كتاب "إسرائيلي" عن العملاء.. هل تم تجنيد «السيسي» بواشنطن 2006؟
01/10/2017 11:45 م
كتب يونس حمزاوي:
كشف كتاب "إسرائيلي" صدر حديثا عن أساليب جهاز الموساد في تجنيد كبار المسئولين العرب ليكونوا عملاء لصالح "إسرائيل"، حيث يتم التركيز على المسئولين الأمنيين والحكوميين الذين يتوجهون إلى أوروبا وأمريكا بحكم ارتباطات العمل أو التدريب.
كتاب "سيد العمليات" الذي صدر مؤخرا يتناول حياة قائد شعبة العمليات الأسبق في الموساد مايك هراري، الذي يوصف بأنه سفاح الموساد، كما أنه يتزامن مع تقارير نشرتها وسائل إعلام إسرائيلية وتحدثت فيها عن "دور العملاء في حسم مصير حرب 73".
ومع جرائم الجنرال الدموي عبدالفتاح السيسي الذي أجهض المسار الديمقراطي في البلاد وقاد انقلابا دمويا صادر فيه الحريات واعتقل الرئيس المنتخب وأغرق مصر في وحل الديون ومزق النسيج المجتمعي في البلاد بصورة غير مسبوقة، وهي جرائم لا يقوم بها سوى عملاء الصهاينة.. فهل تم تجنيد السيسي لا سيما وأنه تلقى دورة عسكرية في جورجيا عام 1981م وكذلك في أمريكا عام 2006م؟
نشر المصيدة في أوروباوحسب الكتاب لمؤلفه أهارون كلاين، فإن الموساد حرص منذ خمسينيات القرن الماضي على نشر ضباطه في العواصم الأوروبية التي يتوجه إليها كبار الموظفين والضباط العرب من أجل تدشين علاقات معهم تفضي إلى تجنيدهم لتمكين إسرائيل من الحصول على معلومات استخبارية بالغة الأهمية عن الدول العربية، لا سيما تلك التي كانت في حالة صراع مع تل أبيب.
وأشار الكتاب إلى أن الفئات التي كانت مستهدفة بشكل خاص هي الضباط الذين كانت الدول العربية تقوم بإرسالهم للانخراط في دورات عسكرية تكميلية في العواصم الأوروبية، والمسؤلون الذين يصلون إما لأداء مهام عمل أو لقضاء الإجازة إلى جانب أعضاء السلك الدبلوماسي العربي.
ونوه الكتاب إلى أن الموساد ركز في البداية على تجنيد أشخاص من الدول التي هي في حالة صدام مباشر مع إسرائيل، لا سيما مصر وسوريا ولبنان والعراق، مستدركا بأن جهود التجنيد شملت مواطني دول أخرى.
التستر بلافتات مراكز البحثوبحسب الكتاب فإن ضباط الموساد كانوا يبادرون إلى الاتصال مع الشخصيات المرشحة للتجنيد من خلال هوية مزيفة تمثل غطاء يسمح بحدوث التواصل.
ويتضح من الكتاب أن ضباط الموساد عمدوا في كثير من الأحيان إلى تقديم أنفسهم للمسؤولين العرب بوصفهم ممثلين عن مراكز أبحاث سياسية واستراتيجية أوروبية، وفي حال وافق المرشح على قبول العرض فإنه يطلب منه تقديم معلومات تتعلق بمجال عمله واختصاصه الوظيفي في بلده.
السيسي في أوروبا وأمريكاوالوثائق تكشف أن الجنرال الدموي تلقى دورة عسكرية في جورجيا عام 1981 وكذلك في الولايات المتحدة الأمريكية عام 2006م.
ونشرت وكالة رويترز في أغسطس 2013م، تقريرًا عن حياة الجنرال الدموي عبد الفتاح السيسي في الفترة التي قضاها في الولايات المتحدة خلال فترة دراسته بكلية الحرب الأمريكية عام 2006م.
الوكالة استقت معلوماتها من الكتاب السنوي لكلية الحرب الأمريكية لعام 2006. وجاء في التقرير أنه على خلاف ما يظهر عليه الفريق أول عبدالفتاح السيسي في الصور اليوم بملابسه العسكرية الأنيقة التي تزينها النياشين، يبين الكتاب السنوي لكلية الحرب الأمريكية صورة الضابط الذي سيمسك بزمام السلطة في مصر يومًا ما مبتسمًا في حفل ببلدة صغيرة في بنسلفانيا وهو يبدو مسترخيًا ومرتديًا قميص بولو أصفر اللون.
كان الكتاب السنوي لعام 2006 موضوعًا بعيدًا عن الأعين بمكتبة كلية الحرب في كارليسل. وتوثق الصور في هذا الكتاب التي لا تعود إلى تاريخ بعيد تذكرة لعام أكاديمي قضاه قائد الانقلاب خلال بعثة زمالة عسكرية في هذا المكان الهادئ في الولايات المتحدة.
لكن خبراء أمريكيون يقولون إن العلاقات الثقافية التي تشكلت في أماكن مثل كارليسل ربما تكون أكثر أهمية في بناء علاقات مستديمة بين الولايات المتحدة ومصر. وتقول رويترز إنه رغم الأزمة القائمة بينه وبين إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما بسبب حملته على أنصار مرسي يواصل السيسي اتصالاته المنتظمة مع واشنطن.
وأجرى السيسي 16 مكالمة هاتفية بوزير الدفاع الأمريكي تشاك هاجل خلال شهر ونصف بعد الانقلاب وحتى كتابة التقرير أواخر أغسطس.
ولم تكن كارليسل المحطة الأولى التي يدرس فيها السيسي في الولايات المتحدة ففي عام 1981 تلقى دورة أساسية في سلاح المشاة في قاعدة فورت بنينج في جورجيا.
دور الخونة في حرب 73ويضرب الكتاب مثلا عن أحد الضباط الكبار، كان مقربا من أحد أنظمة الحكم في إحدى الدول المتاخمة لفلسطين، وكان قد توجّه إلى إسبانيا بعد حدوث خلاف بينه وبين حاكم ذلك البلد.
ويشير إلى أنه بعد حصول الموساد على معلومات حول الظروف المتعلقة بوجود هذا الضابط الكبير في مدريد، تقرر أن يتم العمل على تجنيده، سيما بعدما تبين أنه "محب للمال".
وأضاف الكتاب أن الموساد كلف رئيس بعثة الموساد في أوروبا مايك هراري، بالتوجه إلى مدريد بهدف الشروع في التواصل مع الضابط المذكور، حيث تقرر أن يتم تقديم عرض مباشر له بالعمل بوصف هراري ممثلا لأحد مراكز الأبحاث الأوروبية.
وأشار الكتاب إلى أن هراري فوجئ عندما وافق الضابط العربي الكبير، وقبل بتسليم وثائق عسكرية مهمة عن الأوضاع العسكرية في بلاده خلال لقاء جمعه به في اليوم التالي.
وأضاف مؤلف الكتاب أنه "تأكد للموساد حب الضابط للمال، حيث إنه عندما قام هراري بتسليمه ظرفا يحتوي على 3000 دولار ظل يعد الأوراق المالية أكثر من مرة في ظل وجود مؤشرات التأثر عليه"، منوها إلى أن هذا الضابط تحول إلى مصدر ثري جدا للمعلومات الاستراتيجية عن بلده.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق