المخطط الصهيوني الكبير (2) | التطبيع الإعلامي والصحفي فى مصر (أسماء)
منذ يوم
عدد القراءات: 1709
تحدثنا فى الجزء السابق، عن التطبيع الثقافي، وأوضحنا كيف هو من أخطر الملفات التي تواجه الوطن العربي، وبالأخص مصر، التي أبرمت اتفاقية العار (كامب ديفيد)، والتي شرعنت بدورها ذلك المخطط الصهيوني، الذي استغله عدد كبير من المثقفين والإعلاميين والصحافيين ورجال الدين (كما يدعون على أنفسهم)، لتحقيق مصالح مادية من وراء تلك الخيانة.
ونرصد فى الجزء الحالي، المطبعين من الصحافيين والإعلاميين، والذين خالفوا ميثاق الشرف الإعلامي والصحفي، كما خانوا دماء أبناء الوطن الذين وقعوا شهداء على يد العدو الصهيوني.
أنيس منصور أبا المطبعين
على الرغم من الشهرة الواسعة التي حاز عليها الكاتب والأديب أنيس منصور فى مصر والوطن العربي، إلا أنه لم يخجل أبدًا من إعلان تقبله للتطبيع مع العدو الصهيوني، بل الأنكي من ذلك احتفائه بالصداقة مع عدد من الصهاينة فى مؤسسات مختلفة بالكيان.
وكان "أنيس" أحد أفراد الوفد الذي رافق الرئيس الراحل أنور السادات للقدس، متفاخرًا بإن له علاقات مع إسرائيل قبل تلك الزيارة، مبررًا ذلك بإنه لمعرفة الطرف الآخر، مشيرًا إلي أنه تجمعه علاقات وصفها بـ"الإنسانية" مع أصدقائه المذكورين.
وأكد "أنيس" فى أحد لقاءاته الصحفية، أنه لا يغضب أو حتي يهتم، بعد اتهامه بالتطبيع مع العدو الصهيوني، زاعمًا أنه من أى إنسان أن يعتقد ما يريد، ضاربًا بالثوابت الوطنية والقومية عرض الحائط، وشبه ذلك بالاستعمار الإنجليزي، مشيرًا إلي أن مصر لم تحرم الإنجليزية، فلماذا تحريم اليهودية.
توفيق عكاشة مطبع بموافقة أمنية
ولم ننسي بالطبع الحادثة الشهيرة التي أطاحت بالإعلامي المعروف بقربه الشديد من النظام، توفيق عكاشة، الذي استقبل السفير الصهيوني بالقاهرة حاييم كورين، بمنزله فى فبراير 2016، بزعم مناقشة بعض الأمور التي طلب استيضاحها بشأن كتاب: "دولة الرب والماسونية والألفية السعيدة"، وكذلك للحديث عن سد النهضة وبعض ما يخص التقنيات الحديثة في الزراعة على حد وصف عكاشة.
بعد مرور أسبوع من الواقعة، عقد البرلمان جلسة قام خلالها بإسقاط عضوية توفيق عكاشة صاحب أكبر عدد من الاصوات على مستوى الانتخابات البرلمانية الأخيرة.
وأكد عكاشة فيما بعد أن لقاء السفير الإسرائيلي تم بموافقة الجهات الأمنية في مصر.
يوسف زيدان.. رجل يحاول تهويد قدسية المسجد الأقصي والقدس
وعلى الرغم من كون الكاتب والأديب يوسف زيدان محسوب على تيار المثقفين، إلا أن ظهوره الإعلامي ومقالاته المتكرره عن القدس والمسجد الأقصي فى الآوانه الأخيرة، تضعه فى نطاق المطبعين الإعلاميين والصحافيين، نظرًا لمواقفه.
حيث خرج "زيدان" فى أواخر عام 2015، بعدد من الفضائيات وزعم أن المسجد الأقصى المذكور في واقعة الإسراء والمعراج غير موجود في فلسطين وإنما هو مسجد في الطائف وأن ما أشيع إلى أن المسجد الأقصى في فلسطين حدث أثناء صراع بني أمية مع عبد الله الزبير بن العوام ومحاولتهم تحويل الحجيج من المسجد الحرام إلى مسجد آخر بناه في القدس.
زيدان طالب أيضاً بوقف الحرب مع العدو الصهيوني والتطبيع معها، وبأن لا حاجة إلى التضحية بمزيد من الدماء لأن الصراع سياسي في المقام الاول.
رواية زيدان لاقت اعتراض العديد من شخصيات دينية ومؤرخين كثر، وهؤلاء أكدوا أن لا صحة لما تحدث عنه زيدان، وأن لا وجود للمسجد الأقصى في الطائف وأن ما تحدث عنه هو مسجد قديم بني بعد حادثة الإسراء والمعراج ولم يسمَّ بالأقصى، وأن الواقدي ذكره في كتابه أثناء رحلة الرسول للطائف "كصفة" وليس كاسم. وأن هذه المنطقة كان فيها مسجدان وصف الواقدي أحدهما بالأقصى والثاني بالأدنى، لكن زيدان تمسك برأيه برغم ذلك.
ماجد فرج.. إسرائيل صديق وغزة عدو
واحتفت وسائل إعلامية عديدة بالكاتب والمؤرخ ماجد فرج، الذي يتمتع بعلاقات واسعة مع نظرائه من الصهاينة، حيث قام فى مايو 2015، بزيارة الكيان الصهيوني، ولم يخف فى حلقات تلفزيونية قدمها اعتقاده بوجوب التطبيع مع العدو الصهيوني، وفتح حقبة جديدة من العلاقات بين البلدين، وأعلن صراحة: إسرائيل صديق وغزة هي العدو.
صاحب مدرسة المشاغبين يخرج عن منهج المدرسة الوطنية
وكذلك خرج الكاتب المسرحي والصحفي، على سالم، مؤلف مسرحية مدرسة المشاغبين الشهيرة، عن المنهج المدرسي، وأكد أنه من أشد المؤيدين للتطبيع مع العدو الصهيوني، حتي أنه قام بتأليف كتاب تحت عنوان "رحلة إلي إسرائيل، الذي كرمته جامعة بن جوريون الإسرائيلية عام 2005 لكن الدولة منعته من السفر وقتها.
علي سالم تحدث في أكثر من حوار تلفزيوني وأشار إلى أن مصر كانت مخطئة في دخولها حروباً ضد العدو الصهيوني معتبراً إياها دولة صديقة.
لميس جابر.. عدوة لكل شئ
لم تخرج الكاتبة لميس جابر من اتهم التطبيع مع العدو، بل إنها كانت أشدهم شراسه حيث أنها كانت تهاجم المناهضين للعدو الصهيوني وللتطبيع فى مصر، حيث أكدت في أكثر من مناسبة ثقتها في العدو الصهيوني وعدم إيمانها بالقضية الفلسطينية ورفضها للقومية العربية وطالبت بطرد الفلسطينيين من مصر ومصادرة أموالهم، متهمة الفلسطينيين وحركة حماس بتدمير الداخل المصري وقتل المصريين.
اعتبر الكثيرون تصريحات جابر انقلاباً على القضية الفلسطينية وخطوة نحو التطبيع مع العدو الصهيوني.
المصري اليوم.. صحافة بأمر الاحتلال
وفى السياق ذاته قامت صحيفة المصري اليوم، التي يملكها رجل الأعمال صلاح دياب، المعروف بعلاقاته الوثيقة والتجارية مع الأمريكان والصهاينة، بإيفاد إحدي الصحفيات العاملات بالجريدة إلي القدس المحتلة، التي لا يمكن دخولها إلا بتأشيرة صهيونية، وهي المحرر صفاء صالح، عضوة نقابة الصحفيين.
ويأتي سفر صفاء صالح للكيان الصهيوني، عن أن سفرها تم بناء على رغبة نظام السيسي في التطبيع الصحفي بعدما تم التطبيع الديني وزيارة البابا تواضروس إلى هناك بحجة العزاء في أحد البطاركة وزيارة على جمعة وأحمد الطيب بحجة زيارة بيت المقدس وزيارة عدد من مجلس نقابة الصحفيين بحجة دعم المهرجانات الثقافية في الأراضى الفلسطينية.
وتساءل علي القماش رئيس لجنة الأداء النقابي بنقابة الصحفيين عن تلك الزيارة وقال : كيف حصلت محررة المصرى اليوم على التأشيرة ؟ وكيف سافرت إلى الأراضي التى يحتلها العدو الإسرائيلي ؟ وكيف ارتضت بتفتيش الجنود الإسرائليين لها كإجراء معروف مع القادمين للقدس ؟ وكيف … إلى أخر الاسئلة التى تفرض وتطرح نفسها؟
أليس كل هذا من "التطبيع" الذى ترفضه نقابة الصحفيين بقرار متجدد منذ نحو 30 عاما ؟.
أم لأن النقابة سكتت عن عدد من أعضاء مجلسها السابق "هشام يونس وأسامة داود وحنان فكري" بجانب وفد ضم نحو 30 صحفيا .. أصبح التطبيع مستباحا ؟.
أم أن ما يشغل النقابة من الحكم بحبس النقيب غطى على كل شىء ، ولم يبق حيز للانتباه لاختراق قرار حظر التطبيع ؟.
صحيح أن سياسة "المصري اليوم" مع التطبيع .. وأن صلاح دياب صاحب الجريدة يتصدر اسمه موسوعة التطبيع .. وأن الصحيفة تضم قيادات وكتاب من رموز التطبيع فى مقدمتهم عبد المنعم السعيد وصلاح منتصر واسامه الغزالى وغيرهم .. ولكن هذا شأن الجريدة والتى تحاول غسيل سمعتها بعدد من التحقيقات .
لكن النقابة وقرار الجمعية العمومية شأن اّخر .. وأهم من الاعتصام بمشاركة بعض أعضاء المجلس لنقل ثلاثة صحفيين بالجريدة – ونحن لسنا ضد مؤزارتهم ولكن الأولوية للاعتصام ضد التطبيع وفضح المطبعين ، أوقفوا جريمة المصري اليوم والتطبيع والسفر للعدو الصهيوني .
إقرأ أيضًا: -
- اللي خانوا العهد بينا.. سياسيون قاموا بالتطبيع مع الكيان الصهيوني
- سرطان التطبيع داخل أروقة قصور الفن وملاعب الرياضة
- المخطط الصهيوني الكبير (1) | التطبيع الثقافي فى مصر.. كيف تم وأين يقف؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق