في ذكرى ميلاده..«التلمساني» دليل إدانة على انقلاب 2013
04/11/2017 06:39 م
كتب: سيد توكلشهدت جماعة الإخوان المسلمين انفتاحًا وتغلغلًا في العمل العام، في عهد الأستاذ عمر التلمساني، المرشد الثالث لجماعة الإخوان المسلمين، وذلك بعد فترة من التعذيب والقتل والاغتيالات شهدتها الجماعة في عهد الانقلاب الذي قاده جمال عبد الناصر على الرئيس محمد نجيب، وبدأ التلمساني يحتضن جيل شباب السبعينيات، كما دخل الإخوان في عهده البرلمان.
"سلميتنا أقوى من الرصاص"، مقولة طارت في الآفاق وسارت بها الركبان، قالها المرشد العام الحالي لجماعة الإخوان المسلمين، الدكتور محمد بديع، في خطابه الشهير يوم 5 يوليو 2013، الذي ألقاه من على منصة رابعة العدوية، وربما استلهمها من ميراث المرشدين من قبله وعلى رأسهم "التلمساني".
وتتوافق تلك المقولة مع رؤية الجماعة الكلية، وسياساتها العامة، في نهجها الإصلاحي الذي حافظت عليه الجماعة منذ نشأتها، وعبر محطاتها المتتابعة التي أرست خلالها منهجها المعروف في العمل الدعوي السلمي، بعيدا عن الأفكار التكفيرية والممارسات العنفية التي يحاول العسكر اتهام الجماعة بها عبثًا.
وبحسب أدبيات الجماعة، فإن القتال لا يكون إلا لأعداء الخارج الذين يغتصبون بلاد المسلمين ويحتلونها، أما خصومها من أنظمة الطغيان والاستبداد في الداخل، فمنهجيتها المعلنة والمقررة تتمثل في مقاومة أذاهم وبطشهم وطغيانهم بالعمل السياسي والسلمي وكشفهم أمام الشعب.
لكن أمام هذه الهجمة الأمنية الشرسة الموغلة في البطش والقمع والقتل، التي تمارسها سلطات الانقلاب، والرامية إلى هدم كيان الجماعة وإخراجها من الحياة العامة بالكلية، هل يمثل "التلمساني" وسياساته صمام أمان ودليل إدانة على قمع ودموية انقلاب عبد الفتاح السيسي؟.
ميلاده
ميلاده
عبد الفتاح عبد القادر مصطفى التلمساني، من مواليد 4 نوفمبر 1904، بالغورية فى الدرب الأحمر بالقاهرة، جده لأبيه من بلدة تلمسان بالجزائر، جاء إلى القاهرة واشتغل بالتجارة، وأصبح من كبار الأغنياء، تزوج في سن الثامنة عشرة وهو لا يزال طالبًا في الثانوية العامة، رزق بأربعة من الأولاد، ثم حصل على شهادة ليسانس الحقوق وعمل بالمحاماة في شبين القناطر.
في ركب الجماعة
انضم "التلمساني" لجماعة الإخوان المسلمين على يد مؤسس الجماعة الإمام الشهيد حسن البنا في عام 1933، بعد أن دعاه لحضور دروسه اثنان من الإخوان هما "عزت محمد حسن" وكان معاون سلخانة بشبين القناطر، والآخر "محمد عبد العال"، وكان ناظر محطة قطار الدلتا في محاجر "أبو زعبل"، وكان أول محامٍ يعمل بتوكيل من الجماعة، للدفاع عن الذين لفق لهم "الشامخ" قضايا بتحريض من العسكر.
اختياره مرشدًا
اختير الأستاذ "التلمساني" مرشدًا للجماعة بعد وفاة الأستاذ "الهضيبي"، في ظروف بدأت فيها الجماعة تحصد ثمار سلميتها أمام دموية العسكر، وبدا أن الرئيس السادات يختلف إلى حد ما عن سلفه عبد الناصر.
وشهدت الجماعة في عهده انفتاحا وتغلغلا في العمل العام، وبدأ يحتضن جيل شباب السبعينيات أمثال د. عبد المنعم أبو الفتوح وأبو العلا ماضى ومختار نوح وحلمى الجزار وإبراهيم الزعفرانى وعصام العريان وغيرهم، وانطلقت الجماعة في النقابات والجامعات والأندية.
كما بدأ أول تحالفات الجماعة مع الأحزاب، ودخل الإخوان في عهده البرلمان، ويعد أبرز المرشدين الذين ساروا على نهج الإمام الشهيد حسن البنا، من حيث التواصل مع جميع مؤسسات المجتمع، وأصبح القدوة لجيل العمل العام في الجماعة.
ودخل "التلمساني"، السجن في عام 1948 ثم 1954 وأفرج عنه في آخر يونيو 1971م، وبعد اختياره مرشدًا للجماعة عقب وفاة المستشار الهضيبى، قبض عليه السادات في سبتمبر 1981.
رحيله
رحيله
وتوفى "التلمساني"، يوم 22 مايو 1986 عن عُمْر يناهز 82 عامًا، كان تشييعه في موكب مهيب شارك فيه أكثر من ربع مليون نسمة من الجماهير، فضلًا عن الوفود التي قدمت من خارج مصر، وحضر الجنازة رئيس الوزراء، وشيخ الأزهر، وأعضاء مجمع البحوث الإسلامية ورئيس مجلس الشعب، وبعض قيادات منظمة التحرير الفلسطينية، ووفد من الكنيسة المصرية برئاسة الأنبا جريجوريوس في تشييع الجثمان.
كتب عنه "إبراهيم سعدة"، رئيس تحرير أخبار اليوم السابق، يقول: "مات عمر التلمساني.. صمام الأمان لجماعة... وشعب ... ووطن"، وقالت إذاعة راديو أمريكا: "إن هذه الجنازة أظهرت قوة وفعالية التيار الإسلامي في مصر، خاصة وأن أغلبية من حضروا كانوا من الشباب".
وكتبت مجلة "كريزنت إنترناشيونال"، في عددها الصادر في 1 / 6 / 1986، "بوفاة التلمساني تفقد الحركة الإسلامية جمعاء واحدًا من أبرز رجالها العاملين، وستظل تضحياته للإسلام محلا للذكرى إلى أمد بعيد".
فى الصحافةدراسات وتقارير
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق