
وسرد التقرير , رحلة "طارق" مع الكابوس الذي استيقظ عليه في 17 يونيو، عندما عُكّر صفو بيت عائلته في القرية الصغيرة كفر حمزة، شمال القاهرة، وسُمع طرق على الباب، وعندما حاولت أمه معرفة من الطارق، فإنها وجدت أكثر من 50 عنصرا من قوات الأمن المدججين بالسلاح ينتظرون في الشارع.
وتبين الصحيفة أنه عندما طلب حسين أمرا من النيابة بالقبض عليه، جاءه الرد "تعرف أن الأمور لا تسير بهذه الطريقة هنا"، حيث صعد المحامي في مجال النشاط المطالب بالديمقراطية، بعدما اعتقل شقيقه الأصغر لأكثر من عامين، دون توجيه اتهامات له، بعدما ارتدى قميصا كتب عليه "شعب بلا تعذيب"، واختفى حسين في ما يصفه الكاتب بـ"متاهة" تشبه العالم الروائي لكافكا، وتنقل بين البيروقراطية والتعذيب المنظم لمدة 42 يوما، ونقل ما بين عدد من مراكز الشرطة والسجون والمحاكم حول مصر دون أن تعرف عائلته مكانه.
وقال حسين للصحيفة إنه تعرض للتحقيق أكثر من مرة أثناء اعتقاله، وسئل مرارا حول موقفه من ثورة عام 2011، وعن رأيه بقادة المعارضة البارزين، ومقالاته التي كتبها لمنظمات حقوق الإنسان الدولية، حيث إنه لم يعرف في البداية طبيعة الاتهامات الموجهة إليه، ومنع من الاتصال مع محاميه، وعند تقديمه أمام النيابة اتهم بالتحريض ضد الدولة، وعضوية جماعة محظورة، وهي جماعة الإخوان المسلمين.
ويورد شينكر نقلا عن حسين، قوله: "لو كان لديك حلم بتغيير مصر للأفضل، والعيش في بلد يحترم فيه القانون، ويتم فيه رفض عنف الدولة، فإن هناك ثمنا يجب أن تدفعه"، وأضاف: "يعتقد هذا النظام أن القتال من أجل حقوقك هو جريمة، إلا أن الجريمة الحقيقية هو ما يحدث داخل السجون المصرية".
وتفيد الصحيفة بأن حسين ظل محتجزا على مدى أسابيع في عدد من المعتقلات، ونقل في عربات الشرطة المكتظة بالسجناء، التي كانت تحمل أحيانا حوالي 150 سجينا، حيث كانت تقف تحت شمس الصيف أمام مراكز الشرطة، لافتة إلى أنه عندما مرض حسين، وأصبح يتقيأ دما، فإن سلطات السجن لم تسارع لتقديم الدواء له، وقيل إنه يواجه سجنا لمدة عام في جريمة لم تحدد.
وينوه الكاتب إلى أن حسين عانى من أسوأ تجارب السجن في معسكر اعتقال في مركز بدر البحيرة، وهي بلدة تقع غرب دلتا النيل، فيقول: "منذ اللحظة الأولى التي وصلت فيها كان من الواضح أن الإجراءات في داخل هذا السجن وحشية"، وطلب من القادمين الجدد التعري ومواجهة الجدار، حيث قام حراس السجن بجلدهم بأنابيب بلاستيكية، ويقول: "كنا نسمع على طول ممرات السجن صراخ الأشخاص الذين كانوا يعذبون، وأصوات الصعقات الكهربائية، وكان يمر من جانبنا أشخاص مغطون بالدم".
ويعلق حسين قائلا: "أنا محامي حقوق إنسان، ومن المفترض أن أقوم بالدفاع عن هؤلاء الأشخاص ضد هذه الوحشية، وكانت لحظة في حياتي اكتشفت فيها معنى أن تكون منهارا".
وينقل التقرير عن حسين بيومي، من حملة "أمنستي إنترناشونال مصر"، قوله إن معاناة طارق حسين تعكس أزمة حقوق إنسان أكبر تعيشها مصر، حيث يتم العمل بقوانين الطوارئ، ومنع التظاهرات، واعتقال عدد كبير من الصحافيين، وحجب المئات من مواقع الإنترنت، وقمع حرية التعبير.
ويكشف شينكر عن أن منظمة "أمنستي إنترناشونال" أصدرت العام الماضي تقريرا حول الاختفاء القسري، الذي قالت إنه زاد بشكل كبير، وبأن قوى الأمن تختطف أربعة مواطنين في كل يوم، وتحتجزهم في أماكن مجهولة.
وتختم "الغارديان" تقريرها بالإشارة إلى أن آخر ضحايا عنف الدولة كان صديقا لطارق، وهو إبراهيم متولي حجازي، الذي أنشأ رابطة أسر المختفين قسريا، وهو في مطار القاهرة، حيث كان في طريقه لجنيف للمشاركة في ورشة عمل حول التحقيقات في قضية اختفاء طالب جامعة كامبريدج الإيطالي غويليو ريجيني، الذي اختفى العام الماضي، عشية الذكرى الخامسة لثورة 2011، لتكتشف جثته بعد أيام على الطريق خارج القاهرة، مشوهة وعليها آثار التعذيب والحرق.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق